ولخصت اللقطات حال جيل ذهبي فقد آخر من تبقى منه آخر أمل لهم في الظهور بالنهائيات العالمية بعد الهزيمة 7-3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة أمام غانا في الجولة الفاصلة بالتصفيات الإفريقية ويستعد لتسليم القيادة إلى لاعبين أصغر ومنهم عبد ربه الذي شارك بالفعل في 96 مباراة دولية مع بلوغه 29 عاما.
وقال وائل جمعة قائد منتخب مصر حاليا البالغ عمره 38 عاما لرويترز بعد الخسارة المذلة في مباراة الذهاب أمام غانا في أكتوبر: "الاستمرار في اللعب الدولي سيكون صعبا جدا (بعد) الخروج من كأس العالم".
وأضاف مدافع الأهلي الذي شارك في 114 مباراة دولية تضمنت الفوز بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات في 2006 و2008 و2010: "كنت مستمرا على أمل تحقيق حلم التأهل لكأس العالم بعد كل الإنجازات التي حققتها".
وذهب محمد أبو تريكة - أهم لاعبي مصر في السنوات العشر الأخيرة - إلى أبعد من ذلك وقال الشهر الماضي إنه سيعتزل كرة القدم بنهاية العام الحالي.
وكتب في حسابه على موقع "تويتر" وقتها: "بطولة إفريقيا والفوز بها مع الأهلي إن شاء الله وبطولة العالم في المغرب ووداعا كرة القدم وشكرا للجميع".
وقاد أبو تريكة - الذي شارك في 100 مباراة دولية - الأهلي للقبه الثامن والثاني على التوالي في دوري أبطال إفريقيا الأسبوع الماضي ويستعد الآن لختام مشواره مع ناديه في كأس العالم للأندية في المغرب الشهر القادم بعدما خاض مباراته الأخيرة مع منتخب مصر قبل الاعتزال أمام غانا أمس.
ويعتقد فتحي سند الناقد الرياضي أن اعتزال أبو تريكة في هذا التوقيت قد يكون مناسبا حتى يكون هو صاحب قرار طي صفحة مشواره الدولي ولا يأتي ذلك بعد ضغط من المشجعين.
وقال سند لرويترز: "اعتزال أبو تريكة وجمعة سيفتح الباب أمام لاعبين آخرين سيحصلون على فرصة أكبر".
وأضاف: "أعتقد أن رامي ربيعة لاعب الأهلي سيثبت أقدامه بشكل كبير في مركز جمعة وإن كان بديل أبو تريكة لم يظهر حتى الآن".
ورغم الهيمنة الافريقية تحت قيادة المدرب السابق حسن شحاتة إلا أن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن بالنسبة لجيل يضم لاعبين مثل جمعة وأبو تريكة تجاوزوا حاجز 35 عاما.
وأخفق المنتخب المصري في بلوغ النهائيات الماضية في جنوب افريقيا عام 2010 ورغم الآمال الكبيرة خلال المشوار الحالي مع المدرب الأمريكي بوب برادلي خليفة شحاتة إلا أن أسوأ هزيمة في مباراة رسمية منذ 14 عاما اطاحت بآخر أمل لجيل موهوب. ولم ينجح المنتخب المصري في التعويض في مباراة الإياب واكتفى بالفوز 2-1 باستاد الدفاع الجوي في القاهرة.
وبالإضافة لجمعة وأبو تريكة هناك الحارس المخضرم عصام الحضري (40 عاما) - الذي استبعده برادلي من تشكيلته مؤخرا فقط - والقائد السابق أحمد حسن (38 عاما) وهو لا يزال يلعب مع ناديه الزمالك وساهم هذا الشهر في فوزه بكأس مصر وخاض آخر مبارياته 184 الدولية في ماي 2012.
وتبدو مسيرة هؤلاء الدولية انتهت في ظل الاخفاق في الصعود لكأس العالم بينما يأتي خلفهم عبد ربه وأحمد فتحي (29 عاما) وعمرو زكي (30 عاما) وعماد متعب (30 عاما) بالإضافة الى حسام غالي البالغ عمره 32 عاما.
وغاب عن هؤلاء متعب فقط أمام غانا في مباراة الثلاثاء ومن المرجح أن يقودوا جيل جديد من اللاعبين في منتخب مصر خلال الأربع سنوات التالية حتى كأس العالم 2018 في روسيا.
ويقول عمرو أبو المجد رئيس لجنة المدربين سابقا في الاتحاد المصري لكرة القدم إن اعتزال اللاعبين الكبار مثل أبو تريكة وجمعة في هذا التوقيت سيمنح منتخب مصر فرصة لتجديد الدماء بشكل جاد.
وأبلغ رويترز: "القائمون على منتخب مصر تأخروا كثيرا في عملية تجديد الفريق وربما تكون فترة التأخر لعامين. كان من الممكن لو تم الإحلال والتجديد في العامين الماضيين اكتساب ستة عناصر جديدة".
وتابع: "أعتقد أنه لا يوجد لاعبون آخرون على أبواب الاعتزال وأرى أن حسام غالي لديه القدرة على العطاء في السنوات القادمة لأنه أصغر من أبو تريكة وجمعة وسيكون هو صاحب الخبرة في المنتخب الجديد".
ورغم أن مصافحة عبد ربه - لاعب الإسماعيلي الذي لعب لفترات أيضا على سبيل الإعارة في الأهلي الإماراتي والاتحاد والنصر السعوديين - لزملائه كانت بهدف المواساة بعد هزيمة مذلة إلا أن الإشارة كانت واضحة: هناك جيل جديد من اللاعبين سيتسلم شارة القيادة بعد أفول نجم سلسلة من اللاعبين الموهوبين.
والتقطت وسائل الاعلام المحلية الإشارة وانتشرت اللقطة على المواقع الرياضية على الأنترنت تحت عناوين منها "دور قيادي لعبد ربه في الفترة القادمة".
ويدرك عبد ربه نفسه أن الإخفاق في بلوغ كأس العالم سيؤدي الى تغيير في شكل الفريق حين يخوض محاولة جديدة لبلوغ كأس العالم بعد اربع سنوات أخرى.
ونقل عن عبد ربه - الفائز بجائزة أفضل لاعب في كأس الأمم الإفريقية عام 2008 - قوله قبل الهزيمة الثقيلة "مباراتا غانا هما الفرصة الأخيرة لأحد أفضل أجيال كرة القدم المصرية" .
كلمات دلالية :
مصر