بعد أن فشل في التحضير إعلاميا لنهائيات كأس إفريقيا التي قال قبلها بـ 3 أشهر فقط أنه يستهدف التأهل إلى نصف نهائي المونديال. حليلوزيتش الذي قرّر مغادرة العارضة الفنّية لـ "الخضر" مفضلا العروض المالية المغرية التي تصله من فرق خليجية وحتى منتخبات، يطمح دون شك لدخول التّاريخ والمرور إلى الدّور الثّاني، وإن فعلها وغادر بعد ذلك فسيكون بطلا قوميا.
في أكتوبر 2012 تحدّث عن الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم ونهائي "الكان"
يتذكر الجميع الخرجة الإعلامية المثيرة للجدل لـ وحيد حليلوزيتش في أكتوبر 2012 لمجلة "فرانس فوتبال"، حين لم يتردد في القول أنه يطمح للتّأهل إلى نهائي كأس العالم، وإن كان هذا الأمر ضربا من الخيال، فإن تصريحاته تلك وتصريحات أخرى في الإتجاه مفسه جلبت له ضغوطا كثيرة، ومنها قوله قبل "الكان" أن فشله في الوصول إلى نهائي كأس إفريقيا التي جرت بداية هذا العام بجنوب إفريقيا سيجعله يغادر العارضة الفنّية للمنتخب.
هذا ما أوقع ضغطا على "الخضر" في جنوب إفريقيا فجاءت الصدمة مبالغ فيها بعد الإقصاء
ويعرف حليلوزيتش جيّدا أن تفاؤله المفرط قبل نهائيات كأس إفريقيا فرض على المنتخب الوطني ولاعبيه ضغطا كبيرا، خاصة أن "الخضر" استفادوا من تحضيرات جيدة للدورة وكانوا أول منتخب يحط هناك، ما جعل الإعلام الجزائري وحتى الإفريقي يضع المنتخب الجزائري بحلته الهجومية مع وحيد حليلوزيتش مرشحا قويا للتتويج رفقة كبار القارة الآخرين، إلا أن الميدان كانت حقيقته مغايرة وأقصي "الخضر" بعد لقاءين فقط وكانوا بالتالي أول من يحزم حقائبه للعودة، وهو ما جعل صدمة الأوساط الرياضية في الجزائر مبالغا فيها، وإن لم يتحمل حليلوزيتش المسؤولية وحده من قبل الجمهور والمتابعين.
يريد تحضير الجزائريين لتقبل أي نتيجة تحصل في المونديال
انطلاقا من تجربة كأس إفريقيا والصدمة التي تعرّض لها وحيد حليلوزيتش وحتى الجمهور الجزائري وكانت عنيفة دون شك على الفرانكو بوسني، بما أنه مازال يتكلم عنها إلى اليوم، فمثلا في حواره لـ "فرانس 24" الأخير قال أن الجزائر كانت أفضل من طبق الكرة في "الكان"، لكنها خرجت من الدّور الأول، وحتى لا يتكرّر هذا الأمر فإنه وفقا لما يدور في محيطه انتهج سياسة مغايرة، لا تعتمد على رفع عارضة التفاؤل بل تعمل على جعل الجمهور الجزائري يتقبّل أية نتيجة يحصل عليها "الخضر" في المونديال كالخروج من الدّور الأول، وقد وصل به الأمر في تصريحاته المتواصلة التي تكرّس تصورا خاصا أن يدعو المدرب القادر على التّأهل إلى الدّور الثاني أن يأتي ليحل مكانه.
… وأن يغادر مثل بطل قومي في حال نجاحه في دخول التّاريخ والتّأهل إلى الدّور الثّاني
وليس هذا فقط ما يفكر فيه حليلوزيتش بتغييره سياسة الخطاب والتعاطي الإعلامي مع الحدث العالمي الذي يشارك فيه للمرة الأولى مدربا، لأنه يفكر في جعل أية نتيجة غير المشاركة المتواضعة والكارثية بمثابة انتصار له، وإن حصل وتجاوز الدّور الأول الذي سيعمل ليحققه بكل جد، ليضيف ذلك إلى إنجازاته الكثيرة مع المنتخب الوطني، فإنه من المؤكد أنه سيدخل التاريخ في رابع مشاركة للمنتخب الجزائري في المونديال، ليكون بالتالي أول مدرب يفعلها، وهو ما من شأنه أن يجعله "بطلا قوميا" يزيد من تعلق الجزائريين به وهم الذين يساندونه إلى اليوم حتى مع تصريحاته المحبطة الأخيرة.
من حقّه أن يقول ما يشاء، لكن شريطة أن لا يدخل الشّك إلى نفوس لاعبيه
ويبقى من حق وحيد حليلوزيتش أن يعبر عن رأيه بأية طريقة كانت، لكن شريطة أن لا يساهم ذلك في التّأثير في معنويات لاعبيه، لأن البعض قد يرى أن هذه التّصريحات قد تدخل الشك إلى نفوس اللاعبين، ولو أنّها من جانب آخر قد تتحول إلى محفّز لهم على أن يثبتوا العكس لمدربهم أنهم في غياب الضّغط قادرون على فعل أكثر مما يتوقع منه، وهو الذي صنف منتخبات روسيا وبلجيكا وحتى كوريا الجنوبية على أساس أنها أحسن منهم على كل المستويات بقوله مؤخرا: "البعض يعتقد أن مهمتنا في التأهل سيكون سهلة"، مع أنه لم يسبق له أن شاهد مباريات المنتخبات الثلاثة الأخرى، وتبقى الأيام هي الكفيلة بالإجابة على التساؤل عما إذا كانت هذه هي الطريقة المثلى للتّحضير للمونديال أم لا.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني،