ولد إيزيبيو دا سيلفا فيريرا في مابوتو عاصمة موزمبيق في الخامس والعشرين من جانفي عام 1942 قبل أن تطبق شهرته الآفاق في كأس العالم 1966 في إنجلترا وعزز سمعته على مدار العقد التالي لينال الكثير من المعجبين بسبب سرعته وأسلوب لعبه وقدراته البدنية وتسديداته القوية بيمناه.
وبدأ إيزيبيو ممارسة كرة القدم وهو حافي القدمين كطفل في الملاعب الترابية بموزمبيق قبل أن يقفز لدائرة الضوء مع بنفيكا. وساعد إيزيبيو النادي على بلوغ نهائي كأس أوروبا أربع مرات كان آخرها في عام 1968 عندما خسر أمام مانشستر يونايتد في الوقت المحتسب بدل الضائع على ملعب ويمبلي القديم. وفاز بنفيكا باللقب عامي 1961 و1962.
ولقب إيزيبيو "بالفهد الأسود" بسبب الخوف الذي غرسه في نفوس منافسيه ونال لقب هداف كأس العالم عام 1966 برصيد تسعة أهداف وهو ما ساعد البرتغال على بلوغ الدور قبل النهائي كما قاد بنفيكا لنيل 11 لقبا للدوري المحلي.
وفي واحدة من أكثر اللحظات التي لا تنسى في مسيرته ساعد إيزيبيو بنفيكا على تجاوز ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا المثير عام 1962 حيث سجل المهاجم من ركلة جزاء ليضع فريقه في المقدمة في الشوط الثاني قبل أن يضمن فوزا مثيرا 5-3 بفضل ركلة حرة رائعة.
وأهدى ألفريدو دي ستيفانو قميص ريال مدريد لإيزيبيو عقب صفارة النهاية باعتباره نجم البرتغال الجديد الذي بدا مبتهجا لفوزه على مثله الأعلى وحصوله على تذكار كروي غال.
وحملت الجماهير المحتفلة في تلك الليلة "الملك" إيزيبيو على الأعناق في مشهد تاريخي ظل محفورا في سجلات تاريخ بنفيكا ويتم تكراره مرارا وتكرارا على شاشات التلفزيون البرتغالي من وقتها.
وفي 1963 قادت انطلاقات إيزيبيو السريعة وتسديداته القوية بنفيكا إلى بلوغ ثالث نهائي على التوالي لبطولة كأس أوروبا حيث خسر أمام ميلان 2-1 ثم في نهائي آخر بعدها بعامين حين خسر أمام إنترناسيونالي.
ومحليا هيمن بنفيكا بقيادة إيزيبيو على الألقاب وفاز بالدوري ثلاث مرات متتالية في ثلاث فترات مختلفة خلال 15 عاما له مع النادي، وبالنسبة للبرتغال بلغ إيزيبيو أوج شهرته مع الفريق في كأس العالم بإنجلترا عام 1966.
وعقب تجاوز المجر وبلغاريا اختتمت البرتغال دور المجموعات بالفوز 3-1 على البرازيل حاملة لقب كأس العالم وقتها حيث سجل إيزيبيو مرتين ليتفوق على بيلي. وقاد إيزيبيو البرتغال بعدها لانتصار مظفر على كوريا الشمالية مفاجأة البطولة وقتها في دور الثمانية.
وتقدمت كوريا الشمالية وقتها 3-0على ملعب جوديسون بارك إلا أن إيزيبيو استطاع بمفرده أن يعيد الفريق لطريق المنافسة وسجل أربعة اهداف بواقع هدفين في كل شوط لتتأهل البرتغال بفضل فوزها 5-3.
ووصلت مسيرة إيزيبيو إلى نهاية مفاجئة وصادمة عندما عانت البرتغال في مواجهة أسلوب اللعب البدني لإنجلترا وتسبب هدفان سجلهما بوبي تشارلتون في انخراط إيزيبيو في البكاء نهاية المباراة التي أقيمت على ملعب ويمبلي والتي فازت بها إنجلترا 2-1.
كما أنهت البرتغال البطولة في المركز الثالث إلا أن إيزيبيو كرم وقتها باعتباره نجم البطولة التي أنهاها في صدارة الهدافين برصيد تسعة اهداف. وكانت هذه بطولة كأس العالم الوحيدة التي خاضها إيزيبيو . وخاض إيزيبيو 64 مباراة دولية مع البرتغال سجل خلالها 41 هدفا.
كما لعب آخر مباراة له مع بنفيكا عام 1975 ومضى قدما ليمثل أندية في اأمريكا الشمالية وفريقين صغيرين في البرتغال وأنهى مسيرته عام 1979.
وأمضى إيزيبيو الذي تحلى بالنبل داخل وخارج الملعب العقود الأخيرة في حياته كسفير متجول لبنفيكا ولكرة القدم البرتغالية. وقال يوما في مقابلة مع وكالة رويترز: "بنفيكا يجري في عروقي."
وعلى مدار العام الماضي نقل إيزيبيو إلى المستشفى عدة مرات وشخصت حالته على أنها التهاب رئوي حاد وآلام شديدة في الرقبة وارتفاع في ضغط الدم، قبل أن يفارق الحياة جراء إصابة بأزمة قلبية اليوم الأحد.
كلمات دلالية :
إيزيبيو ، البرتغال، نبذة، كرة القدم،