واقتنع "الشناوة" بأنّ فريقهم غير قادر على خطف مركز الوصيف رغم أن كل الظروف مواتية، وأنّه لم يبق أمامهم سوى الفوز بالكأس من أجل إنقاذ الموسم المتواضع والعودة إلى الأجواء الإفريقية من بوابة كأس الإتحاد الإفريقي.
"الشناوة" اقتنعوا بأنّ الأمل لا يكفي لتحقيق المستحيل
ورغم أنّ الخسارة المدوية في "الداربي" جعلت "الشناوة" يقتنعون بأنّ فريقهم لا يملك لاعبين بإمكانهم المنافسة على اللقب أو حتى المرتبة الثانية في ظل وجود أندية أخرى أفضل منهم من ناحية التعداد، إلا أنّ الفوز في الشلف أعاد لهم الأمل خاصة أنّ الرزنامة كانت تبدو على الورق في مصلحة "العميد"، لكن بعد التعثر أمام الوفاق الذي كان مرفوقا بأداء مخيّب اقتنع أنصار "العميد" بأنّ الأمل وحده لا يكفي لتحقيق المستحيل وأنّ المنطق يحترم أحيانا حتى إذا كانت الكرة ليست علما دقيقا.
الحرارة والقلب موجودان، لكن أين طريقة اللعب؟
وتبقى النقطة الوحيدة التي اتفق عليها أنصار مولودية الجزائر عقب التعادل بطعم الخسارة أمام الوفاق والتي جعلتهم يثنون على أشبال بوعلي ويصفقون لهم طويلا في النهاية، هي الحرارة والرغبة في الفوز اللتين تحلى بها زملاء غربي وعدم تأثرهم بهدف طيايبة الذي جاء عكس مجريات اللعب، لكن ما يحيّر "الشناوة" غياب طريقة لعب واضحة عكس ما كان عليه الحال الموسم الفارط مع مناد، إذ طغت الكرات العشوائية وسوء تمركز بعض اللاعبين.
هجوم غائب والبالون "ماشي غير مخالفات حشود"
وجاء تراجع مستوى ياشير وبوڤش وصيام جاليت عن التهديف في ستة جولات ليعيد النظرة السوداوية لـ "الشناوة" إلى هجوم فريقهم، الذي أصبح يقلق الجميع قبل الرهانات الكثيرة التي تنتظر فريقهم، كما يؤكد الفنيون أنّ على بوعلي إيجاد الحلول وإعادة الهيبة للخط الأمامي الذي كان نقطة قوة "العميد"، لأنّ الكرة الشاملة الحديثة لا تعتمد على المخالفات فقط مثلما يحدث في المولودية، بما أنّ الجميع أصبحوا ينتظرون مخالفات حشود للفوز أو خطف التعادل.
من يريد الثانية لا يضيّع 12 نقطة في ملعبه
وكانت خيبة أنصار مولودية الجزائر الذين غزوا مدرجات بولوغين كبيرة جدا بعد التعادل أمام سطيف، واقتنعوا للمرة الألف بأنّ من يحلم منهم برابطة الأبطال كمن يجري وراء خيط دخان، لأنّ الفريق الذي يريد أن يظفر بالمرتبة الثانية يجب أن لا يضيّع 12 نقطة فوق ميدانه، مثلما يحدث لـ "العميد" الذي أصبح يجلب نقاطا من خارج القواعد ثم يهدرها في بولوغين وكأنه لم يفعل شيئا.
بهذه العقلية حتى حلم "البوديوم" سيتبخّر
وأصبح لاعبو مولودية الجزائر والأنصار المقربون من بيت "العميد" يخشون كثيرا على فريقهم حتى من ضياع حلم المرتبة الثالثة والصعود فوق "البوديوم" في نهاية الموسم، في ظل النقاط الكثيرة التي تضيع في بولوغين من جهة والرزنامة الجهنمية التي تنتظر الفريق خلال الجولات المقبلة من جهة أخرى، إذ سيتنقل أشبال بوعلي إلى الأربعاء ثم تيزي وزو وبعد ذلك يستقبلون البرج قبل أن يتنقلوا إلى الحراش وبشار، وهي رهانات ستكون كلها بنكهة مواجهات الكأس.
"الشنوي" يريد الكأس ولا يريد أن يخسر كل شيء
وأمام الصعوبات الكبيرة التي يجدها "العميد" في البطولة والخيبات التي تتوالى على جماهيره، أصبح "الشناوة" يطالبون بعدم الركض وراء عصفورين حتى لا يخسروا كل شيء، ويؤكدون أنه حان الوقت لتثبّت الإدارة أهدافها مع بوعلي ومع اللاعبين أيضا، مادامت رابطة الأبطال صارت بعيدة المنال حسابيا، وأن يستهدف الفريق الكأس التي ستضمن له العودة إلى منصة التتويجات والمشاركة في كأس الإتحاد الإفريقي الموسم المقبل.
أدّى أحسن مباراة له مع المولودية ...
غربي يتألق، يكسب قلوب "الشناوة" ويشعل المنافسة
خسرت مولودية الجزائر نقطتين أمام وفاق سطيف لكنها ربحت بالمقابل لاعبا كبيرا اسمه صبري غربي الذي كان أحسن لاعب من جانب فريقه، وأكد عودته إلى مستواه الحقيقي وأصبح "المايسترو" الجديد في ظل غياب عدة لاعبين، وهو ما من شأنه أن يلهب المنافسة في خط الوسط خلال المواجهات المقبلة مع عودة بوشريط وغازي.
أحدث طوارئ في دفاع الوفاق كلما لمس الكرة
ويبدو أنّ الأداء الرائع الذي قدمه غربي في أول مباراة له كأساسي مع بوعلي في الشلف أمام فريقه السابق حرره كليا وجعله يؤكد عودته إلى قمة مستواه أول أمس في بولوغين، فقد لعب في منصبه الأصلي وكان يحدث طوارئ في دفاع الوفاق ولاعبي خط وسطه بمراوغاته السحرية وتمريراته الدقيقة، وكان أشبال مضوي يضطرون لارتكاب المخالفات ضده من أجل إيقافه.
الملعب اهتز في الدقيقة 26 بعدما راوغ 5 لاعبين
وكانت اللقطة التي جعلت "الشناوة" يتأكدون بأنّ فريقهم يضم لاعبا كبيرا يضعه الطاقم الفني في الثلاجة تلك التي قام بها غربي في الدقيقة 26، لما انطلق من خط الوسط وراوغ 5 لاعبين وسدّد من حوالي 18 مترا وكاد أن يسجل أجمل هدف في بطولة الموسم الحالي لولا براعة الحارس خذايرية الذي أبعد كرته، وهنا اهتز الملعب وصفق "الشناوة" مطولا لمدللهم الجديد.
لا أحد سيزيحه من التشكيلة الأساسية مستقبلا
وجاء الأداء الرائع الذي قدمه صبري غربي في مباراة سطيف ليؤكد أنّ اللاعب تجاوز أزمة الثقة بينه وبين الطاقم الفني وفرض نفسه بقوة في التشكيلة الأساسية، وبالتالي لن يزيحه منها سوى الإصابات أو الغيابات، وسيلهب المنافسة في خط الوسط خاصة مع عودة بوشريط وغازي أمام الأربعاء وفي ظل المستوى الرائع الذي يقدمه داود.
"الشناوة": "هذا هو غربي تاع الشلف الذي كنا نريده"
ورغم خيبة الأمل التي أصابت "الشناوة" بعد التعثر أمام سطيف إلا أنهم خرجوا راضين بالمستوى الرائع الذي قدمه صبري غربي الذي كسب قلوب الأنصار في ظرف وجيز، وقد اقترب منا بعض الأنصار بعد نهاية المواجهة وقالوا لنا: "هذا هو غربي الذي طالبنا بانتدابه والذي كان يصنع أفراح الشلفاوة ويجب أن نبني مشروعنا عليه".
م. لكحل
حشود: "لقب هداف البطولة لا يهمّني ولن أرتاح حتى نهدي الكأس للشناوة"
"حسمت مستقبلي ولن أغادر المولودية إلا للاحتراف"
"لم أتأثر بأبعادي عن مواجهة سلوفينيا وسأحارب من أجل المونديال"
ما تعليقك على التعادل الذي سجلتموه منذ قليل أمام الوفاق (الحوار أجري أول أمس)؟
كنا ننتظر هذه المواجهة من أجل الفوز بها وإنعاش حظوظنا في التنافس على التأهل إلى رابطة الأبطال بتقليص الفارق عن الوفاق إلى ثلاث نقاط فقط، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وخطفنا نقطة في اللحظات الأخيرة يجب أن نرضى بها لأنها أفضل من الخسارة.
وهل ترضون بالنقطة لأنّكم لم تكونوا في المستوى أم لأنّ الوفاق كان أقوى؟
كنا نستحق الفوز بالنظر إلى الإدارة الفولاذية التي لعبنا بها والرغبة في الفوز التي تحلى بها زملائي، لكن للأسف سيناريو الداربي أمام إتحاد العاصمة تكرر، فقد سيطرنا بالطول والعرض لكن للأسف الهدف جاء للوفاق عكس مجريات اللعب ووجدنا أنفسنا نركض وراء النتيجة بعد ذلك.
وكنت المنقذ مرة أخرى بهدف من كرة ثابتة، ما تعليقك؟
أنا مجرد عنصر من المجموعة وإذا سجلت فهذا ليس لأنني أفضل منهم، لكنني وفقت ومثلما عاندني الحظ في عدة مباريات جاء التوفيق هذه المرة، لكن فرحتي بالهدف لم تكن كبيرة لأننا لم نفز وكنت أتمنى لو سجل جاليت أو بوڤش مثلا حتى يتحررا.
هل يمكن القول غنك ستنافس على لقب هداف البطولة بعد هذا الهدف؟
صدقني أنني لا أفكر في لقب هداف البطولة إطلاقا لأنّ ما يهمني هي الأهداف الجماعية وليس الألقاب الفردية، صحيح أنّ حظوظنا في المشاركة في رابطة الأبطال أصبحت ضئيلة بعد هذا التعثر ونحتاج إلى شبه معجزة لاحتلال المرتبة الثانية، رغم أنّه بلغة الحسابات مازالت 24 نقطة في اللعب وكل شيء ممكن، لكننا لن نفرّط في البوديوم ولن أرتاح حتى نهدي كأس الجمهورية لأنصارنا الأوفياء الذين يستحقون كل الخير وننقذ موسمنا مادام أنّ هذا الهدف أقرب إلينا الآن.
هناك من قال إنّك حاولت الرد على حليلوزيتش من بولوغين بعدما أبعدك عن مواجهة سلوفينيا، فهل هذا صحيح؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة وأدائي لم يكن مختلفا عن أدائي في المباريات السابقة، أنا أحاول دوما أن أضع نفسي في خدمة المجموعة، كما أود أن أؤكد أنني لم أغضب إطلاقا من حليلوزيتش وأحترم خياراته، أنا أنظر إلى الأمور دوما بشكل إيجابي وقرأت إبعاده لي بأنه رسالة حتى أضاعف جهودي وأعمل أكثر ثم أعود إلى المنتخب من الباب الواسع، وأنا أؤكد أنني لن أستسلم وسأحارب من أجل مكانة في قائمة اللاعبين الذين سيسافرون إلى البرازيل للعب المونديال.
"الشناوة" يخشون رحيلك في نهاية الموسمن ألم تفاتحك الإدارة في موضوع التجديد؟
أعتقد أنّ الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه لأنني مركز حاليا على الرهانات التي تنتظرنا وبعدها سأتحدث عن مستقبلي، ولو أنني حسمت أمري من زمان ومثلما أكدت لك في إسبانيا فإنني لن ألعب في الجزائر لغير المولودية بعدما وجدت راحتي وكسبت محبة "الشناوة" لي ولن أغادر هذا الفريق إلا للاحتراف لأنه حلمي الأكبر.
حاوره: م. لكحل
بوعلي: "سيناريو داربي الإتحاد تكرّر ويجب أن نشتري الحظ حتى نفوز"
لم يكن مدرب "العميد" بوعلي راضيا بالتعادل الذي خرج به فريقه أمام الوفاق والذي رهن حظوظ المولودية في التنافس على تأشيرة رابطة الأبطال، وصرّح لـ "الهداف" بعد نهاية المباراة قائلا: "أدّينا نصف ساعة مثالية سيطرنا خلالها على مجريات اللعب وخلقنا عدة فرص، لكن للأسف سيناريو داربي إتحاد العاصمة تكرر وتلقينا هدفنا عكس مجريات اللعب وأصبحنا نجري وراء التعادل، لذلك اقتنعت بأنّ فريقي غير محظوظ وقد نحتاج لاشتراء الحظ حتى نفوز في بعض المباريات".
"جاليت لا يتحمّل مسؤولية التعثر"
ودافع المدرب فؤاد بوعلي بعد ذلك عن المهاجم جاليت الذي عاش أمسية سوداء في بولوغين وتحدّث عنه قائلا: "جاليت عنصر من المجموعة ولا أعتقد أنه يتحمل لوحده مسؤولية التعادل أمام الوفاق، صحيح أنّه يمر بفترة فراغ ولم يسجل في آخر ست مباريات، لكن يجب أن لا نعدمه ولا يعقل أن يصبح أسوأ مهاجم في العالم بعدما أنهى الموسم الفارط هدافا للبطولة".
"أهدافي في المولودية واضحة ولا أغيّرها كل أسبوع"
وفي رده على سؤال عما إذا كان حلم رابطة الأبطال قد تبخّر بعد تعادل الوفاق قال بوعلي: "لمّا وقعت على عقدي في المولودية سطرت أهدافي مع الإدارة واتفقنا على إنهاء البطولة فوق البوديوم والذهاب بعيدا في الكأس ولم أعد أحدا باللقب أو رابطة الأبطال، لذلك الأمور واضحة ولا أريد أن أغيّر الأهداف كل أسبوع وأفضّل أن أترك لغة المحاسبة إلى نهاية الموسم".
"من يقول إنّ الفريق لا يملك طريقة لعب عليه أن يأتي مكاني"
وانتقد المدرب بوعلي في الأخير من يقولون إنّ المولودية أصبحت لا تملك طريقة لعب واضحة معه وصرّح لنا بنبرة غاضبة قائلا: "أستغرب الذين ينتقدونني ويقولون إنّ المولودية لا تملك طريقة لعب واضحة، وأرد على هؤلاء بأنّ طريقة اللعب ليست زربية تشترى من الأسواق وإنما تأتي مع الوقت وبوجود لاعبين ذوي نوعية أيضا، فالبارصا احتاجت سنوات وسنوات من أجل تجسيد نظرية الكرة الشاملة، ومن يعتقد أنّ كلامي خاطئ عليه أن يأتي مكاني وأتمنى له النجاح من قلبي".
م. لكحل
بوملة شكر اللاعبين على الأداء
توجّه رئيس مجلس الإدارة بوجمعة بوملة بعد نهاية المباراة إلى غرف حفظ الملابس واجتمع باللاعبين لمدة خمس دقائق وشكرهم على الأداء الذي قدّموه رغم التعثر، وأكد لهم أنّ أهم شيء أنهم لم يقصروا والدليل أنّ "الشناوة" صفقوا لهم في النهاية.
بوعلي منح 3 أيام راحة
استغل المدرب فؤاد بوعلي تقديم مباراة فريقه أمام وفاق سطيف إلى الأربعاء ومنح أشباله ثلاثة أيام راحة، وضرب لهم موعدا الأحد المقبل بمركب 5 جويلية من أجل استئناف التدريبات ودخول أجواء المواجهة المقبلة أمام أمل الأربعاء المبرمجة يوم 15 مارس.
قاسي السعيد ودّع السطايفية
رغم تأثره بالتعثر فوق ميدانه إلا أنّ المناجير قاسي السعيد كان رياضيا وأصر على توديع السطايفية، وتحدّث مطولا مع الرئيس حسان حمّار والمدرب خير الدين مضوي كما تمنّى للوفاق حظا موفقا في رابطة أبطال إفريقيا خاصة أنّ الفريق توجّه نحو بوركينافاسو لخوض مباراة الإياب أمام "أسفا ينينڤا" غدا السبت.
قاسم غادر إلى فرنسا غاضبا
غادر صانع ألعاب مولودية الجزائر قاسم مهدي أمس نحو فرنسا لزيارة عائلته وهو في قمة الغضب من المدرب بوعلي الذي أخرجه بعد ساعة فقطمن اللعب وعوّضه بـ شيتة، وكشف قاسم لمقربيه أنّ بوعلي حطمه بعدما غيّر منصبه وأرغمه على صناعة اللعب رغم أنه يحبّذ اللعب في الاسترجاع والتنسيق بين الوسط والدفاع.
بلعيد تأثر ولم يتناول العشاء
كشف لنا مصدر مقرّب من المدافع حبيب بلعيد أنّ هذا الأخير تأثر كثيرا بعد الأمسية السوداء التي عاشها بملعب بولوغين مع "الشناوة" الذين لم يغفروا له الخطأ الجسيم الذي ارتكبه في "داربي" الإتحاد، وأنّه توجه مباشرة نحو غرفته بعد المواجهة دون أن يكلم أحدا ولم يتناول وجبة العشاء من شدّة التأثر.
كلمات دلالية :
مولودية الجزائر