وكانت فرحة اللاعبين أمثال أريين روبين وتياغو ألكانتارا وتوماس مولر واضحة جدا للعيان بعد تمكنهم من حسم لقب بطولة الدوري لصالح فريقهم دون منافسة تذكر، الأمر الذي كان تشوبه بعض الشكوك في بداية الموسم الحالي، في مباراة أمس أمام هيرتا برلين والتي انتهت بفوز بايرن ميونيخ 3/1.
وقال فرانك ريبيري نجم بايرن ميونيخ " بداية غوارديولا مع الفريق في الماضي كانت غريبة إلى حد ما فهو أراد في أول الأمر أن يغير من كل خطط الفريق، ولقد تساءلنا فيما بيننا هل من الجيد لفريق حصل على الثلاثية التاريخية (بطولة دوري أبطال أوروبا - الدوري الألماني - بطولة الكأس) تحت قيادة يوب هينكس أن يغير النظام الذي تعود عليه".
ولم تدرك جماهير بايرن ميونيخ قصد غوارديولا عندما عمد إلى التعاقد مع الإسباني تياغو ألكانتارا بينما كان يمتلك ضمن صفوف الفريق لاعبين خط وسط من أفضل لاعبي العالم في هذا المكان أمثال باستيان شفانيشتايغر وتوني كروس وروبين وخافي مارتينيز الذي يعد اللاعب الأغلى في تاريخ الدوري الألماني ( البونديسليغا ).
ولكن سرعان ما اندمج اللاعب الإسباني الدولي الشاب /22 عاما/ في صفوف فريقه الجديد وتمكن من تغيير شكل أداء الفريق في أكثر من مناسبة.
وحقق الكانترا لاعب نادي برشلونة الإسباني السابق رقما قياسيا جديدا في عدد التمريرات التي قام بها لاعب واحد خلال أي مباراة في تاريخ الكرة الألمانية وذلك عندما نفذ 185 تمريرة خلال المباراة التي جمعت فريقه بفريق إنتراخت فرانكفورت في الثاني من فيفري الماضي.
وكسر غوارديولا قاعدة أخرى داخل الفريق الألماني عندما قام بجعل فليب لام قائد الفريق والذي اشتهر بدوره الدفاعي البحت مما جعله من أفضل لاعبي خط الوسط المدافعين في العالم بالتقدم والقيام بمبادرات هجومية.
وكان رهان غوارديولا على قائد الفريق فليب لام في محله تماما حيث اسفرت طريقة لعبه الجديدة عن تفعيل الشق الهجومي للفريق الألماني وزيادة فرص التهديف وهو ما علق عليه اللاعب في ديسمبر الماضي قائلا " أشعر براحة كبيرة في اللعب في وسط الملعب".
وكان تغيير استراتيجية اللعب والأداء المرتبك للفريق في بداية الموسم الحالي دليلا على أن غوارديولا كان يبحث ويختبر طريقة اللعب المثلى وهو ما ذكره المدير الفني الإسباني أكثر من مرة قائلا "لازلنا نحتاج إلى مزيد من الوقت".
ومع مرور مراحل البطولة أصبح الفريق أكثر تجانسا وأدت الأرقام القياسية الساحقة التي كان يحققها الفريق من مرحلة إلى أخرى في تبديد نظرات الريبة تجاه تأقلم غولارديولا مع الكرة الألمانية حتى أنه عمد إلى إحداث تغيير كبير في عادات الفريق الألماني والتي كان يشتهر بها وتمكن من تطبيق على سبيل المثال نظام التدريب خلف الأبواب المغلقة.
ونشرت وسائل الإعلام غير مرة صورا مركبة لبيب جوارديولا وهو يخرج لسانه مثل أينشتاين أو وهو يرتدي سراويل داخلية مثل بطل مسلسل "بريكينج باد" الأمريكي وقامت أيضا بتحليل أدائه الفني بدقة بالغة وتحليل أيضا إجادته للغة الألمانية منذ اللحظة الأولى لوصوله كما أبرزت حبه الشديد لعالم الموضة.
يذكر أن غوارديولا خسر مباراتين فقط الأولى أمام فريق بروسيا دورتموند في بطولة كأس السوبر والثانية في مباراة ودية أمام سالزبورج النمساوي.
ويواجه بطل الدوري الألماني مرحلة حاسمة في عمر الموسم الحالي فهو يعد من الفرق المرشحة بقوة للفوز ببطولة الكأس وبطولة دوري أبطال أوروبا.
ويخوض الفريق الألماني هذه المرحلة الحاسمة في وضعية مشجعة حيث أن صفوف فريقه لا تعاني من الاصابات بفضل طريقة التناوب في اللعب التي ينتهجها المدير الفني للفريق والتي مكنته من الوصول لهذا الانجاز بالإضافة أن اللاعبين تمكنوا من استيعاب طريقة لعب اللمسة الواحدة وتغيير المراكز والتحرك بدون كرة وطريقة الضغط المتقدم على الخصم.
ويتبقى لـ غوارديولا بطولتان يجب عليه أن يدافع فيهما عن تفوق الفريق البافاري.
ولازال البعض يشك في استمرارية الفريق الألماني في التطور بهذا الشكل حيث علق فرانك بيكنباور اسطورة نادي بايرن ميونيخ ورئيسه الشرفي على طريقة لعب فريقه القديم قائلا "سينتهي بهم المطاف للعب كفريق برشلونة الإسباني، لا أعلم لماذا يصلون إلى منطقة جزاء الخصم ويرتدون مرة أخرى للوراء".
ومع ذلك فأن بطولة الدوري التي تمكن غوارديولا من حسم لقبها لصالح فريق بايرن ميونيخ تعد دليلا على نجاحه وأن البايرن برغم كل شيء لازال يستطيع الفوز.
كلمات دلالية :
ألمانيا
تحقيق
رياضة-
قدم-جوارديولا