تطرقت بعض الصحف الفرنسية إلى خرجة المدرب الفرانكو-بوسني من جانب آخر، وركزت على تشبيهه مدينتي روبي وتوركوان الفرنسيتين بـ الجزائر، في إشارة منه إلى حجم الجالية الجزائرية الكبيرة هناك، وهو التشبيه الذي لم يرق لبعض وسائل الإعلام الفرنسية مثل صحيفة "صوت الشمال" المحلية، التي أبدت بعض الانزعاج من تصريح المسؤول الأول عن العارضة التقنية لـ"الخضر" حتى وإن اعترفت أنه قالها على سبيل المزاح فقط.
ما قاله كان له صدى واسع لدى المؤيدين لـ "اليمين المتطرف"
وفتحت تصريحات حليلوزيتش النقاش مجددا في المواقع والمنتديات الإلكترونية الخاصة بأحزاب اليمين المتطرف التي ترفض فتح فرنسا أبوابها للمهاجرين القادمين من شمال القارة الإفريقية وترفع شعار "فرنسا للفرنسيين"، حيث أيد هؤلاء تصريح "حليلو" الذي يعكس حسبهم التركيبة البشرية لمدينتي روبي وتوركوان اللتين تعرفان تواجد جالية أجنبية كبيرة قادمة من أكثر من 60 بلدا، ليستغلوا بذلك الفرصة ويطالبوا مجددا السلطات السياسية الفرنسية بضرورة اتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة الهجرة إلى فرنسا، والعمل على التقليل من تواجد الجاليات الأجنبية على الأراضي الفرنسية.
صحيفة "صوت الشمال" تساءلت عن ردة فعل السكان المحليين
وتساءلت صحيفة "صوت الشمال" المحلية المهتمة بأخبار الشمال الفرنسي في الأسطر الأخيرة من مقالها المنشور عن تصريحات حليلوزيتش عن ردة فعل سكان مدينتي روبي وكورتوان ومدى تقبلهم لتشبيه مدينتيهم بـ الجزائر، كما لمحت اليومية الفرنسية إلى حشر "كوتش وحيد" نفسه في أمور لا تخصه بإدلائه بهذا التصريح لوسائل الإعلام الجزائرية، إذ أشارت إلى أنه لا يقيم بمدينة روبي ولا كورتوان، ولا أي مدينة فرنسية أخرى على الحدود مع بلجيكا، بل يقع منزله حسبها في إحدى المدن الراقية بضواحي مدينة ليل التي سبق له تدريب ناديها لأربعة مواسم كاملة (1998-2002).
المعتدلون الفرنسيون لا يرون أن تصريحاته صادمة
ورغم تعالي أصوات بعض الأطراف اليمينية المتطرفة مجددا ضد الأجانب وأصحاب الأصول الأجنبية بعد تصريحات حليلوزيتش التي وصفها بعضهم بـ "الصادمة"، إلا أن العديد من الناشطين الإلكترونيين لم يوافقوهم الرأي وأكدوا أنها مجرد تصريحات هزلية أراد من خلالها مدرب كوت ديفوار السابق التعبير عن حجم الضغوط المسلطة عليه قبل مواجهة بوركينافاسو المصيرية، مشيرين في الوقت ذاته إلى ضرورة تجنب التمييز العنصري ضد الفرنسيين من أصول أجنبية والأجانب القاطنين في بلاد موليير، والذين يمثلون حسبهم قوة فرنسا لضمانهم التنوع الثقافي والفكري في بلد يقدم للغرب على أنه موطن الحريات وحقوق الإنسان.
كلمات دلالية :
حليلوزيتش، فرنسا، روبي، توركوان،