كرمالي يرحل في ذكرى تأسيس جبهة التحرير والجزائر تودع "شيخ مدربيها" ورجل إنجازاتها الكروية

رحل أمس المدرب الوطني السابق عبد الحميد كرمالي إلى مثواه الأخير بسطيف، بعد أن ظل يصارع المرض عقب تدهور صحته ما أدى إلى نقله إلى مستشفى عين النعجة العسكري قبل إعادته إلى سطيف بسبب سوء حالته...

نجمو.س
نشرت : ف. آ. س. السبت 13 أبريل 2013 23:59


والتحق "شيخ المدربين" بجوار ربه قبل احتفاله يوم 24 أفريل المقبل بعيد ميلاده 82، وفي الذكرى 54 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، وكأن مشيئة الله أرادت لمن وضع بصماته على الكرة الجزائرية، لاعبا ومدربا للفرق والمنتخب الوطني الذي حقق معه لقب كأس إفريقيا الوحيد في سجل "الخضر" سنة 1990، أن يرحل في يوم يبقى عزيزاً على قلبه.

كرمالي ابن بيت فقير. فقد والده خلال الحرب العالمية الثانية، وعمره 10 سنوات. ولعب الحظ دوره في تحوله إلى الكرة بعد أن اكتشف موهبته في حي يحياوي (طنجة) كل من: بن عودة (لياص)، عبيد وعبد القادر لخليف، لينطلق من هناك.

أمضى في اتحاد العاصمة وضحى بـ 5 سنوات احتراف في "ليون" لأجل الجزائر

ولعب كرمالي للمرة الأولى في صفوف أكابر اتحاد سطيف سنة 1948 وعمره 17 سنة أمام "أس.بون" (عنابة) وسجل في أول مباراة هدفين، انتقل بعدها لاتحاد العاصمة ووقع معه عقداً وهو مرتبط بآخر ما جعله يعاقب بموسمين، أصبح عبد الحميد بعدها بطالاً. ثم تنقل إلى فرنسا وتحديدا مدينة "ميلوز" أين أمضى لفريقها، ولكنه لم يعمّر طويلا قبل عودته إلى اتحاد العاصمة. ومرة أخرى عاد إلى فرنسا لكن إلى فريق "كان" في القسم الثاني، حيث لعب موسمين رفقة مختار لعريبي ومصطفى زيتوني، ليتنقل بعدها إلى "أولمبيك ليون" الذي لعب له ثلاثة مواسم (من 55 إلى 58) خاض خلالها 65 مباراة سجل فيها 13 هدفاً قبل أن يفر هارباً تاركا وراءه المجد والشهرة.

كرمالي: "تركت أموالي وسيارتي وزوجتي في ليون وهربت تلبية لنداء الثورة"

فضل كرمالي في 1958 مغادرة الفريق تاركاً المجد والشهرة خلفه، بعد أن تأسس فريق جبهة التحرير الوطني يوم 13 أفريل 1958. وسافر إلى تونس مرورا بسويسرا وإيطاليا. وفي ذلك يقول في حوار لـ "الهدّاف" نشر يوم 10 نوفمبر 2010: "كنت لاعبا محترفا، أتلقى مستحقاتي بالعملة الصعبة، لدي أموالي في البنك، تركتها رفقة السيارة والبيت، وقد استحوذت عليها الشرطة كلها. وحتى زوجتي تركتها لأن نداء الثورة يمر قبل كل شيء. ولم أعد إلى فرنسا إلاّ بجواز سفر تونسي". كما يضيف: "أتذكر لقاءنا بأعضاء الحكومة المؤقتة كريم بلقاسم، بن بلة وكل القيادات عندما قالوا لنا: “برافو، لقد نجحتم في تقديم الثورة الجزائرية 10 سنوات إلى الأمام“.

" بكينا كلنا في 1958 لما عزف النشيد الوطني لأول مرة وبومدين هدّدنا بسبب لقاء المغرب"

ويضيف كرمالي: "استقبلنا كل رؤساء العالم... الصين، الفيتنام والأوروبيون كلهم إلا في فرنسا. كل المنتخبات التي طلبناها قبلت اللّعب أمامنا، إلا المنتخب المصري الذي رفض ذلك خوفا من عقوبات “الكاف”. 80 ألف مناصر دخلوا ملعب القاهرة والمنافس لم يحضر وهو موقف لن أنساه...أتذكر أنه في دورة ودية لعبناها في تونس سنة 1958، كانت المرة الأولى التي عزف فيها النشيد الوطني، التفت قليلا فوجدت كل أعضاء فريق جبهة التحرير يبكون... يا حسراه". ويضيف كرمالي في حوار آخر له : "في دورة 1959 بالمغرب، وقبل اللقاء النهائي الذي جمعنا بالبلد المنظم، اتصل بي هواري بومدين وهدّد بمعاقبتي في حال عدم عودتنا بالكأس. خلالها كنت أشرف على العارضة الفنية لفريق جبهة التحرير الوطني، لكن الحمد لله فزنا عليهم".

نال كأس إفريقيا للأواسط، تحدى مارادونا ثم استقال من باب المبدأ

وعاد كرمالي إلى الجزائر بعد الاستقلال لاعباً. وقد دخل التاريخ بتسجيله هدف الفوز في نهائي كأس 1963 لصالح الوفاق على حساب ترجي مستغانم. أما مدربا فقاد منتخب الجزائر للأواسط للفوز بكأس إفريقيا وفي ذلك يقول في تصريحات صحفية : "فزت بكأس إفريقيا التي سمحت لنا بالمشاركة في كأس العالم في طوكيو 1979 أين بلغنا ربع النهائي. ولولا سوء الحظ الذي أوقعنا أمام الأرجنتين التي توّجت بالكأس وكان يلعب لها مارادونا لعبرنا إلى المربع الأخير. كانت لنا مجموعة من الشباب صنعت أفراح الكرة الجزائرية في عدة محافل على غرار ياحي، بن جاب الله، مناد وكويسي". ورغم هذه التجربة، إلا أنه استقال مباشرة بعد العودة من باب المبدأ رفقة مخلوفي وسوكان. إذ قال إنه استقال بسبب الوزير الذي وعد رفقاء عصماني الذين ضحوا بالبكالوريا بالتدخل دون أن يحصل شيء.

يملك 5 ألقاب مدربا، درب في تونس، ليبيا والإمارات واعتزل قبل 9 سنوات

ويملك كرمالي في رصيده 5 ألقاب. فبالإضافة إلى كأس إفريقيا للأواسط وكأس إفريقيا 1990 والكأس الأفرو آسيوية 1991. حقق كأس الجمهورية سنة 1967 لاعبا ومدربا في الآن نفسه لوفاق سطيف (كأس 1963 توّج بها لاعبا). ومن المفارقات أنه كان صاحب تمريرة الهدف الذي توّج الوفاق. كما قاد المولودية سنة 1999 للتتويج بلقب البطولة بعد غياب طويل عن ساحة التتويجات. آخر تجربة له كنت موسم 2004-2005 مع هلال شلغوم العيد. كما درب فرقاً أخرى في مسيرته على غرار اتحاد عنابة وترجي مستغانم، و شباب قسنطينة واتحاد الشاوية الذي لعب معه منافسة قارية. وإضافة إلى هذا فقد درب "رأس الخيمة" الإماراتي، "الإتحاد" الليبي وكذلك "المرسى" التونسي.

"كزال سمّاني الانتحاري لأنني قبلت تدريب الجزائر في 1989"

ويقول كرمالي في قيادته الجزائر شهر أكتوبر 1989 : "أتذكر أنهم سمّوني “كاميكاز”، كزال (رئيس الإتحادية وقتها) صرح قبلها: "إذا رفض كرمالي المهمة فهو محق، وإذا قبل فهو انتحاري". جاؤوني وأنا أدرب فريقا، فرفعت يدي وقلت للجميع: "خلاص الآن، فالوطن ينادي". الأمر الذي لن أنساه، أن الكل خوّفوني بأن المهمة صعبة وأني سأفشل... تعرفون في الجزائر أن قلة فقط من تشجع المدرب والبقية تذبح. كما لا أنسى أن صحفيا قال لي: "يا كرمالي، حتى في لقاء ودي ولم نسجل"، فقلت له: "إننا سنترك الأهداف للمواعيد اللاحقة". وفي نهاية كأس إفريقيا جاءني الصحفي نفسه وقال لي: “خلاص لم أقل شيئا، أنت أفضل مدرب في التاريخ.”

"الشاذلي طلب مني أخذ ما أريد في القصر الرئاسي بعد التتويج ولكنني رفضت"

وعلى قيمة التتويج الذي يبقى الوحيد في سجل الجزائر، إلا أن كرمالي لم يتلق أي شيء نظيره. و يقول لـ "الهدّاف" في هذا الشأن : "غادرنا الملعب على الواحدة صباحا. في اليوم الموالي كنا في القصر الرئاسي وطلب منا الرئيس الشاذلي بن جديد أن نطلب أي هدية نريد. أنا شخصيا لم أرد ولم آخذ أي شيء. وحتى لما استفادوا من مكافأة التتويج بقيت قيمة رمزية أقسم أنها لم تدخل جيبي". ثم يواصل: "أتذكر أن أحد المسؤولين بقي مندهشا لما رفضت أن آخذ مكافأة الفوز بكأس إفريقيا". ومع هذا يقول كرمالي إنه لم يأخذ حقه في الجزائر خلافاً لتجاربه الأجنبية التي يرى أنه استفاد منها لما درب في تونس والإمارات وليبيا.

في 1991أصبح مع الجزائر بطل نصف الكرة الأرضية وعرف بشخصيته القوية

توجت الجزائر مع كرمالي باللقب الأفرو آسيوي عام 1991 بفوزها على منتخب إيران بطل قارة آسيا. وصار "الخضر" أبطال نصف الكرة الأرضية. وقد عُرف عن كرمالي شخصيته القوية التي جعلته يقول إنه يتحمل مسؤولية نكسة زيغنشور في 1992 (دورة كأس إفريقيا بالسنغال) والخروج من الدور الأول من كأس إفريقيا. وقتها قاد المنتخب في ظروف صعبة لا سيما من الناحية الأمنية. كما يقول في حواره لـ "الهدّاف": "هناك من حاول أن يفرض علي لاعبين محسوبين على "الفيس" وهو ما رفضه بتاتاً. لقد أبعدت سنة 1989 سبعة نجوم من المولودية ولكني لعبت اللقب ولم أحرم منه إلا بلعبة الكواليس في آخر لقاء، بعد أن تم ترتيب مباراة ش.القبائل البطل وإ.عنابة، معنويا كنت أنا البطل". وقد تخلى كرمالي عن بلومي قبل كأس إفريقيا 1990 وهو ما شكل مفاجأة كبيرة. كل هذا حتى يفرض الانضباط، رغم أنه اعترف أن القرار كان صعبا جداً عليه بالنظر إلى قيمة بلومي وقتها.

"مسؤول مصري عرض عليّ مليار مقابل الفوز بلقاء عنابة فقلت له: "مستحيل حتى لو تهدونا الأهرامات"

آخر تجربة له على رأس "الخضر" كان وقتها قصيرا وعرفت محاولة المصريين إرشاءه حتى تتأهل مصر في مباراة عنابة إلى مونديال 2002.  وفي ذلك يقول في حوار لجريدة "الجزائر نيوز" : "كانت نتيجة المباراة تتوقف عليها أحلام 60 مليون مصري آنذاك من حيث التأهل لكأس العالم من عدمه. حينها زارني مسؤول رياضي مصري رفيع المستوى قبل المواجهة بيومين، وعرض عليّ مبلغا يفوق المليار سنتيم مقابل أن أسمح لمصر بالفوز في المقابلة. لكني رددت عليه بأن نجوم السماء أقرب له وأنهم لن يصعدوا للمونديال من الجزائر، حتى لو أهدونا الأهرامات. ولأنه استغرب موقفي رغم العرض المغري قال إنه يتحداني في ذلك، وأن فريقه سيفوز علينا فوق البساط أو بأي طريقة أخرى، وأنه سيلتقي بي بعد المباراة على أن نرى من سيضحك في الأخير". وأشار كرمالي إلى أن الهدف وقتها كان حرمان مصر من تنشيط كأس العالم ردا على ما فعلته مصر مع الجزائر سنة 1989 بفضل الحكم التونسي الذي يسميه "بن ماصر" (بن ناصر) في إشارة إلى تحيز الحكم التونسي في اللقاء الشهير.

توفي وهو متحسّر على أن الجزائر ليست قادرة على تنظيم كأس إفريقيا

في آخر تصريحات المرحوم عبد الحميد كرمالي لجريدة "الهدّاف" في ربيع 2011، قال إنه يتمنى أن تنظم الجزائر نهائيات كأس إفريقيا (تصريحاته جاءت بعد الأحداث التي عرفتها ليبيا واستحالة تنظيم "كان 2013" على أراضيها) مشيرا إلى أن الجزائر لا ينقصها شيء لتكون مسرحاً قارياً لمنافسة من هذا النوع. كما يتحسّر كرمالي دائما على أن الجزائر لا تملك حتى الآن مديرية فنية وطنية، وقال بعد رحيل سعدان : "كيف نتفطن بعد 3 سنوات أن سعدان "ماشي مليح". أنا أقولها مرة أخرى إن المنتخب الوطني بحاجة إلى مديرية فنية "فيها الصحاح"، 2 من الشرق، 2 من الغرب و2 من الوسط، تضم أسماء مثل خالف ومخلوفي. أتمنى أن تكون هناك "مديرية صحيحة". ويبدو أن كرمالي قد رحل وهو يتألم على وضع الكرة الجزائرية التي لم تتمكن من تحقيق تاج إفريقي ثان، ليبقى اللّقب الوحيد مدونا باسم المرحوم إلى إشعار آخر..

-------------------

ماجر :"وفاة كرمالي فقدان لمَعلم كبير للكرة الجزائرية"

بدا النجم الدولي الجزائري، رابح ماجر متأثرا جدا ونحن نتصل به ظهيرة أمس لنأخذ انطباعه حول وفاة شيخ المدربين، عبد الحميد كرمالي. وقال ماجر :"لقد فجعت بسماعي الخبر، وأنا أنزل من الطائرة هنا في دبي لدرجة لم أصدق فيها ما سمعت.. وفاة الشيخ كرمالي خسارة كبيرة لكرة القدم الجزائرية، وأيضا للشعب الجزائري، لأنه بقي دائما وفيا لبلده وسيبقى إلى الأبد في قلوبنا".

"كان لي شرف اللعب تحت إشرافه في كل فئات المنتخب و1990 لن تنسى"

وواصل ماجر حديثه إلينا بالقول : "لقد كانت لي علاقة طيبة مع المرحوم. لعبت تحت إشرافه في فئتي الأشبال والأواسط، كما نلت معه شرف التتويج بأول كأس إفريقيا للأمم سنة 1990. وهي كلها ذكريات لن تمحى من ذاكرتي ولا من ذاكرة كل الجزائريين. استغل الفرصة لأوجه تعازي القلبية لعائلة المرحوم وندعو الله لهم بالصبر والسلوان وأن يتغمد روحه واسع رحمته".

"يكفينا شرفا أنه المدرب الوحيد الذي جلب للجزائر كأس إفريقيا وحاز على الكأس الآفرو آسيوية"

ورغم حالة الحزن التي كانت تطبع رابح ماجر من خلال نبرة حديثه معنا، إلا أنه ركز من خلال حديثه على انجازات الرجل التي سيبقى يشهد عليها التاريخ الكروي للكرة الجزائرية، وذلك بقوله : "يكفينا شرفا أنه أول مدرب جلب الفرحة للشعب الجزائري بتتويج كأس أفريقيا 1990 في دورة الجزائر  ونيله أيضا الكأس الآفرو أسيوية، بل إنه المدرب الجزائري الوحيد الذي حاز عليهما".

سعيد. ج

سرار: "الجزائر فقدت هرما كبيرا برحيل كرمالي"

"أتقدم بتعازي الخالصة إلى عائلة المرحوم، واعتبر أن الجزائر فقدت هرماً من أهرام الكرة الجزائرية، حيث منح اللقب الوحيد للجزائر التي توجت بكأس إفريقيا معه سنة 1990، كما أنه كان لاعبا كبيرا لبى نداء الوطن خلال ثورة التحرير، وكان جزءا من فريق جبهة التحرير الوطني FLN، فاز خلالها على منتخبات أوروبية كبيرة، أتذكر أننا كنّا في فترة تحضيرات في إيطاليا، حيث زارته فتاة قالت إنها ابنته ولم تره منذ 30 سنة، لقد عشنا لحظات خاصة جداً معه".

فرڤاني: "قراراته كانت بديهية وكان يجيد تسيير النّجوم"

تأثر علي فرڤاني كثيراً عندما بلغه خبر وفاة عبد الحميد كرمالي الذي كان أحد مساعديه في نهائيات كأس إفريقيا 1990 التي عرفت تتويج الجزائر باللّقب الإفريقي الوحيد، حيث قال: "لقد فقدنا أباً، أخا ومدربا كبيراً وكذلك رجلا وطنياً، كما أنني أتذكر وأنا أكلمكم التكريم الأخير الذي خصته به الهدّاف في حفل الكرة الذهبية الأخير".

"قوي في غرف حفظ الملابس ويعرف كيف يتعامل مع النجوم"

ويقول فرڤاني عن تعيينه مساعداً لكرمالي: "لم نلتق من قبل، لكن بوساطة من رئيس الاتحادية وقتها عمر كزال الذي جاءني منه الاقتراح ولجت الطاقم الفني وقبلت بسرعة كبيرة متحفزاً برغبة شديدة في النجاح وكذلك بمنافسة كأس إفريقيا للأمم في الجزائر، وفي النهاية الأمور سارت بشكل مميز". ويضيف فرڤاني أن كرمالي شخص يقدس العمل، إنساني ويعرف كيف يحفز اللاعبين بأسلوبه الخاص، ثم يواصل: "نقطة قوته تسيير الأمور في غرف حفظ الملابس، يعرف كيف يتعامل مع نجوم الفريق"، كما قال محدثنا أنه أعجب بطريقته في العمل وترجمها في تجربته هو الآخر في التدريب.

"قراره تحويل منصب عماني وإشراك بن عبد الرحمان أمام نيجيريا ضربتا معلم"

وأضاف فرڤاني: "قراراته كانت موفقة، لقد كان يتخذ قرارات سرعان ما يظهر أنها حكيمة بعد انتهاء المباريات"، ليواصل: "لقد حوّل عماني إلى الاسترجاع وبعد الإصابة الخطيرة التي تعرض إليها أدغيغ طلب مني إن كنت أرى أن هناك مدافعاً يمكن أن يعوضه وقد نصحته بمسعود بن عبد الرحمان، الذي كان لاعب أواسط يلعب لأول مرة في أكابر شبيبة القبائل، وقد شاهده في التدريبات وأعجب به كثيرا إلى درجة أنه شكره في النهائي أمام نيجيريا. لقد كانت ضربة معلم". وعن آخر لقاء له به يقول فرڤاني أن ذلك كان في حفل تكريم نصير عجيسة حيث قال وقتها إنه كان متعبا ولكنه لم يكن مريضاً، قبل أن يضيف: "كنت أنوي زيارته ولكن القدر سبقني، الله يرحمه وتعازينا الخالصة لعائلته".

-------------------

عمارة سعيد: "رحيل كرمالي خسارة لكرة القدم الجزائرية"

"وفاة أخي عبد الحميد كرمالي خسارة كبيرة لكرة القدم الجزائرية، لأنه منذ سنوات الخمسينيات وهو يساعد منتخب بلاده، كما أنه أحد أهرام منتخب FLN  ومن الصدف أن وفاته كانت في نفس يوم تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، أينما ذهب كرمالي ترك بصماته"، قبل أن يضيف: "اعتبر مجددا رحيله خسارة كبرى للكرة الجزائرية، لأنه مجاهد حقيقي، وسيترك رحيله فراغاً كبيرا في الساحة الرياضية وعلى مستوى جمعية اللاعبين السابقين لجبهة التحرير، كنا نستغل أي فرصة لأجل تكريمه وأستغل هذه المناسبة الحزينة لأقدم تعازي القلبية لعائلته".

كرمالي أكثر المدربين إشرافا على الوفاق تاريخيا

تلقت الأسرة الرياضية الجزائرية عموما والسطايفية خصوصا نبأ حزينا ظهر أمس، بانتقال المغفور له – بإذن الله- شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي إلى الرفيق الأعلى عن عمر يناهز 82 سنة، بعد معاناته من المرض خلال الفترة الأخيرة، وبهذه المناسبة يعزي أعضاء المكتب الجهوي ليومية "الهدّاف" عائلة الفقيد، راجين من المولى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنانه.

ويبقى الأكيد أن علاقة المدرب الراحل كرمالي مع الوفاق تاريخية وعميقة، إذ يعد الفقيد أكثر المدربين إشرافا على الوفاق في مختلف الأجيال منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن ألقابه مع النادي تنحصر في كأس الجمهور 1967، التي كان وراء تمريرة هدف كوسيم أمام سكيكدة في النهائي، ويعد المرحوم – بإذن الله- مهندس التشكيلة التي حازت على كأس الأندية البطلة مع الراحل لعريبي، وصانع أفراح الجزائريين بكأس إفريقيا للأمم الوحيدة في 1990.

الأسرة الإدارية والفنية تنقلت أمس إلى مقر سكناه لأداء الواجب

وانتشر نبأ وفاة الشيخ عبد الحميد كرمالي بسرعة البرق، وبمجرد علم أسرة الوفاق بالأمر تنقل أعضاء المكتب الإداري والطاقم الفني وكذا اللاعبين إلى مقر سكن الفقيد، إضافة إلى أعضاء الطواقم الشبانية الذين أشرف الراحل على تدريبهم خلال مشواره الطويل، في صورة بولحجيلات، زرڤان على سبيل المثال، ولاعبين من مختلف أجيال الوفاق.

حضر احتفالات "دوبلي" 2012 وغادر في ذكرى تأسيس فريق "الأفالان"

وبالعودة إلى الخلف قليلا، فقد حضر الراحل احتفالات الوفاق بـ "الدوبلي" تحت إشراف السلطات المحلية في ماي 2012، كما أنه من الصدفة أن تاريخ وفاته، جاء في نفس اليوم الذي تأسس فيه فريق جبهة التحرير الوطني في 13 أفريل 1958، والذي التحق به الراحل لاعبا بعد هروبه من نادي ليون عبر سويسرا بعد مشوار احترافي كبير في فرنسا.

--------------------

"الشبكة يا كرمالي" كانت تدّوي 5 جويلية في 1999...

الفقيد كرمالي ترك بصماته في المولودية والكأس هدية إلى روحه 

تلقت كل أسرة مولودية الجزائر زوال أمس ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي في مسقط رأسه بسطيف عن عمر ناهز 82 سنة بعد صراع مع المرض، حيث يتقدم الجميع في "العميد" من أنصار، مسيرين، لاعبين ومدربين بتعازيهم القلبية إلى عائلة الفقيد داعين الله العلي القدير للفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان، فلا يختلف اثنان في "العميد" في أن الفقيد ترك بصماته في الفريق العاصمي وكان –رحمه الله- يحظى بمحبة خالصة واحترام شديد من كل جمهور المولودية ومن اللاعبين الذين تعاقبوا على العمل مع الفقيد ويرى الكل في "العميد" أن التتويج بالكأس  أبسط هدية تقدم إلى روح الفقيد.

تجربته الأولى في 1984 لم تكن موفقة كثيرا

وكانت التجربة الأولى للفقيد في "عميد" الأندية الجزائرية سنة 1984 لكنها لم تكن ناجحة كثيرا عندما توقفت مسيرة الفريق في كأس إفريقيا للأندية البطلة أمام الأهلي المصري في الدور ربع النهائي بعد الفوز بهدف واحد في الذهاب بملعب 5 جويلية والخسارة في القاهرة في الإياب بـ (3/1)، كما أن مشوار المولودية لم يكن كبيرا في البطولة موسم (1983/1984).

في 1989 أحدث ثورة في الفريق وكاد يتوج باللقب

عودة المرحوم إلى تدريب المولودية العاصمية كانت موسم (1988/1989) وترك بصمته من خلال قرارات حاسمة وتاريخية إتخذها مباشرة بعد توليه المهمة عندما أبعد من التعداد سبعة لاعبين كانوا يعتبرون نجوما في المولودية واعتمد على سياسة التشبيب، حيث أحدث كرمالي ثورة وجلب عناصر كانت مغمورة على غرار بلهوشات لكن الشيخ  قاد المولودية إلى موسم كبير أنهته في المركز الثاني وكانت التشكيلة قريبة من الظفر بلقب البطولة لولا أن شبيبة القبائل فازت في آخر جولة في عنابة أمام الإتحاد المحلي في مواجهة أثارت الكثير من الشكوك.

جلب اللقب في 1999 وكان يملك مكانة خاصة في قلوب "الشناوة"

إذا كان لقب البطولة قد ضاع بحسرة من يدي الفقيد في 1989، فإن الأمر لم يكن كذلك موسم (1998/1999) عندما قاد كرمالي وبسكري المولودية إلى تتويج كبير وفجّر احتفالات عارمة عند "الشناوة" في ملعب زبانة في نهائي مثير جدا أمام القبائل، كما أن كرمالي كان له مكانة خاصة في قلوب أنصار المولودية الذين كانوا يهتفون كثيرا باسمه وأهازيج "الشبكة يا كرمالي" كثيرا من دوّت مدرجات 5 جويلية.

كل اللاعبين يعترفون بفضله ومناد توج معه بكأس إفريقيا 1990

الكثير من لاعبي المولودية يعترفون إلى اليوم بفضل الشيخ على مشوارهم واستفادتهم من نصائحه على غرار لعزيزي، دوب فضيل، بن علي، صايفي، رحموني والبقية، كما أن مدرب "العميد" الحالي مناد يعترف بفضل كرمالي عليه ومساهمته الفعّالة في نيل كأس إفريقيا للأمم 1990 وتتويجه الشخصي بلقب هداف الدورة التي احتضنتها الجزائر.  

---------------------

دوب: "بفضله أديت موسما كبيرا في 1999"

"الشيخ كرمالي كان يمثل لنا في المولودية في موسم التتويج باللقب في 1999 بمثابة الأب وليس المدرب فقط، وأنا شخصيا تمكنت من أداء موسم كبير بفضل كرمالي. فأنا لم أصدق بسهولة خبر وفاته إلى حد أنني اعتقدت أنها سمكة أفريل قبل أن أتأكد من أن الخبر حقيقة وكم أنا متأثر لأن الشيخ ساهم بقسط وافر في بروزي في العميد. تصوّرا أنه لم يكن أبدا يشكرني ويمدحني رغم أنني كنت أؤدي مباريات كبيرة، فقد كان يكتفي بالقول لي أنت في الطريق الصحيح واصل العمل قبل أن أكتشف بأنه كان يتعمد قول هذا الكلام حتى لا يصيبني الغرور. ربّي يرحمو ويوسع عليه... إنا لله وإنا إليه راجعون".

   صايفي: "لا أنسى أبدا ما قاله لي قبل مواجهة الإتحاد في 1999"

"أحتفظ بذكريات جميلة مع الشيخ كرمالي –رحمه الله- ولقد عملت معه في الفريق الوطني وفي المولودية وتبقى أجمل ذكرى هي التتويج بلقب البطولة سنة 1999، وهو اللقب الذي ساهم فيه كرمالي بنسبة كبيرة جدا، فقد استفدت منه كثيرا وكان يحب عمله ولا يبخل علينا بنصائحه ولا أنسى أبدا ما قاله لي قبل مواجهة إتحاد العاصمة في 1999. فبعدما بقي يكرّر لنا: يا لولاد كونو رجال، التف إليّ وقال لي: أنت راك وليد الفوارة، فقد كان يعرف يبعث فينا العزيمة والرغبة في الفوز... رحمه الله ويسكنه فسيح جناته والصبر إلى عائلته".

لعزيزي: "الشيخ هو من رقّاني إلى الأكابر وساعدني كثيرا"

"لا يمكنكم تصور تأثري الشديد بعدما بلغني خبر وفاة الشيخ كرمالي الذي أكن له احتراما كبيرا، فهو رمز في كرة القدم الجزائرية ويكفي التذكير بأنه المدرب الجزائري الوحيد الذي قاد المنتخب الوطني  في 1990 إلى التتويج بكأس إفريقيا للأمم الوحيدة في تاريخ الجزائر، كما أظن أنه توج بكل الألقاب. وبصراحة الجزائر فقدت شخصية كبيرة، فقد سبق لي أن عملت تحت إشرافه في المنتخب وفي المولودية في مناسبتين ولا يمكنني أن أتجاهل مساعداته الكثيرة لي، فأنا لن أنسى ما حييت فضله عليّ لأنه هو من رقّاني إلى الأكابر وكان –رحمه الله- يشجع كثيرا الشبان ولا يحبذ سياسة النجوم، حيث يعود له الفضل في بروزي رفقة عناصر شابة أخرى على غرار علوش وزيتوني فأتت النتائج بدليل أننا أنهينا الموسم في المرتبة الثانية بفارق نقطة واحدة عن شبيبة القبائل".

بن علي: "لم يكن يفرّق أبدا بين اللاعبين وفي الكوتشينغ كان عبقريا"

"الشيخ عبد الحميد كرمالي يعد رمزا ويكفي أنه كان عنصرا في فريق جبهة التحرير الوطني ودرب المنتخب الوطني وعدة فرق، فقد كنت محظوظا بالعمل معه في مولودية الجزائر وتوجت معه بلقب البطولة في 1999 التي كانت أجمل ذكرى في مشواري. فأنا متأثر لرحيله ومن الصعب أن تفارق مدربا محنكا، كما أنه كان مثالا حيا للمربي وليس المدرب فقط. لم يكن أبدا يفرّق بين اللاعبين، كما أنه في الكوتشينغ كان عبقريا وتغييراته في الأشواط الثانية كانت دوما فعالة جدا وصدقني أنني استفدت منه كثيرا في ميدان التدريب".

بسكري: "الجزائر

كلمات دلالية : المنتخب الوطني

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال