تم الكشف عن طمع بعض المدن البرازيلية ممن لم تتمكن من استضافة أي منتخب مونديالي في استقطاب الوفد الجزائري، خاصة بعد مستجدات تأخر أشغال تهيئة مركز "أر سي سبورت" محتضن تدريبات العناصر الوطنية خلال المونديال، ويأتي على رأس المدن الراغبة في الظفر باحتضان "الخضر" مدينة "كانواس" الواقعة بولاية "ريو غراندي دو سول" المجاورة لـ ساو باولو شمالا، علما أن عاصمة الولاية مدينة بورتو أليغري ستستضيف لقاء الجولة الثانية بين كتيبة حليلوزيتش وكوريا الجنوبية.
حكومة "كانواس" دعت السفير الجزائري وعرضت أمامه خيرة ما تملك
بدأت مدينة "كانواس" الواقعة على خط الاستواء حربا ضروسا بوصف الإعلام المحلي في ولاية "ريو غراندي دو سول" لاستضافة المنتخب الوطني كونه الوحيد الذي لازال الشك يحيط بمحل إقامته، وقد بادرت قيادات كانواس بداية من العمدة خايرو خورخي إلى خطة أخيرة لإقناع الجزائريين رغم علمهم المسبق بأفضلية مدينة سوروكابا التي باتت قاب قوسين أو أدنى من ترسيم نفسها كمقر رسمي لإقامة كتيبة حليلوزيتش، لاسيما أن آخر أجل لترسيم الأمور هو 31 جانفي الجاري حسب ما كشفت عنه "الفيفا" سابقا، حيث قامت سلطات المدينة بدعوة كل من سفير الجزائر بـ البرازيل السيد جمال الدين عمر بن نعوم وسكرتير السفارة مسعود أقرون بغرض الإطلاع على منشآت المدينة.
زار ملعب "أولبرا" ومسؤولو المدينة عملوا المستحيل لإقناعه
وقام السفير بن نعوم بالفعل بزيارة عدة منشآت للإقامة بالمدينة برفقة وفد من كبار مسؤولي "كانواس" على رأسهم العمدة، كما عاين أيضا المركب الرياضي "أولبرا" الذي رشح في وقت سابق ضمن مراكز التدريب التي وضعتها اللجنة المنظمة لـ المونديال بين أيدي مسؤولي المنتخبات المشاركة، وقد أظهر السفير رضاه وإعجابه بما توفره المدينة المعروفة بغاباتها، لكن ذلك لا يعني تماما إمكانية اختيارها لاستضافة مقر إقامة "الخضر"، علما أن المسؤولين المحليين وفروا له كل سبل الراحة وعملوا المستحيل لإقناعه ومحاولة دفعه لتغيير رأي القادة في الاتحاد الجزائري، يذكر أن ولاية "ريو غراندي دو سول" ستستضيف منتخبا موندياليا واحدا هو الإكوادور.
يلعبون على وتر عودة "الخضر" لـ بورتو أليغري إذا تأهلوا كثاني المجموعة
يعود تركيز مسؤولي مدينة "كانواس" على الوفد الجزائري تحديدا إلى مطلع شهر جانفي الجاري، حيث زار في الثاني منه السيد "ماركوس فينيسيوس ماتشادو" سكرتير العلاقات الخارجية لعمادة المدينة السفارة الجزائرية بالعاصمة برازيليا حاملا معه ملفا متكاملا عن "كانواس" وما تزخر به من إمكانات وبنية تحتية، ولم يأت اختيار مسؤولي المدينة على "الخضر" تحديدا من باب أن الجزائر لم تعلن بعد مقر إقامتها فحسب، بل أنهم يلعبون على وتر إمكانية لعبها من جديد في مدينة بورتو أليغري المجاورة لهم في حال تأهل زملاء سفيان فغولي إلى الدور الثاني كثاني المجموعة، وهو الاحتمال الأقرب في حال كسب النخبة الوطنية للرهان وإحرازهم بذلك مشاركة تاريخية في المونديال.
السفير بن نعوم: "القرار بيد الاتحادية الجزائرية ولست المخول للاختيار"
وأدلى السفير الجزائري في البرازيل بتصريحات على هامش زيارته لمركز "أولبرا"، والتي اكتست الطابع الرسمي، خاصة أن الإعلام في بلد "السامبا" قام بتغطيتها، حيث بدا غير متحمس للزيارة والتي بدا مضغوطا للقيام بما بحسب ما شهدت الصحافة بنفسها، وكشف السفير بن نعوم أنه ليس المخول لاختيار مقر إقامة "الخضر" رغم أن "الفاف" لجأت في وقت ما للتعاون مع السفارة لترتيب بعض الأمور المتعلقة بالزيارات الميدانية لمقرات الإقامة التي قام بها حليلوزيتش وأعضاء في الاتحادية، مضيفا أن الجزائر اختارت تقريبا الإقامة بولاية ساو باولو وتحديدا في سوروكابا، حيث قال: "الجزائر ستلعب لقاءاتها في بورتو أليغري، كوريتيبا وبيلو هوريزونتي خلال الدور الأول، لذا أرى المكان هنا رائعا جدا، لكن القرار ليس بيدي أنا، فالاتحادية الجزائرية وضعت معايير أخرى لتعيين مقر الإقامة".
السفارة أشعلت حربا بإعلانها قدوم 3000 سائح
يبدو أن حربا اندلعت بين المدن البرازيلية التي لم يتسن لها الظفر بمنتخب مونديالي يقيم بها، لن تنطفئ إلا عند إعلان "الفيفا" بشكل رسمي نهاية الشهر الجاري عن المقرات الرسمية، وتكون السفارة الجزائرية قد زادت حدة الصراع بعد إعلانها أن حوالي 3000 مناصر جزائري سيتنقلون إلى البرازيل لمناصرة "الخضر"، ورغم أن غالبية الظن يصب في حجز وكالات السياحة للأنصار في مكان بعيد عن مقر إقامة "الخضر"، يرى مسؤولو مدينة "كانواس" مثلا أن المنتخب الجزائري يشكل استثمارا مثاليا بقدوم عدد هائل من الجماهير، علما أنها مدينة مشهورة بسياحة الغابات وجولات الزوارق في أنهارها، فمعنى كلمة "كانواس" هو الزورق.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني.