==========================
من المعورف أن الرئيس الحالي لاتحاد الشاوية، عبد المجيد ياحي، كان من أعز أصدقاء المطرب القبائلي الراحل معطوب الوناس، الذي كانت تربطه به علاقة متينة، خاصة وأن الأخير كان يميل كثيرا إلى إتحاد الشاوية الذي دعّمه بماله ونفسه، وحتى على حساب شبيبة القبائل مثلما حدث في نهائي كأس “السوبر” سنة 1994. وفي هذا الحوار يكشف الرئيس ياحي عن حقائق جديدة لم يسبق وأن تحدث عنها مسبقا بخصوص الراحل معطوب الوناس وسر ميوله إلى الشاوية، علاقته باللاعبين وأمور أخرى ستكتشفونها. في البداية، كيف هي أحوالك الشخصية السيد عبد المجيد ياحي؟ الحمد للّه، الأمور تسير على أحسن ما يرام وشكرا لكم. بودنا أن نجري حوارا معك بخصوص علاقتك مع الفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس؟ يُسعدني كثيرا أن أتحدث عن هذا الفنان المتميّز، فهو أكثر من صديق بالنسبة إليّ. يُدافع عن المبادئ البربرية بكل قناعة وأمازيغي حرّ، كما أنه فنّان يحترم كثيرا الناس الذين لا ينكرون أصولهم مهما كانت وهي مبادئ أشاركه فيها، وهذا ما جعل العلاقة بيننا تكون أكثر من أخوية. ـ هل بإمكاننا أن نعرف متى تعرفت عليه لأول مرّة وكيف حدث وأن إلتقيتما؟ كان ذلك في سنة 1993، آنذاك كنا قد إستقدمنا ثلاثة لاعبين من شبيبة القبائل ويتعلق الأمر بكل من مراد كعروف، إلياس إيزري وكريم دودان، وكانت علاقته بهذا الثلاثي وطيدة. فهو يحبهم كثيرا وكان يتنقل معهم إلى أم البواقي، ومن هنا تعرّفت عليه شيئا فشيئا وأصبح صديقا حميما بعد أن إكتشفت طريقة تفكيره وحبّه لكل ما هو أمازيغي سواء من القبائل أوالشاوية أو غيرها. ـ ما يعني أنك كنت قريبا جدا منه، خاصة وأنه كان يأتي كثيرا إلى أم البواقي؟ طبعا، لا أخفي أنه كان يُحبني كثيرا، خاصة وأني كنت وراء إنشاء نادي إتحاد الشاوية الذي كان بالنسبة إليه أكثر من فريق كرة القدم، وإنما يُمثّل نضالا كاملا ورمزا من رموز الأمازيغ. وكان الهدف الرئيسي لدى المرحوم معطوب الوناس هو ربط علاقة متينة بين إتحاد الشاوية وشبيبة القبائل إلى أبعد الحدود، حيث كان يفعل المستحيل حتى تكون العلاقة وطيدة بين الأنصار، اللاعبين ومسيّري الناديين. ـ وكيف كانت علاقة معطوب الوناس مع لاعبي إتحاد الشاوية؟ كانت علاقة طيبة للغاية، إذ كان يُحب جميع اللاعبين ويتحدث معهم كثيرا، كما كان يُتابع مبارياتنا بكل إهتمام ويتنقل معنا إلى مختلف المناطق حتى عندما نجري تربصاتنا التحضيرية خارج الوطن، وكان أيضا يحب اللاعبين الذين يتحدثون باللهجة الشاوية وقام بعدة أمور حتى يُرسّخ هذه الفكرة في ذهنية اللاعبين. ـ ماذا كان يفعل بالضبط؟ في الواقع، الفقيد كان يكن إحتراما كبيرا للاعبي أم البواقي أكثر من الآخرين، ودون أية عنصرية كان يمنح اللاعبين الذين يتحدثون باللهجة الشاوية الأموال ويُدعمهم بالفرنك الفرنسي، لأنه بكل بساطة شخصية تُقدر كثيرا كل ما هو أمازيغي وجزائري بصفة عامة. أضف إلى ذلك أنه كان يُحفّز اللاعبين ويُقدمهم لهم علاوات من أجل تحقيق نتائج إيجابية. ـ أكيد أنه كان يُتابع مباريات الشاوية ويُناصركم، أليس كذلك؟ فعلا، لقد كان مناصرا وفيا لنا، ومثلما سبق وأن قلت، كان يتنقل معنا إلى أبعد النقاط، حتى أنه كان مُناصرا لاتحاد الشاوية في المباراة التي جمعتنا أمام شبيبة القبائل في كأس “السوبر”، وهذا ما يُؤكد أنه كان يميل كثيرا إلى الشاوية وليس فقط القبائل، الأمر الذي يجعلني أفتخر كثيرا بمعرفتي له عن قرب. ـ حسب رأيك، ما هو سرّ ميول معطوب إلى الشاوية بالضبط؟ ليس هناك أي سرّ، معطوب لديه مبادئ راسخة في ذهنه ويُدافع عنها بشدّة، وكان يرى ذلك في إتحاد الشاوية، إذ كان مُستعدا لأن يخسر الأموال من أجل تدعيم الحركة الثقافية البربرية “الأم. سي. بي”، وحين وجد أننا في الشاوية نحب أصولنا بقوة ونُدافع عنها، أصبح هو الآخر يميل إلى الإتحاد أكثر ويكون قريبا من الفريق سواء من اللاعبين، المسيّرين وحتى الأنصار، لقد كان محبوبا جدا في أم البواقي. ـ بعض الأخبار كانت تُشير إلى أنه قدم مبلغا كبيرا من المال لإتحاد الشاوية مقابل وضع شعار الـ “الأم.سي بي” على القميص، ما تعليقك؟ لا، لم يحدث ذلك إطلاقا. صحيح أنه كان يُدعم هذه الحركة من كل قلبه وكان يمنح لاعبينا الأموال، لكنه لم يُقدم ولو مرة الأموال إلى النادي، بل كان يقدم المنح للاعبين فقط من أجل تحفيزهم على تحقيق نتائج إيجابية والذهاب إلى أبعد الحدود. ورغم كل ما يُقال عنه، إلاّ أنه يُمكنني التأكيد أن معطوب الوناس كان وطنيا ويحب الجزائر إلى أبعد الحدود، والدليل ما حدث في تونس. ـ ما ذا حدث في تونس؟ لا يُمكنني أن أنسى ذلك أبدا، ففي فترة من الفترات كنا سويا في تونس، في تربص تحضيري مع الشاوية، وحدثت مناوشات بيني وبين بعض التونسيين الذين كانوا يضحكون علينا كوننا من الجزائر، فتطوّرت الأمور فجأة وتدخل دون تردّد، إلى أن وصلت الأمور إلى التشاجر معهم، وهذا ما يُؤكد فعلا أنه شخص وطني، يحب الجزائر ويُدافع عنها في كل مكان. ـ هل سبق له وأن أحيى حفلا في أم البواقي على شرف الشاوية؟ للأسف لم يتمكن من إحياء أي حفل على شرف إتحاد الشاوية ولا لأنصارها، لأسباب كثيرة منها النتظيمية وغيرها، لكنه كان لا يُفارق هذه المنطقة وكنا نلتقي كثيرا هنا، حتى أنه في إحدى المرات قضى معي المولد النبوي الشريف في بيتي وقضينا السهرة سويا. ـ في فترة من الفترات كانت العلاقة بينك وبين رئيس شبيبة القبائل حناشي باردة، كيف كان موقفه وهو الذي كان يُريد ربط علاقة وطيدة بين الفريقين؟ فعلا، لقد سبق وأن توترت العلاقة بيني وبين الرئيس حناشي لأسباب رياضية، حيث كانت العلاقة باردة بيننا، غير أن معطوب كان يُعارض هذه الأمور ولم يكن يتمنّى توتر العلاقات، خاصة وأن هدفه الرئيسي كان في تقريب الفريقين بعضهما البعض وتوطيدها، والحمد للّه، لم تكن هناك أية عداوة خارج الإطار الرياضي والعلاقات بيني وبين حناشي حاليا أصبحت متينة. ـ كيف كان رد فعل معطوب بعد أن قاطعت الشبيبة لقاء الشاوية في أم البواقي بحجة غياب الأمن؟ آنذاك لم ترغب الشبيبة في التنقل إلى الملعب للعب المباراة، بحجة أن اللاعبين تعرضوا إلى مضايقات في الفندق والضغط وغياب الأمن وغيرها، لكن معطوب لم يعجبه الأمر وكان ضد قرار الإنسحاب وضد أي سوء تفاهم بين الفريقين. هل كنت تزوره في المستشفى حين تعرض إلى إصابات بالسلاح؟ طبعا، كنا نلتقي كثيرا في العاصمة، قبل أن يتعرض إلى الإختطاف وإلى الإصابات الكثيرة التي عانى منها، وأعتقد أنه كان من واجبي أن أزوره عندما كان في المستشفى، لقد كنا أصدقاء وكل ما كان يُؤلمه كان يؤلمني. ـ كيف تلقيت نبأ إغتياله؟ بصراحة، أتذكّر جيّدا ذلك اليوم ويُمكنني التأكيد أنه كان من الصعب عليّ أن أصدّق الأمر، قبل أن أتأكد عن طريق وسائل الإعلام. ولا أخفي أني كنت تحت صدمة شديدة، شأني شأن كل سكان أم البواقي، خاصة وأن المرحوم كان محبوبا جدا من طرف سكان المنطقة، وخاصة أنصار إتحاد الشاوية. حيث كان الحزن يُخيّم على المدينة، بعدها تنقلت إلى مسقط رأسه وحضرت مراسيم الدفن، والآن كل ما يُمكننا فعله هو أن ندعو له بالرحمة والمغفرة. ـ هل فكرتم في زيارة قبره بعد وفاته؟ طبعا، تنقلت شخصيا في عدة مناسبات إلى بني دوالة لأجل زيارة قبره والترحّم عليه، ولا يُمكنني أن أنسى هذه الشخصية التي تبقى راسخة في ذهني. المرحوم معطوب كان خفيف الظل وقلبه متفتح، ووفاته تعتبر خسارة للجزائر. ـ هل لا زلت تسمع لأغانيه؟ أكيد، منذ أن تعرّفت عليه وأنا أستمع إلى أغانيه التي تمس كل الجوانب. كان هناك صديق لي إسمه “رابح ڤطاف” ينحدر من جذور قبائلية، كان في كل مرة يأتي لي بأشرطة من أغاني المرحوم معطوب وكنا نستمتع بها داخل السيارة، لكن بعد إغتياله أصبحت أتفادى الإستماع إليها لأني في كل مرة أتذكّره أذرف الدموع، إذ من الصعب عليّ أن أتحمّل فراقه عني وعن إتحاد الشاوية. وما هي الأغنية المفضّلة التي تحب أن تستمع إليها؟ معطوب أغانيه كلها جميلة تمس كل الجوانب، ومن بين الأغاني المفضّلة لدي هي “أغُرُّو” إضافة إلى أخرى كثيرة. ـ في النهاية، كيف تُريد أن نختم هذا الحوار؟ أولا، أترحّم على الفقيد وأدعو اللّه أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه، وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون بخصوص معطوب الوناس، أؤكد أني تعرّفت عليه عن قرب وإكتشفت أنه إنسان طيب وقلبه متفتح. وكان يحب كل من هو بربري مهما كان أصله سواء قبائلي أو شاوي ويُدافع بشدة عن أصوله الجزائرية، إذ أعتبره “ذارڤاز ونص” (راجل ونصف). الكثير أخطأ في حقه وقال أن معطوب كان يرغب في تقسيم البلاد ويُحب فرنسا أكثر من الجزائر، ومن جهتي أؤكد أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة لأنه كان وطنيا ويحب الجزائر إلى أبعد الحدود. حاوره: س. عثمان
بعد تألّق رايح وعيبود...
تحسّنت نتائج شبيبة القبائل في الآونة الأخيرة بعدما تمكنت من تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية أمام الشلف، سطيف ومولودية الجزائر، وهو ما سمح لأبناء جرجرة بالقفز إلى المرتبة الثانية في الترتيب العام، والاقتراب من الظفر بتأشيرة المشاركة في رابطة الأبطال الموسم القادم. ويعود الفضل في النتائج المحققة إلى العناصر التي أصبح يعتمد عليها المدرب آيت جودي على غرار عيبود، رايح، صدقاوي، إيبوسي، بن العمري، بن شريفة والبقية..، لكن من جهة أخرى فإن هناك بعض اللاعبين ورغم أنهم لا يعانون من أيّ إصابات وغير معاقبين، إلا أنهم لا يدخلون في حسابات المدرب آيت جودي وهم: المغتربان سي سالم وبن شريف، اللذان استقدمتهما الإدارة في «الميركاتو» الشتوي الفارط، لكن لم يقدرا على تقديم الإضافة. وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنهما سيكونان بنسبة كبيرة أبرز المرشّحين للتسريح مع نهاية الموسم الحالي.
آيت جودي كان يبحث عن مسترجع في «الميركاتو» فوجد رايح
اشتكى كثيرا المدرب آيت جودي في مرحلة الذهاب من نقص اللاعبين وغياب الحلول خاصة في الهجوم ووسط الميدان، وكان يصرّ على ضرورة جلب لاعب وسط ميدان استرجاعي، وهو ما استجابت له الإدارة التي جلبت حمزة بن شريف الذي كان ينشط في الدرجة الثالثة الإنجليزية، لكنه لم يقدر على تقديم الإضافة المنتظرة منه في الشبيبة، خاصة بعدما خطف اللاعب الشاب ماليك رايح كامل الأضواء، وهو الذي أصبح ركيزة أساسية ولعب خامس مباراة له على التوالي أساسيا ويؤدّي في لقاءات مقبولة إلى أبعد الحدود، رغم افتقاده للخبرة في صنف الأكابر. ويمكن القول بأن رايح كان شبه مستقدم في «الميركاتو» لأنه لم يكن يلعب في الذهاب لخيارات فنية.
مستوى بن شريف خيّب الآمال براتب 150 مليون شهريا
صحيح أن حمزة بن شريف لم يلعب كثيرا منذ التحاقه بالفريق، لكنه استفاد من فرصة اللعب على الأقل في أربع مباريات ما بين البطولة والكأس ولم يقنع فيها، حيث ظهر بمستوى محدود في وسط الميدان الاسترجاعي وأصبح خارج حسابات المدرب آيت جودي. وأكد لنا بعض المقربين من الإدارة، أن مسيري الفريق ندموا على هذه الصفقة، خاصة بعد تألق رايح غير المنتظر. وسيكون بذلك بن شريف مسرّحا في نهاية شهر ماي، رغم أنه لا يزال مرتبطا حتى جوان 2015، لكن المستوى الذي ظهر به وكذا الرتب الشهري الذي يتقاضاه سيعجّل برحيله، وهو الذي يتقاضى 150مليون سنتيم شهريا.
«الميركاتو» الشتوي يفشل مجدّدا و»البركة» في الشبّان
علّق الطاقم الفني للكناري كثيرا على مرحلة الاستقدامات في «الميركاتو» الشتوي المنقضي لتدعيم التعداد بعناصر في المستوى، لأجل تقديم الدّعم في مختلف الخطوط. ورغم جلب بن شريف في الوسط الاسترجاعي، سي سالم في الوسط الهجومي وكذا زعبية في الهجوم، إلا أن ذلك كان من دون جدوى، لأن هذه العناصر لم تقدّم الإضافة، والفضل يعود للعناصر القديمة على غرار إيبوسي، بزيوان، يسلي، صدقاوي وكذا الشبان مثل رايح، عيبود وفرﭬـان.
زعبية لم يقنع بعد لكنه يملك إمكانات كبيرة
أما من جانب المهاجم الليبي محمد زعبية، فإنه لم يلعب كثيرا منذ التحاقه بالفريق بداعي الإصابة تارة وللخيارات الفنية للمدرب آيت جودي تارة أخرى، ولكن ما لا أحد يمكنه أن ينكره، هو أن زعبية يملك من الإمكانات الفنية ما يسمح له باللعب في الشبيبة وقادر على تقديم الإضافة، لكن عليه أن يستغل الفرص التي تتاح له، ورغم أنه لم يلعب كثيرا، إلا أن إدارة حناشي لا تفكر في تسريحه، لكن عليه أن يستفيق قبل فوات الأوان. وللإشارة، فإن زعبية راح ضحية تألق زملائه خاصة «إيبوسي»، وكذا الخطة التي يعتمدها آيت جودي بالاعتماد على مهاجم واحد، ويشرك إلى جانبه جناحين، وزعبية يلعب في منصب رأس حربة.
نحو رفع الرتب الشهري لـ رايح وعيبود
تسعى إدارة الشبيبة إلى تحفيز العناصر الشابة في الفريق. وعلى حسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنه الإدارة تسير نحو رفع الرّواتب الشهرية لهؤلاء اللاعبين الذين ينتمون لصنف الآمال، خاصة بالنسبة لـ رايح الذي أصبح لاعبا أساسيا ويقدّم مستويات كبيرة، وكذلك عيبود البالغ من العمر 20 سنة فقط ويلعب من دون عقدة في المباريات الكبيرة، وهو الذي ساهم في الفوز أمام سطيف والمولودية. وبهذه المبادرة الطيّبة من طرف إدارة الشبيبة، فإنها تحفز بقية العناصر الذين سيبذلون كلّ ما في وسعهم لتطوير مستواهم، وانتظار إتاحة الفرصة لهم للظفر بمكانة أساسية.
كلمات دلالية :
شبيبة القبائل