وقبل ستة أشهر من موعد النهائيات في يونيو حزيران المقبل تنبض الشوارع بالاحتفالات ولا يزال المزاج العام في إيران متفائلا بعد انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني وتوقيع اتفاق مهم قد يحل النزاع المستمر منذ عشر سنوات حول المشروع النووي الإيراني ويقود في النهائية لرفع العقوبات المكبلة.
وفي بلد تحتل كرة القدم فيه الصدارة بين غيرها من الرياضات وجمهور لا يقل عن 90 ألف متفرج في المباريات الدولية ساهمت القرعة الجيدة للفريق في كأس العالم على إبقاء حالة التفاؤل بقدرة الفريق الذي يقوده البرتغالي كارلوس كيروش المدرب السابق لريال مدريد الاسباني على تحقيق فوزه الأول النهائيات منذ 1998.
وحينها تغلبت إيران على عدوتها السياسية الأولى الولايات المتحدة 2-1. ولا تزال العداوة بين البلدين قائمة إذ تعد واشنطن المحرك الأساسي وراء العقوبات المؤثرة على الاقتصاد الإيراني لكن بعض المشجعين الإيرانيين يأملون في أن تساهم عروض جيدة في البرازيل في تحسين النظرة الدولية لبلدهم.
وقال هومان الفاضلي المدرب المساعد لإيران في كأس العالم 2006 "لكرة القدم وضع فريد في المجتمع.. يعتقد الناس أنه بالانتخابات وتأهل إيران لكأس العالم فإن الأمور ستتحسن. كان شعورا جيدا جدا بالنسبة للناس."
ووقعت إيران وهي في المركز 45 بالتصنيف الدولي للمنتخبات وهي الأولى على منتخبات آسيا ضمن مجموعة تضم الارجنتين بطلة العالم السابقة ونيجيريا بطلة افريقيا والبوسنة التي تشارك في النهائيات للمرة الأولى.
وستكون الارجنتين التي يقودها ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم مرشحة لتصدر المجموعة لكن ينتظر أن تشكل إيران اختبارا صعبا لنيجيريا المصنفة 36 في العالم وللبوسنة صاحبة المركز 21.
وقال الفاضلي "ستكون المباراة الحاسمة هي المباراة الأولى ضد نيجيريا. اذا لعبنا بطريقة جيدة سيمنحنا هذا الثقة لكننا اذا خسرنا فسيصبح الأمر صعبا."
ويتحدث الفاضلي من واقع خبرة سابقة بعد خيبة أمل إيران في 2006. وجمع الفريق لاعبيه من مسابقات الدوري الاوروبية ليخسر أمام المكسيك والبرتغال قبل أن يتعادل مع أنجولا. كما خرج الفريق من الدور الأول في كأس العالم عامي 1978 و1998.
وقال الفاضلي "على الأقل في آخر مرتين في كأس العالم لم تكن لدينا القدرة للاستعداد بشكل منظم لاستغلال الفرصة. الآن لدينا تنظيم ممتاز خاصة في الدفاع. هذا شيء سيساعدنا بالتأكيد في البرازيل لأننا سنكون الأقل ترشيحا."
وفي ندوات المشجعين يجمع معظمهم على أن إيران هي الأقل حظا لبلوغ الدور الثاني وسط جميع فرق مجموعتها لكنهم بدت عليهم الثقة ايضا من تحقيق مفاجأة خاصة أن المباراة ضد نيجيريا ستكون في كوريتيبا وهي مثل طهران ترتفع بكيلومتر واحد فوق سطح البحر.
وانتصرت إيران في آخر ثلاث مباريات لها في التصفيات لتتأهل لنهائيات البرازيل بينها فوز حاسم بهدف نظيف على كوريا الجنوبية وبينما قد يفخر معظم المشجعين الآن بإنجازات الفريق فإن المزاج قبل عام كان مختلفا تماما.
ووصل كيروش إلى طهران في 2011 بعد فترة شابها الاضطراب مع منتخب بلده البرتغال الذي فشل تحت قيادته في التسجيل في ثلاث من أصل أربع مباريات خاضها في كأس العالم 2010 ليخرج سريعا من الدور الثاني.
ولم تساعد طريقة اللعب الحذر في تقريب كيروش من المشجعين في جنوب افريقيا وبدأ الإيرانيون سريعا في التذكر بشأن خططه أيضا.
وفي الدورالرابع من التصفيات الآسيوية جمعت إيران سبع نقاط من أول خمس مباريات وسجلت هدفين فقط لتبتعد عن الترشيحات للتأهل. وشمل هذا خسارة مذلة أمام لبنان بهدف نظيف.
وقال مجيد باناهاي (55 عاما) مؤسس موقع لمشجعي المنتخب الإيراني "صنع هذا قدرا كبيرا من العداء ضد المدرب والفريق."
وزعمت تقارير في إيران بأن كيروش قريب من الاستقالة. وكانت لديه أيضا مشاكل مع مدربي الأندية في إيران ولم يحبه الجمهور ولا الإعلام لعدم اهتمامه بالدوري المحلي وقضائه وقتا طويلا خارج إيران.
لكن قرار كيروش بالتنقيب عن لاعبين إيرانيين في الخارج أثبت نجاحا وسجل رضا جوتشان نجاد لاعب ستاندار لييج البلجيكي ثلاثة أهداف في خمس مباريات بالتصفيات ليقود الانتفاضة.
وولد اللاعب البالغ من العمر 26 عاما في مشهد وهي ثاني أكبر مدن إيران لكنه لاحقا سافر مع عائلته إلى هولندا ومثل منتخبها في فرق الناشئين قبل أن يتحول للعب باسم بلده الأصلي.
كما سجل أشكان ديجاجاه (27 عاما) لاعب وسط فولهام هدفين لإيران في مباراته الأولى معها ضد قطر بعدما مثل إيران ناشئا.
وقال الفاضلي "الإعلام والمدربون في إيران لم يشعروا بالسعادة. لكن المشجعين يريدون من سيقاتل من أجل المنتخب والعلم ويمكن أن ترى هذا في لاعبين مثل ديجاجاه ورضا."
وسيكون هذا الاثنان ومعهما اندرانيك تيموريان لاعب الوسط وكذلك القائد جواد نيكونام ثاني أفضل لاعب في آسيا 2013 أهم اللاعبين في تشكيلة إيران في البرازيل.
كلمات دلالية :
منتخب إيران