يواصل الدولي الجزائري ياسين براهيمي التألق في "الليغا" الإسبانية من جولة لأخرى، إذ أصبح من أفضل المراوغين في هذه البطولة القوية منافسا بذلك نجوما وعمالقة من طينة "ميسي" و"كريستيانو"، فهذا اللاعب الذي حصل على فرص نادرة وقليلة في "ران" الفرنسي بات اليوم يصنع أفراح نادي "غرناطة"، مثلما كان عليه الحال مؤخرا عندما قاده للفوز على "إيلتشي" بفضل هدف حاسم، وعن هذا التألق وعن عدم إقحامه في اللقاء الودي الأخير الذي جمع منتخبنا الوطني بنظيره السلوفيني، فتح لنا براهيمي قلبه في حوار مطوّل وشيّق أماط فيه اللثام عن موقفه حول عدم توظيفه من طرف البوسني، كما أعطى اللاعب رأيه بخصوص الوافدين الجديدين على المنتخب بن طالب وفرحات، إضافة إلى إعرابه عن سعادته بما قاله عنه الأسطورة زيدان ليومية "الهدّاف" في حواره الحصري الأخير.
أكيد أنك سعيد بالهدف الذي قدت به فريقك "غرناطة" للفوز على "إيلتشي"؟
بالطبع، أنا جدّ سعيد لأني نجحت في تسجيل هدف الفوز على "إيلتشي"، خاصة أن هذا الهدف كان حاسما وقادنا لتحقيق فوز مهم، ناهيك على أن "إيلتشي" فريق منافس لنا على البقاء، ما زاد من قيمة وأهمّية النقاط الثلاث.
تتواجد في أوّج لياقتك مع "غرناطة" هذا الموسم، إلى درجة أن الإعلام اختارك ضمن أفضل المراوغين في "الليغا"، أكيد أنّ هذا مشجّع بالنسبة لك؟
هذا يسعدني كثيرا وشرف كبير لي أن أسمع هذه المعطيات، وهذا يدلّ على أني لاعب طموح لا يكلّ عن العمل، ويرغب دوما في تطوير إمكاناته ومساعدة فريقه على التقدم نحو الأمام، ولا أخفي عنكم أن فرحتي كبيرة لأني اخترت ضمن أفضل اللاعبين الذين يجيدون المراوغة في البطولة الإسبانية، لكن هذا لا يعني أن وصلت، بل أنا مطالب بألا أتوقّف عند هذه المحطة وسأفعل المستحيل كي أتطوّر أكثر فأكثر.
لعبت سابقا في "ران" والآن تلعب لصالح "غرناطة" هل تشعر بالفرق بين مستوى البطولتين الفرنسية والإسبانية؟
نعم بالتأكيد، وأشعر أيضا بأني مرتاح في "الليغا"، لا يخفى عنكم أنني لم ألعب كثيرا في "ران"، وكنت في غالب الأحيان ألعب نصف موسم فقط، لكن في "غرناطة" ألعب بانتظام، وهذا ما منحني الفرصة كي أعمل وأطور مستواي، صراحة أشعر بأن المستوى في "الليغا" أفضل وأشعر في نفس الوقت بتطوّر مستواي الشّخصي.
لاعبون من أمثالك في صورة فغولي وتايدر ومؤخرا غلام يلعبون ويتألقون في بطولات مختلفة بأوروبا، وهو ما لم يحدث معهم في فرنسا سابقا، في رأيك لماذا؟
ربما لأن البطولات الأخرى تتلاءم مع اللاعبين، فبطولة مثل "الليغا" مثلا تتلاءم وطريقة لعبي، وأشاطركم الرأي بأن عددا من اللاعبين نجحوا بعيدا عن البطولة الفرنسية.
لنتحدث الآن عن المنتخب الوطني، واجهتم مؤخرا منتخب سلوفينيا لكن البوسني "وحيد حليلوزيتش" لم يوظفك في اللقاء، ألم يقلقك ذلك؟
لا إطلاقا، صدقوني بأن الأمر لم يزعجني بتاتا، فمثل كل اللاعبين تمنيت أن أكون طرفا في المباراة وهذا حق مشروع، لكن في نهاية المطاف المدرب الوطني كانت له خياراته التي أحترمها، وأنا الآن بصدد مواصلة العمل كي أحجز مكانة لي ولا أملك خيارا آخر سوى العمل.
هل تحدثت مع المدرب الوطني بعد المباراة كي تعرف منه أسباب عدم إقحامك؟
لا، لم نتحدث في الموضوع.
من على خط التماس وأنت تتابع المباراة، كيف وجدت مستوى المنتخب الوطني في المباراة؟
صحيح أن الأمر يتعلق بلقاء ودّي تحضيري لا أكثر ولا أقل، لكن كان لابدّ من الفوز به لأن الأمر يتعلق بالتحضير لنهائيات كأس العالم، ولكسب مزيد من الثقة، سواء بالنسبة لنا نحن كلاعبين أو بالنسبة للطاقم الفني، أو للأنصار الذين كانوا في أمسّ الحاجة إلى الفوز لطمأنتهم على منتخبنا أشهرا قليلة قبيل "المونديال"، وفي رأيي الشخصي، فإن المباراة كانت بمثابة اختبار مفيد لنا.
بالنظر إلى المستوى المتواضع الذي أبان عنه منتخب سلوفينيا، ألم تتمنوا مواجهة منتخب قوي مثل منتخب البرتغال الذي كان من الممكن أن يكون منافسكم في الخامس من مارس الماضي؟
صحيح، سمعنا بأننا كنا على وشك مواجهة منتخب أوروبي قويّ، وحتى الصحافة الجزائرية تحدثت عن إمكانية حدوث ذلك، لكن في النهاية قرر المدرب الوطني مواجهة منتخب سلوفينيا، فهو أعلم منا بما يليق لنا، وفي النهاية أعتقد أن الاختبار الذي خضعنا له كان جيّدا.
الكل يجمع على أن جابو برز في هذه المباراة، ألم يفاجئك مردوده؟
أتفاجأ؟، لماذا؟، صراحة مستواه الكبير لم يفاجئني لأني أعرفه جيدا بحكم أني ألعب معه منذ فترة، وأعترف أنه أدى مباراة في القمة أمام سلوفينيا، إنه لاعب موهوب للغاية ولديه إمكانات رائعة، وأتمنى له أن يواصل على نفس المنوال لأنه قادر على الذهاب بعيدا.
ألا ترى أنه من الأفضل له أن يغادر النادي الإفريقي نحو أوروبا كي يطوّر مستواه؟
جابو لديه الإمكانات التي تسمح له باللعب في أوروبا بشكل عادي، لا أخفي عنكم أني معجب كثيرا بطريقة لعبه، وأتمنى له أن ينجح في اللعب في أوروبا عن قريب.
المنتخب تدعّم مؤخرا بلاعب جديد اسمه نبيل بن طالب الناشط في "توتنهام" الإنجليزي، فكيف وجدت مستواه أمام منتخب سلوفينيا؟
أعتقد أن التحاق بن طالب تدعيم جيّد للمنتخب الوطني، إنه لاعب موهوب لديه إمكانات وأراه قادرا على تقديم الإضافة اللازمة لمنتخبنا، ليس فقط الآن بل مستقبلا أيضا لأنه لاعب شاب نجح في فرض نفسه في فريق عريق مثل توتنهام وبطولة قوية مثل "البريمر ليغ"، وحسب رأيي، فإن ذلك لم يتحقق من باب الصدفة بل يعود للإمكانات التي يتمتع بها، وبعيدا عن ذلك، أقول أنه من الجيد أن ندعم تعداد المنتخب الوطني بلاعبين ينشطون في البطولات الأوروبية.
بالنسبة لكأس العالم، هل تراه قادرا على إعطاء الإضافة لـ"الخضر"؟
نعم بالتأكيد، مثله مثل كل اللاعبين، نبيل قادر على مساعدة "الخضر" سواء دفاعيا أو هجوميا، والآن عليه أن يواصل العمل فقط.
لاعب شاب دعّم صفوف المنتخب الوطني أمام سلوفينيا أيضا، والأمر يتعلق باكتشاف البطولة الوطنية زين الدين فرحات، فهل تراه قادرا على فرض نفسه في المجموعة؟
ما دام أن الناخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" قد استدعاه، فهذا دليل على أنه لاعب جيد وقادر على فرض نفسه، أمام سلوفينيا قدّم ما عليه لدى دخوله، ونظرا لأن المباراة هي الأولى له مع المنتخب أرى أنه كان جيدا لأن المباراة الأولى لأي لاعب غالبا ما تكون صعبة، والآن على زين الدين فرحات أن يعمل بجدّ حتى يكون في أوجّ لياقته كلما احتاجه المنتخب، والرسالة موجهة لي ولكل اللاعبين حتى نكون تحت تصرف "الخضر" في التحديات المقبلة.
فريقك "غرناطة" عرف مغادرة حسان يبدة الذي التحق بـ"أودينيزي" الإيطالي، ما قد يحزنك ويسعدك في آن واحد لأنه غادر بحثا عن فرص للعب؟
أنا جدّ سعيد لـ حسان لأنه كان لابدّ أن يلعب ويربح مباريات في الأرجل، وهذا مهمّ بالنسبة له، أتمنى أن يجد هناك فرصا أكبر للعب وأتمنى له حظا موفقا، حسان كان أكثر من زميل بالنسبة لي وهو بمثابة أخي فوق الميدان وخارجه.
خصّ زين الدين زيدان نجم الكرة العالمية السابق يومية "الهدّاف" بحوار مطوّل مؤخرا، إذ أشاد فيه بإمكاناتك وصنفك مع أفضل لاعبي "الليغا"، أكيد أن هذا يشرفك؟
صدّقوني إنّه لشرف كبير لي أن أسمع كلاما كهذا من زين الدين زيدان، وكلامه يدفعني لمواصلة العمل من أجل تطوير مستواي.
هل تطمح لمغادرة غرناطة عقب نهاية الموسم؟
صراحة، لا يمكنني الإجابة على هذا النوع من الأسئلة، في الوقت الحالي لا يمكنني أن أقول أي شيء، أنا مرتبط دوما بـ"غرناطة" وفي نهاية الموسم يمكننا الحديث حول هذا الموضوع.
هل أنت متفائل بتأهل الجزائر إلى الدور الثاني في "المونديال"، وأنتم الذين تتواجدون في مجموعة صعبة تضمّ كل من روسيا، بلجيكا وكوريا الجنوبية؟
نعم، أنا جدّ متفائل بالتأهل للدور الثاني في "المونديال"، في كرة القدم كل شيء ممكن وعلينا أن نقوم بتحضيرات في المستوى كي نبلغ أهدافنا المسطرة، نعلم أننا وقعنا في مجموعة قوية وصلبة، فمنافسونا الثلاثة يتمتعون بإمكانات كبيرة، لكن علينا أن نعمل المستحيل للتأهل وسنعطي كل ما عندنا لتحقيق ذلك.
تعادل منتخب بلجيكا أمام كوت ديفوار بنتيجة (2/2) في لقاء ودي مؤخرا، فهل ترى أنها نتيجة مشجعة للجزائر؟
لا، لأن الأمر يتعلق بلقاء ودّي تحضيري، وأؤكد لكم أنه ليس لأن بلجيكا تعادلت مع كوت ديفوار سنتشجّع، علينا أن نركّز في المباراة التي تنتظرنا أمام هذا المنتخب، علينا أن نعمل، علينا أن نحفزّ أنفسنا بأنفسنا، لدينا الوقت الكافي لتحضير أنفسنا حتى نكون جاهزين لـ"المونديال".
ستواجهون نجوما من طينة "فيلايني"، "هازارد" و"كومباني"، ألا يشكّل ذلك ضغطا عليكم؟
لا، لا نشعر بأي ضغط لأننا سنواجه هؤلاء اللاعبين، بالعكس، فالأمر مشجّع لنا لأن الأمر يتعلق بمواجهة منتخب قوي يضم في صفوفه ألمع النجوم، وأعتقد أن الأمر سيفيد منتخبنا كثيرا لأننا نواجه منتخب بلجيكا المدجج بالأسماء اللامعة.
وظفك "حليلوزيتش" حتى الساعة في منصبين، مرة وسط ميدان هجومي خلف المهاجمين مباشرة، ومرة على الرواقين، فهل يمكننا أن نعرف في أي المنصبين تجد ضالتك؟
أنا أفضّل اللعب خلف المهاجمين، إنه المنصب الذي أرتحت له، لكن حتى اللعب على الرواقين لا يطرح الأمر لي أيّ إشكال، ولذلك، فإني مستعد للعب في أي منصب يريده "حليلوزيتش" دون أي مشكل.
عقد الناخب الوطني ينتهي الصائفة المقبلة وأنتم مقبلون بعد "المونديال" على تصفيات كأس إفريقيا 2015، فهل تتمنوا بقاءه؟
لن أجيب على هذا السؤال لأن الأمر لا يعنيني بل يعني "الفاف" التي ستتكفل بهذا الموضوع، وعن الناخب الوطني، أرى أن مشواره مع المنتخب كان ناجحا حتى الآن، لا سيما أنه أهّله لـ"المونديال"، كما أنه أثبت أنه مدرب جيّد.
ما هي مشاريعك المقبلة بعد مشروعك الأخير في المنيعة؟
نحضر لمشاريع أخرى للشباب وهدفنا هو مساعدتهم، ومع الوقت سنحقق كل ما نصبوا إليه.
كلمات دلالية :
براهيمي
المحترفون