حيث تشير أغلب الأصداء إلى أن المشاهدين العرب بشكل عام والجزائريين بشكل خاص لن يقبلوا السياسة الجديدة التي ستنتهجها الباقة القطرية التي ستزيد من تكاليف متابعة قنواتها الرياضية، وهو ما لا يمكن أن يرضى به المشاهد البسيط الذي تعود على استعمال أجهزته الخاصة في تشغيل بطاقة الجزيرة، ويرى الكثيرون أنه من غير المعقول أن يشترط عليهم استخدام جهاز الجزيرة بشكل إجباري من أجل التمتع بمشاهدة المنافسات الرياضية المملوكة للباقة القطرية، لتؤكد الجزيرة أنها تسير عكس تيار الباقات العالمية التي تعمل على تسهيل عملية المشاهدة بالنسبة لزبائنها.
لا أحد سيقبل بتكاليف إضافية
إن اشتراط الجزيرة الرياضية استخدام جهازها الجديد الذي قيل أنه استحدث من أجل محاربة القرصنة سيكون مكلفا بشكل كبير بالنسبة للمواطن البسيط، فلا يعقل أن يتم في كل مرة اشتراط على المشاهد أن يستخدم جهازا خاصا لمتابعة باقة ما، وهو ما سيشدد الخناق على المشاهدين ويجبرهم على استعمال 3 أو 4 أجهزة، خاصة إذا افترضنا أنه يريد متابعة أكثر من باقة تلفزيونية، الأمر الذي يعد غير منطقي ويتطلب إعادة دراسة من قبل المعنيين، الذين كانوا أصحاب هذا القرار الذي يبقى في منظور المشاهد البسيط شيء تعسفي يؤدي لفرض قيود ووسائل تعجيزية تقوم بحرمانه من متعة مشاهدة المنافسات الرياضية.
الجزيرة ستخسر الكثير من المشتركين في الجزائر
بالعودة إلى قرار شبكة الجزيرة الرياضية باشتراط الجهاز الخاص والأخذ برأي المشاهد الجزائري، فإن الباقة القطرية ستخسر الكثير من المشاهدين في الجزائر، فكما يعرف الجميع فإن المواطن الجزائري الشغوف بمتابعة الأحداث الرياضية يعد من النوع الذي يرفض مثل هذه القيود التي ستحرمه من متابعة باقات أخرى، وبما أن الجهاز الجديد مبني على أساس محاربة القرصنة، فإنه سيحرمهم حتى من متابعة القناة الجزائرية الأرضية، بما أن الجهاز الجديد لن يحوي على مكان خاص بإدخال الشفرات يدويا، مما سيحرم الجزائريين من متابعة قنواته الوطنية.
الجزائريون حطموا أرقاما قياسية في عدد الاشتراكات
من جانب آخر، على الجزيرة الرياضية أن تعيد النظر بشكل كبير في السياسة الجديدة التي ستعمل بها خاصة مع الجزائريين الذين استطاعوا أن يحطموا أرقاما قياسية في عدد الاشتراكات الرسمية في وقت سابق خاصة في نهائيات كأس العالم 2010، إذ استطاعوا أن يعتلوا الصدارة رفقة السعودية في عدد المشتركين الشيء الذي يجعل السوق الجزائرية من بين أهم الأسواق التي تدر على الجزيرة الرياضية أرباحا مالية كبيرة من وراء بيع بطاقات الاشتراك، وفرض جهاز خاص من شأنه أن يقلب الأوضاع بشكل معاكس، ويصبح الجزائريون أقل انجذابا للباقة القطرية التي ستتوجه لخسارة أكبر سوق عربية من خلال قرارها، وهي التي كانت في فترة سابقة تسمح لها بتحقيق عائدات مالية معتبرة.
باقات عالمية لم تتخذ نفس القرار احتراما لمشتركيها
وفي المقابل، تعد الكثير من الباقات العالمية على غرار كنال بلوس الفرنسية وسكاي الألمانية والإيطالية من بين الباقات الكبرى على المستوى العالمي التي لم تشترط هذا النوع من الأجهزة، رغم أنها من بين أكثر الباقات التي تتعرض للقرصنة، حيث أن احترامها للمشاهد جعلها تمتنع عن قرار فرض مثل هذا النوع من الأجهزة الذي يسمح بمتابعة باقتها الخاصة دون باقي الباقات الأخرى، ويحاول المسؤولون على القنوات الأوروبية دائما أن يحترموا مشتركيهم قبل السعي لتحقيق أهداف أخرى من شأنها أن تجعل المشتركين في وضعية غير مريحة، كما يبدو أن قرار الجزيرة الرياضية له أهداف أخرى انتقامية سنحاول التطرق إليها في موضع مفصل خلال أعدادنا القادمة.
كلمات دلالية :
الجزيرة الرياضية، الجزائر