ونجحت إدارة الرئيس كمال عمروش في إجهاض قرار الإضراب الذي إتخذه مجموعة من اللاعبين تضامنا مع زملائهم المعاقبين وذلك في أعقاب الإجتماع الذي كان لهم مع بعض الكوادر.
مجلس الإدارة سمع بإشاعة الإضراب وعمروش تحرك بسرعة
ورغم أن أعضاء مجلس الإدارة كانوا منشغلين بالعقوبات المسلطة على الرباعي غريب، مناد، شاوشي وبابوش، إلا أن وصول خبر قرار إضراب اللاعبين ومقاطعتهم مباراة البرج من أجل إرغام لجنة الإنضباط على مراجعة قراراتها، جعل الإدارة تتحرك وخاصة الرئيس عمروش الذي نسق مع السكرتير دحمان عطا الله من أجل إحتواء دائرة الأزمة.
إستدعى غازي وبوڤش... وبصغير إعتذر عن الحضور
وفور خروجه من الإجتماع الذي كان له مع أعضاء مجلس الإدارة، وجه عمروش الدعوة للسكرتير عطا الله وطلب من هذا الأخير إستدعاء الكوادر، إذ كانت البداية بغازي الذي إجتمع به عمروش على إنفراد، قبل أن يلتحق به بوڤش وكان رئيس مجلس الإدارة قد طالب بملاقاة بصغير ولكن هذا الأخير إعتذر عن الحضور بحكم أنه كان موجود في بيته العائلي بمعسكر.
طالبهم بتشريف العقود وحذرهم من التلاعب بمستقبل الفريق
ورغم أن عمروش قرر الإجتماع بالكوادر على إنفراد حتى يبقى الحديث سر بينهم وبينه، إلا أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن عمروش حذر من مغبة مقاطعة الفريق وطالب اللاعبين بتشريف عقودهم واللعب بكل قوة وترك روح التضامن التي أبدوها مع المعاقبين وراء ظهورهم، كما حذر عمروش من مقاطعة مباراة البرج والتلاعب بمستقبل الفريق.
…وأصر على الفوز في البرج من أجل الرد على المشككين
كما طالب رئيس مجلس الإدارة بضرورة العودة من البرج بالزاد كاملا أمام الأهلي المحلي، في المواجهة التي تنتظر "عميد" الأندية غدا على الساعة الخامسة مساء، وذلك من أجل الرد على المشكيين الذين يقولون أن العقوبات حطمت الفريق ولاعبيه الذين أصبحوا بلا روح وذلك بمواصلة المسيرة من أجل ترسيم المرتبة الثانية التي تؤهل "العميد" إلى رابطة الأبطال.
---------
حشود: "قرّرنا التحرك لأن المولودية في خطر ونحن متضامنون مع كل المعاقبين"
علمنا بأنكم أعلنتم تضامنا شديدا مع شاوشي وبابوش، وقرّرتم التحرك لإبلاغ مطلبكم إلى "الفاف" والرابطة، أليس كذلك؟
لا أحد في الفريق يمكنه أن يهضم بسهولة هذه العقوبات التي تضّر بالمولودية ككل، وستصعب مهمتنا كثيرا في تحقيق هدفنا وهو احتلال المركز الثاني في نهاية الموسم، لذا قرّرننا نحن اللاعبين التحرك وسنلتقي في الحصة التدريبية المقررة اليوم (الحوار أجري صبيحة أمس)، لكي نتفق على قرار موحّد يمكنا من تبليغ رسالتنا إلى السلطات العمومية والهيئات المسيرة لكرة القدم الجزائرية، حتى يراعوا مصلحة الفريق ويخففوا بإذن الله هذه العقوبات أو يلغوها نهائيا.
كيف ستؤثّر في الفريق ككل؟
المولودية في خطر وحتى المرتبة الثانية الحصول عليها أصبح مهمة صعبة جدا في هذه الظروف، لأن المدرب معاقب وغريب الذي كان يقوم بعمل كبير ويحافظ على روح المجموعة أُقصي هو الآخر، كما أننا سنحرم من خدمات قطعتين أساسيتين في الفريق بابوش وشاوشي. وبصراحة هذه العقوبات أثرت كثيرا في معنوياتنا وتركيزنا، ولا أدري كيف سنلعب المباريات الثلاث المتبقية.
في رأيك العقوبات لم تكن منطقية...
نعم، وأظن أنها كانت قاسية جدا، فقد اعترفنا بأننا "صح غلطنا" وما حدث بعد نهائي الكأس تصرف غير لائق، لكننا "طلبنا السماح" وقدّمت الإدارة الاعتذارات رسمية، فكان من الأجدر أن يراعوا ظروفنا وحالتنا النفسية السيئة التي كنا عليها بعد تضييع الكأس، فلم نكن نعي ما نقوم به ودخلنا إلى غرف تغيير الملابس في حالة يرثى لها، لكن دون أن نقصد أبدا الإساءة أو إهانة أي شخص كان في الملعب، بالعكس فنحن جميعا نحب بلدنا ونحترم رموز الوطن وتمنيت لو تم طي هذه الصفحة بسرعة، ولا تتخذ كل هذه العقوبات حتى لا يكتب التاريخ بأننا أخطأنا في حق بلدنا.
أنت قريب جدا من شاوشي، فكيف استقبل خبر معاقبته بسنتين؟
لقد تكلمت معه كثيرا قبل أن تصدر العقوبة وكان يتوقع أن يعاقب بثلاثة أو أربعة لقاءات على أقصى تقدير، لكن بعد صدور العقوبة تعرض لصدمة و"غاضني بزاف" و"فوزي صاحبي وأنا متضامن معه قلب ورب"، مثلما أنا متضامن مع بابوش، مناد وغريب الذي يجب الاعتراف بأنه هو من بنى هذا الفريق، وأعاد "الشناوة" إلى المدرجات ورحيله خسارة للفريق وأنا أعي ما أقول.
هل تم استدعاؤك من طرف مجلس الإدارة للاستماع إلى أقوالك؟
لا لم يحدث هذا.
ماذا تضيف؟
ندعو السلطات السياسية والرياضية إلى أن تعفو عن المعاقبين، أو على الأقل تقلّص عقوبتهم لأنهم يعيلون عائلات.
--------------
سيكون المدرب الرئيس أمام البرج...
زميتي: "مستعد لرفع التحدي رغم صعوبة المهمة"
عبر المدرب فريد زميتي عن أسفه لعقوبة مناد وغريب وبابوش وشاوشي متمنا أن تتراجع الهيئات الرياضية وتخفّف هذه العقوبات،كما أضاف يقول: "صحيح أنني سأشرف على تشكيلة المولودية بصفتي مدربا رئيسا لأول مرة في لقاء أهلي البرج، ولقد شاءت الصدف أن تكون في ظروف صعبة يمر بها الفريق لكنني مستعد لرفع التحدي، حيث سنعمل كل ما في وسعنا لكي نعود بنتيجة إيجابية نعزّز بها حظوظنا في نيل المركز الثاني، حتى إن كانت المهمة صعبة أمام فريق مهدّد بالسقوط، وسيكون مدعما بأنصاره وأفضلية اللعب على ميدانه".
--------
"الفاف" لم تحدّد طبيعة العقوبة بالضبط..
مناد، شاوشي وبابوش يمكنهم الالتحاق بفريق أجنبي
لم تحدّد لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية و"الفاف" طبيعة العقوبة بالضبط، المسلطة على كل من مناد، شاوشي وبابوش بأنها محلية أو دولية، الشيء الذي يتيح الفرصة لـ شاوشي وبابوش الاحتراف الموسم القادم في فريق أجنبي، رغم أنهما معاقبان والشيء نفسه ينطبق على مناد الذي يمكنه الإشراف على ناد أجنبي، إلا إذا خرجت "الفاف" ببيان جديد تبيّن فيه أن الثلاثي معاقب دوليا أيضا.
--------
إحتجاجا على عقوبات لجنة الإنضباط ...
50 شنويا نظموا وقفة سلمية أمام "الفاف" وحديث عن إعتقال 4 مناصرين
نفذ أنصار مولودية الجزائر تهديداتهم وتنقل ما يقارب 50 مناصرا عشية أمس في حدود الساعة الثالثة مساء إلى "دالي إبراهيم" وبالضبط إلى مقر الإتحادية الجزائرية لكرة القدم أين نظموا وقفة سلمية تنديدا بـ"الحڤرة" التي تعرض لها المدرب جمال مناد واللاعبين بابوش وشاوشي، وهي الوقفة التي شهدت إعتقال 4 مناصرين بسبب تجاوزهم الخط الأحمر مع رجال الشرطة.
لهذه الأسباب لم يتنقل "الشناوة" بأعداد غفيرة
ورغم العمل الكبير الذي قام به الأنصار المقربون من الفريق في معاقل "الشناوة" وفي مختلف مواقع التواصل الإجتماعي من أجل إقناع أكبر عدد ممكن من الأنصار بالتنقل إلى مقر "الفاف" حتى يكون صدى الوقفة السلمية واسعا، إلا أن الحضور الجماهيري لم يكن كبيرا بسبب الحرارة وتزامن الوقفة مع يوم عمل ودراسة وإنتشار إشاعات تؤكد تأجيل الوقفة إلى يوم السبت المقبل.
تعزيزات أمنية مشددة وإعتقال من تجاوزوا الخط الأحمر
ولأن السلطات الأمنية كانت مستعدة لأي رد فعل جماهيري من أنصار المولودية عقب صدور العقوبات، فقد شهد مقر الإتحادية وماجاورها تعزيزات أمنية مشددة تحسبا لأي طارئ، وتعامل رجال الشرطة مع الأنصار بحزم، إذ إعتقل كل الأنصار الذين تجاوزا الخط الأحمر وحاولوا إحداث الفوضى والذين بلغ عددهم 4 مناصرين.
زناد إستقبل ممثلين عن لجنة الأنصار واستمع إليهم
ورغم قلة عددهم، إلا أن الوقفة السلمية لـ"الشناوة" جاءت بثمارها. بعدما قرر سكرتير الإتحادية الجزائرية لكرة القدم نذير بوزناد إستقبال أربعة أشخاص من لجنة الأنصار في مكتبه، إذ أكد لهم أن الإتحادية تنتظر الطعون التي يتقدم بها الأنصار من أجل إتخاذ القرارات المناسبة.
--------
موازاة مع تجديد الثقة في عمروش...
أعضاء مجلس الإدارة يوافقون على تعيين كاوة مناجيرا عاما
كثرت اجتماعات أعضاء مجلس إدارة مولودية الجزائر في الساعات القليلة الماضية في محاولة منها للخروج من هذه الأزمة بقرارات مفيدة، وقد انعقدت آخر الإجتماعات عشية أمس في حدود الساعة الواحدة ظهرا، وهو الإجتماع الذي جدد المجتمعون على هامشه الثقة في الرئيس عمروش الذي سيواصل مهامه بعدما نجا من عقوبة لجنة الإنضباط، كما وافق المجتمعون على تعيين ابن الفريق ومدرب حراس المنتخب الوطني سابقا عبد النور كاوة في منصب مناجير عام لمولودية الجزائر.
ستكون لديه صلاحيات واسعة ويتكفّل بالجوانب الفنية
وحسب ما اتفق عليه أعضاء مجلس الإدارة المجتمعون، سيعود كاوة إلى مولودية الجزائر من منصب آخر وبصلاحيات أوسع، إذ سيتولى مهمة الإشراف على كافة الجوانب الفنية فيما تعلق بتعيين الجهاز الفني للموسم المقبل، وعملية انتداب اللاعبين وتنظيم التربصات وغيرها من الأمور التي كانت يحتكرها غريب لأزيد من أربعة مواسم.
كاوة متردد بعدما كان يحلم بمنصب رئيس مجلس الإدارة
وحسب ما علمته يومية "الهداف" من مصادرها المقربة من كاوة، تحدث هذا الأخير في إجتماعه مع زرڤين حول رئاسته الفريق في حال إنزال أية عقوبة على رئيس مجلس الإدارة كمال عمروش ولم يتم استشارته لشغل منصب مناجير عام للفريق، وهو ما يعني أن مجلس الإدارة سيكون أمام مسؤولية إقناع كاوة لشغل هذا المنصب.
مجلس الإدارة يتراجع ويعيّن بصغير وبوڤش قائدين
ومن بين جملة القرارات التي اتخذها مجلس إدارة مولودية الجزائر أمس في آخر اجتماعاته هو تعيين عبد القادر بصغير قائدا للفريق، بعدما تعوّد على ذلك في كل مرة يغيب فيها بابوش لداعي العقوبة أو الإصابة، فيما سيكون بوڤش قائدا ثانيا إلى غاية نهاية الموسم الحالي، يحدث هذا بعدما تحدثت بعض المصادر عن تعيين غازي قائدا مؤقتا عقب اجتماعه بـ عمروش أول أمس.
-----------
بابوش يحظى بدعم كبير وإجماع على ضرورة تخفيف عقوبته
بالإضافة إلى شاوشي الذي يطالب أنصار المولودية وحتى الكثير من عشاق كرة القدم الجزائرية هيئة روراوة بمراجعة العقوبة المسلطة عليه بسنتين كاملتين حفاظا على هذا الحارس الذي يملك إمكانات كبيرة جدا ويعتبر الأحسن في الجزائر وحتى لا "يتكسّر" مشواره الكروي، وهو الذي لم يتجاوز بعد 29 سنة، فإن قائد التشكيلة العاصمية رضا بابوش يحظى هو الآخر بمساندة منقطعة النظير، إذ يرى التقنيون والأنصار أن بابوش يعتبر قائدا مثاليا ومعروفا في كل القطر الجزائري بأخلاقه الحميدة ويجب ألا يعتزل كرة القدم بهذه الطريقة المهينة.
10 سنوات في المولودية كلها احترام وليس "خلاط"
ولقد أجمع أنصار مولودية الجزائر على أن بابوش من بين اللاعبين المعروفين باحترام الصغير قبل الكبير وطيلة 10 سنوات قضاها في الفريق لم يسمع عنه أنه تسبب في مشاكل أو "أنه تاع تخلاط"، فمن العادة في المولودية في كل مرة تحدث مشاكل في المجموعة توجه أصابع الاتهام إلى اللاعبين القدامى بإثارة البلبلة لكن هذا لم يحدث أبدا مع بابوش الذي يشهد له حتى زملاؤه بأنه خلوق ويعرف حدوده وكل اللاعبين يحترمونه ويأخذون بكلامه ونصائحه.
يحظى بتضامن حتى من لاعبي الفرق الأخرى
بابوش لقي تضامنا واسعا حتى من لاعبي الفرق الأخرى الذين اتصلوا به وأكدوا له مفاجأتهم الكبيرة لطبيعة العقوبة، متمنين أن يعطي الطعن الذي تقدم به ثماره وتراجع "الفاف" العقوبة، كما أن بابوش وجد مساندة مطلقة من أفراد عائلته الذين كانوا بمثابة السند المعنوي له في هذه المحنة التي لحقت به وهو في نهاية مسيرته الكروية.
كان على "الفاف" أن تراعي مشواره
وقد بقي عدد من المناصرين يعلّقون بأن بابوش لا يستحق أن يكافأ بهذه الطريقة المهينة في نهاية مشواره، فقد كان –حسبهم- على الاتحادية أن تراعي ما قدّمه هذا اللاعب إلى المولودية طيلة 10 سنوات والفرق الوطنية حيث كان يضرب به المثل في الانضباط والأخلاق النبيلة داخل الميدان وخارجه، وحتى إن افترضنا بأنه أخطأ بداعي أنه قائد التشكيلة لكن ليس بمعاقبته سنة كاملة، وهي العقوبة التي يعتبرها الكثيرون مبالغ فيها.
أنقذ المولودية من السقوط أمام "الحمراوة" وغامر بصحته في عدة لقاءات
يشهد محبو المولودية الكثير من الأشياء الجميلة والمواقف الرجولية لهذا اللاعب عندما ضحّى وغامر بصحته في الكثير من اللقاءات الحاسمة باللعب وهو مصاب، كما أنه من أجل مصلحة المولودية لعب في كل المناصب حتى حارس مرمى أمام "كوارا يونايتد" النيجيري بعد طرد عبدوني، كما سجل عدة أهداف حاسمة على غرار هدفه في شباك مولودية وهران في بولوغين والذي أنقذ فريقه به من السقوط في 2008 وأهداف حاسمة أخرى أمام بلوزداد، الحراش والوداد البيضاوي المغربي وغيرها بغض النظر عن أنه كان بمثابة القائد والمدرب وكثيرا ما تنقل مع زملائه لتشجيعهم رغم أنه يكون معاقبا أو مصابا كما حدث في آخر مرة في العلمة.
هل هكذا نكافئ لاعبا في نهاية مشواره كان مثالا في الروح الرياضية؟
هناك إجماع من التقنيين واللاعبين على أنه كان من المفترض على "الفاف" أن لا تكون مكافأتها للاعب كان مثالا في الروح الرياضية طيلة مشواره بإخراجه من الباب الضيّق وهو الذي لم يكن له ذنب سوى أنه قائد الفريق، فقد أصبح مطلب العفو عن بابوش إلى تخفيف عقوبته إلى أقصى ما يمكن هدف الكثيرين من داخل المولودية وحتى خارجها.
سعدي: "بابوش متربي بزاف وأطلب تقليص عقوبته لأن عام بزاف"
صرح المدرب نور الدين سعدي الذي درّب بابوش في المولودية بأن معاقبة اللاعب بسنة كاملة "بزاف"، مضيفا يقول في تصريحاته إلى "الهدّاف و"لوبيتور" البارحة: "عملت مع بابوش ولم أعرف منه إلا الخير، فقد عرفته قائدا مثاليا ومتربي بزاف ويحترم الجميع، ما يمكنني قوله عن عقوبة بابوش إنها قاسية وحتى وهو قائد الفريق لكن في نظري مهمته تقتصر على الميدان وبعد صافرة النهاية لم يعد لشارة القائد معنى كبير، أنا أتمنى أن تقلّص عقوبته لأنه مايستاهلش الاعتزال بهذه الطريقة".
"براتشي": "لم أر قائدا أفضل منه"
أما "فرانسوا براتشي" الذي درب بابوش سنتي 2006 و2010، فقد كان له نفس الانطباع وصرح يقول: "قبل اللقاء النهائي قلت لكم إنني أتمنى أن تتوج المولودية بالكأس السابعة من أجل جمهورها الرائع ومن أجل بابوش الذي قدّم الكثير إلى الفريق وكان يستحق أن يحمل الكأس وهو في نهاية مشواره فإذا به اليوم يعاقب بسنة ويرغمونه على الاعتزال بكيفية غير مشرّفة، فقد عملت معه ولم أجد صراحة قائدا أفضل منه يحمل كل الخصال الجميلة وأدعو الهيئات الرياضية الجزائرية لأن تراجع هذه العقوبة من أجل ما قدمه هذا اللاعب لفريقه ولبلاده".
"فابرو": "بابوش لاعب خلوق ومنضبط ومعاقبته بسنة مبالغ فيها"
أما "فابرو" الذي درب بابوش في المولودية، فقد قال بالحرف الواحد: "لقد تابعت الأحداث الأخيرة وأعرف العقوبات التي سلطتها الرابطة على المولودية وعلى بابوش الذي بصراحة عقوبته بسنة مبالغ فيها، فقد أشرفت على تدريبه واكتشفت فيه الكثير من الأشياء الإيجابية كلاعب وقائد حقيقي في المجموعة ويقوم بعمل كبير، كما أنه لاعب خلوق ومنضبط".
"في إيطاليا نابولي قام بتصرف المولودية لكنه عوقب ماليا فقط"
وأضاف "فابرو" الذي درب في الجزائر المولودية ومؤخرا شبيبة القبائل، أن العقوبات المسلطة على المولودية قاسية جدا، قائلا: "حدث في إيطاليا وأن قام نادي نابولي بنفس التصرف الذي قامت به المولودية بعدم الصعود لاستلام الميداليات، فعاقبت الرابطة الإيطالية نابولي بغرامة مالية ثقيلة ولم تعاقب اللاعبين أو المسيرين أو الطاقم الفني رغم أن الرابطة الإيطالية معروفة بتطبيق القوانين بحذافيرها، أنا لست موافقا على سلوك المولودية بعد نهاية لقاء الكأس أمام اتحاد العاصمة لكن العقوبات الأخيرة المعلنة كانت قاسية كثيرا... هذا رأيي طبعا".
---------
غازي: "لم نفكّر في الإضراب وهناك لاعبون أولى مني بشارة القائد"
صرح لنا لاعب وسط مولودية الجزائر كريم غازي صبيحة أمس قائلا: "صحيح أننا تأثرنا كثيرا بعد معاقبة زملائنا ولم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى هذا الحد، لكن أؤكد أن كل ما قيل بخصوص إضرابنا عن التدريبات ومقاطعتنا مواجهة البرج لا أساس له من الصحة، فنحن مجرد عمال في الفريق ويجب أن نحترم عقودنا، كما أنني لم ولن أفكر إطلاقا في شارة القائد لأنني لم آت من أجلها إلى المولودية، وهناك لاعبون آخرون أولى بها مني بحكم أنهم من أبناء الفريق وأقدم مني في التشكيلة".
رابطة الأبطال ما نسمحوش فيها… آخر كلمة""
ورغم الأزمة الحقيقية التي يمر بها الفريق، إلا أن كريم غازي يرفض أن يتخلى عن حبه للفوز ورغبته في تحقيق إنجاز ما مع العميد هذا الموسم، إذ صرح في هذا السياق قائلا: "يجب علينا أن نمسح دموعنا ونحضّر جيدا لمباراة البرج المصيرية والصعبة، بما أننا سنلعب أمام فريق يلعب حظوظه في البقاء، لكننا سنضحّي حتى نعود بالنقاط الثلاث لأن هذا هو الخيار الوحيد أمامنا للإقتراب أكثر من أي وقت مضى من المشاركة في رابطة الأبطال، فهذه المسابقة تهمنا كثيرا ولن نسمح فيها وهذه آخر كلمة".
--------
يتحدث حصريا لـ"الهداف" حول العقوبات….
طارق العلايمي (خبير تونسي في القانون الرياضي): "العقوبات المسلطة على المولودية سيادية ولكنها غير مقبولة قانونيا"
يعتبر الإستاذ طارق لعلايمي من خبراء الرياضة المختصين في قوانين كرة القدم التابعة لـ"الفيفا" وقوانين مختلف الهئيات الرياضية، وهذا ما جعلنا نتصل به ظهيرة أمس لمعرفة رأيه في نوعية العقوبات التي سلطتها لجنة الإنضباط التابعة للإتحادية الجزائرية على مولودية الجزائر، في أعقاب فضيحة الميداليات، فكان لنا معه هذا الحوار الحصري:
مساء الخير أستاذ طارق، معك صحفي من يومية "الهداف" الجزائرية...
مساء الخير، ويسعدني أن أتحدث لوسيلة إعلام جزائرية، تفضلوا أنا تحت تصرفكم.
إتصلنا بك لنعرف رأيك في العقوبات التي سلطتها لجنة الإنضباط التابعة للإتحاد الجزائري على مولودية الجزائر عقب أحداث الميداليات؟
لقد تابعت على غرار العديد من التونسيين النهائي بين مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة الذي كان منقولا على قنوات رياضية عربية، ولا أنفي أننا تحسرنا على حال كرتنا في تونس التي مازالت تغرق في "الويكلو" بعدما شاهدنا تلك الصور الرائعة جدا في المدرجات والمستوى الراقي للمباراة فوق المستطيل، كل شيء كان رائعا إلى غاية موعد تسلم الميداليات، إذ لم نفهم شيئا لما علمنا أن لاعبي مولودية الجزائر قد رفضوا الصعود، ولكنني لا أعلم نوعية العقوبات التي سلطها الإتحاد الجزائري على المعنيين.
تم إقصاء مسؤول الفريق الأول مدى الحياة، المدرب مناد لموسمين، القائد بابوش سنة واحدة والحارس فوزي شاوشي لسنتين...
من خلال قرأتي الأولوية لهذه العقوبة، يمكن القول أن الإتحاد الجزائري تعامل بحزم مع الحادثة التي تمس بميثاق أخلاقيات الروح الرياضية قبل أي شيء أخر، ولكن أريد أن أعرف القوانين التي إستندت عليها لجنة الإنضباط قبل إصدار هذه القرار.
المشكل أن رئيس اللجنة إعترف أن لجنته وجدت هناك فراغا قانونيا، بأعتبار أن ما حدث في النهائي حالة شاذة، ما تعليقك؟
أولا، يجب أن يفهم الأخوة الرياضيون في الجزائر أن ظاهرة مقاطعة حفل التشريفات وعدم الصعود لتسلم الميداليات أصبحت موجودة في شمال إفريقيا ومنذ سنتين فقط عاشها ملعب "رادس" في تونس بمناسبة نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي ومازيمبي الكونغولي، لما قاطع لاعبو ومسؤولو الترجي حفل توزيع الميداليات بسبب وجود رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو، ولكن "الكاف" إكتفت بتسليط عقوبات مالية قاسية على كل شخص موجود إسمه في ورقة النهائي، سواء كان لاعبا، مسيرا، مدربا أو حتى السكرتير والجهاز الطبي، الإتحاد الإفريقي إكتفى بتطبيث قانون الإخلال بمبادئ الميثاق الرياضي وفقط.
هل نفهمك من كلامك أن الإتحاد الجزائري أخطأ لما قرر فرض هذه العقوبات القاسية على المتورطين في الفضيحة؟
القانون المعتمد عليه من قبل "الكاف" في حال مقاطعة حفل الميداليات ينص على وجود عقوبات مالية، ويجب تمييز الشخص الذي كان وراء القرار على بقية أعضاء أسرة الفريق، لكن في حال وجود فراغ قانوني كما يؤكده رئيس لجنة الإنضباط أو إشكال فهنا شيء أخر أود توضيحه.
تفضل. ماهو؟
حسب قوانين "الفيفا" والتي يسير عليه مختلف الإتحاديات الوطنية للعبة لا يمكن فرض أي عقوبات في حال عدم وجود نص قانوني، ولابد أن يكون المتهم يعرف مسبقا أحكام الخطأ الذي يقترفه ولا يمكن تشريع قانون بهذه الطريقة وفي ظرف قياسي أيضا، صحيح أن الإتحادية الجزائرية إعتمد على مبدأ عدم الإلتزام بأخلاقيات الميثاق الرياضي وإجتهدت في فرض العقوبات وفق ما تراه مناسبا وتحسب لها شجاعتها، ولكن قانونيا كما قلت لا يمكن إقرار عقوبات بهذه الطريقة وكان لابد من عقد جلسة عامة طارئة والمصادقة عليها أولا، لترسيم العقوبات وهذا الأمر يتوجب حدوثه في بداية الموسم وليس بعد وقوع الحادثة.
وهل يمكن للرباعي المعاقب في المولودية أن يتقدم بالطعن على أمل تقليص مدة العقوبة على الأقل؟
هناك في القانون الرياضي ما يسمى بالتقاضي على درجتين قبل توجيه الطعن إلى المحكمة الرياضية، مراجعة القرار في إعتقادي أمر مقبول، خاصة في ظل وجود فراغ قانوني وهناك حتى إمكانية القرار بالرجوع عن تلك العقوبات.
وهل يمكن للمعاقبين طرق أبواب "الفيفا" في حال ما إذا أغلقت الأبواب في وجوههم في الجزائر؟
أولا، كأس الجمهورية ليست من المسابقات التابعة للإتحاد الدولي لكرة القدم وهذا ما يجعل "الفيفا" غير قادرة على التدخل فيها، وحتى القرارات التي إتخذتها الإتحادية الجزائرية قرارات سيادية، لذلك لا يمكن لـ"الفيفا" أن تتدخل أو تنتقد تلك العقوبات خاصة أنها صدرت بلا نص قانوني، وتبقى الهيئة الوحيدة التي يمكن للمعقابين اللجوء إليها هي المحكمة الرياضية الدولية ولكن يجب أن تلغى ما هو معمول به داخل القانون الداخلي للإتحادية الجزائرية.
وهل يمكن للاعبين شاوشي وبابوش والمدرب جمال مناد العمل في دولة أخرى خارج الجزائر؟
هناك قوانين واضحة وصريحة في مثل هذه الحالات، ويجب أن يكون نص العقوبة الذي سلطته الإتحادية الجزائرية واضحا أيضا، فإذا كانت العقوبة تشمل المسابقات المحلية فقط فهنا يطبق ما يعرف بمكانية العقوبة وبأمكان اللاعب أو حتى المدرب أن يتوجه لمزاولة نشاطه في دولة أخرى، شريطة أن تتكفل الإتحادية الجزائرية بإرسال بطاقة دولية، ولكن إذا كانت العقوبة تشمل جميع المنافسات، فهنا تختلف الحالة وتكون عقوبة اللاعب خارجية أيضا ولا يمكنه العمل في أي جهة إلى غاية إنتهاء مدة العقوبة.
كلمات دلالية :
مولودية الجزائر