فإن الصراع الثنائي سيتواصل في سوق الانتقالات الشتوية الحالية، ولو أن فريق العاصمة يتفوق بفارق كبير في قيمة الصفقات التي يقوم بها في العشرية الأخيرة، وبالرجوع إلى قيمة الصفقات التي قام بها كل ناد وهو ما ستعرفونه في هذا المقال، فإن "الميرنڤي" و"البلاوڤرانا" مهددان بدخول أزمة مالية خانقة خلال السنوات القادمة لأنهما محاصران بديون كبيرة جدا حسب ما جاءت به بعض المصادر الإسبانية في أوقات سابقة، وفيما يلي سنعرف بالتفصيل كل الأموال الداخلة والخارجة من خزينة العملاقين خلال آخر عشري.
الريال صرف مليار و77 مليون أورو على 64 لاعبا!
تكشف السنوات الأخيرة وتحديدا من موسم 2003-2004 عن قيام ريال مدريد بـ64 صفقة انتقال بقيمة مرتفعة جدا وصلت إلى مليار و77 مليون أورو، والتي كانت لتزيد بأكثر من 60 مليون أورو لو تم إقحام صفقة الأسطورة الحية زين الدين زيدان لأنها كانت سنة 2002 أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم إلى حين قدوم كريستيانو رونالدو للنادي الملكي بقيمة 96 مليون أورو، ثم ڤاريث بايل مقابل 100 مليون أورو حسب الكثير من المصادر، ولو أن بعض وسائل الإعلام أشارت لإتمام الصفقة بقيمة 91.5 مليون أورو، وحقق النادي الملكي في هذه الفترة 7 ألقاب لم تكن عند مستوى طموحات الجماهير تماما، والتي كان آخرها كأس السوبر الإسباني بتاريخ 29 أوت الفارط.
حصل في المقابل على 324.5 مليون من بيع 85 لاعبا
في مقابل دفع ريال مدريد لمبلغ مليار و77 مليون أورو لإجراء 64 تعاقدا، حصلت إدارته على قيمة 418.5 مليون أورو جراء بيع 85 لاعبا بفارق بين القيمتين يصل إلى 658.5 مليون أورو، وككل الأندية استفاد النادي الملكي من صفقات رائعة، فيما خاب أمله من أخرى سيئة، ومن الصنف الأول تعتبر صفقة كريستيانو رونالدو الأنجح على الإطلاق لأنه تمكن من تأكيد إمكاناته الكبيرة التي ظهر بها رفقة مانشستر يونايتد ولم يخيب آمال "المدريديستا"، وإلى جانب "الدون" كانت صفقات أوزيل، ألونسو وبن زيمة ناجحة أيضا عكس صفقة ريكاردو كاكا التي لم تعرف النجاح علاوة على كونها مكلفة جدا في انتظار تثبيت الويلزي ڤاريث بايل لأقدامه بشكل أفضل في الدوري الإسباني.
برشلونة جلب 47 لاعبا مقابل 655.4 مليون أورو
من جانبه، تعاقد البارصا في الفترة المذكورة مع 47 لاعبا بقيمة 655.4 مليون أورو، وبذلك فإن فارق التعاقدات بين الفريقين بلغ 421.6 مليون أورو وهو مبلغ لم تتمكن حتى الأندية العملاقة من صرفه في ذات الفترة، وهو ما يؤكد اعتماد نادي العاصمة الإسبانية الكبير على العامل المادي في بناء الفريق، ولو أن عدة فرق تسير على ذات النهج الآن في صورة مانشستر سيتي وباريس سان جرمان، وكان التعاقد مع نايمار دا سيلفا آخر وأبرز صفقة قام بها "البلاوڤرانا" في الآونة الأخيرة، حيث تم جلبه من نادي سانتوس البرازيلي بقيمة 57 مليون أورو وفقا لما أعلنه الناديان، ويقدم راقص "السامبا" منذ قدومه مستويات رائعة جدا، ويسير على خطى سلفه رونالدينيو الذي كان السبب في الطفرة النوعية لـ الكتالان في الألفية الجديدة.
40 لاعبا غادروا الفريق بقيمة 238.9 مليون أورو
وفي مقابل الصفقات الكثيرة التي قامت بها إدارة البارصا منذ 2003-2004، غادر الفريق نحو 40 لاعبا بين انتقال مجاني أو بقيمة دون احتساب اللاعبين المعارين، وهي الانتقالات التي سمحت لأفضل ناد أوروبي في السنوات السابقة بالحصول على ما يقارب 238.9 مليون أورو، مقابل ما دفعه النادي لجلب 47 لاعبا (655.4 مليون أورو)، وبذلك فإن الفارق بين القيمتين يقدر بـ416.5 مليون أورو،
وبالعودة لأبرز الصفقات التي قام بها النادي الكتالوني نجد بروزا واضحا للأسماء البرازيلية في صورة رونالدينيو ونايمار إلى جانب النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي كلف إدارة خوان لابورتا 69 مليون أورو، قبل أن يرحل بعد موسم واحد نحو ميلان الإيطالي، وهي الصفقة التي وصفها الكثيرون بالأسوأ في تاريخ الفريق الكتالوني.
وزارة الرياضة ستفرض عليهما بيع بعض اللاعبين في إطار سياسة التقشف
بفتح موضوع الأموال الخيالية التي تصرف في سوق الانتقالات، سنعرج في المقابل على موضوع مناقض يتعلق بسياسة التقشف التي فرضتها الحكومة الإسبانية للخروج من الأزمة الاقتصادية، وسبق لوزارة الرياضة الإسبانية التأكيد أن خطة التقشف ضرورية وستمس كل أندية الدرجتين الأولى والثانية في إسبانيا، ويتعلق الأمر بـ 42 ناديا وعلى رأسهم ريال مدريد وبرشلونة صاحبا النفوذ الأكبر في الرياضة الإسبانية، وتم وضع القواعد في بادئ الأمر بعد التوصل لاتفاق بين الوزارة وأندية الدرجة الأولى، قبل أن يتم وضع قانون محدد للأندية فيما يتعلق بتقليص الديون، كما تهدف هذه السياسة حسب الإسبان لخفض 100 مليون أورو من بند الأجور في الأندية خلال المواسم المقبلة، وسيتعين على بعض الفرق بيع عدد من اللاعبين من أجل ضبط ميزانياتها بما يتماشي مع القانون.
كلمات دلالية :
ريال مدريد - برشلونة