في تكرار لسيناريو تصفيات مونديال 2010، عندما تأهل "الخضر" إلى الموعد العالمي عبر بوابة "الفراعنة" بعد غياب 24 عاما وفي لقاء فاصل لعب بـ أم درمان في السودان على إثر تعادل المنتخبين في كل شيء في مجموعتهما، لكن إلتقاء المنتخبين من جديد في تصفيات مونديال البرازيل لن يخدم المنتخب الوطني كثيرا، حتى إن كانت الكرة المصرية تمر بمرحلة إنتقالية بعدما غاب منتخبها عن آخر كأسين إفريقيتين، وذلك لأن العديد من المعطيات قد تتغير فور وقوع هذا المنتخب في مواجهة "الخضر".
تجند كبير حتى تقام المباراة في القاهرة أمام 100 ألف مناصر
وأول الأمور التي بدأ المصريون في التفكير فيها هي استضافة المواجهة الفاصلة على ملعب "القاهرة الدولي"، في وقت يعلم فيه الجميع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث يحاول الجميع في مصر التجند حتى يتحقق حلم الوصول إلى مونديال البرازيل، وبالتالي فمن الضروري استضافة المواجهة الفاصلة بالبلاد وبالضبط على ملعب "القاهرة" إلى جانب حضور 100 ألف مناصر، وكلها معطيات لن تخدم المنتخب الذي ستضعه القرعة أمام زملاء محمد أبو تريكة، ويعاني المنتخب الوطني بالذات من عقدة على هذا الملعب بعد خسارته مباراتين حاسمتين عليه منذ بداية الألفية الجديدة، الأولى سنة 2001 بنتيجة (5-2) والثانية في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا عندما كاد أن يضيع الحلم بخسارة أشبال سعدان (2-0).
منطقيا، مصر لن تلعب خارج ديارها لو وقعت مع الجزائر
يتبادر إلى الذهن منذ الوهلة الأولى، استحالة استضافة مصر للمواجهة الفاصلة على أراضيها، في ظل الرفض السابق للسلطات هناك تنظيم أي مباراة مثلما حصل في لقاء غينيا الأخير، وبالتالي فإن إتحادية كرة القدم المصرية فكرت بجدية في موضوع إجرائها خارج الديار، لكن منطقيا، لن يكون هذا هو خيار المسؤولين المصريين في حال الوقوع مع الجزائر، لأن استضافة اللقاء الفاصل بـ السودان أو المغرب (ليبيا وتونس خارج الحسابات) سيكون في صالح "الخضر" بالتأكيد، وبالتالي فإن الجميع سيتجند لإقامة تلك المباراة في القاهرة أو داخل مصر على الأقل بالنظر إلى خصوصياتها، وهذا ما يصعب مأمورية المنتخب الوطني الذي سيجد ظروفا قد تكون كارثية قبل ملاقاته "الفراعنة".
حتى مستوى المنتخب المصري تطور كثيرا في الآونة الأخيرة
وبالإضافة إلى الظروف الصعبة التي قد تجرى فيها المواجهة الفاصلة إذا استضافتها مصر، فإن المنتخب الوطني لن يواجه منتخبا متواضعا في حال أوقعته القرعة مع "الفراعنة"، بل إنه سيجد منتخبا يملك أفضل حصيلة بين جميع المنتخبات في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال البرازيل، وكان بالإمكان أن يكون المنتخب المصري ضمن منتخبات التصنيف الأول، لولا تأثره بنتائجه السابقة والغياب عن كأس أمم إفريقيا الأخيرة، إلا أن نتائجه في التصفيات الحالية تتكلم عنه هذه المرة وهو الذي تغير كثيرا منذ قدوم المدرب الأمريكي بوب برادلي كما تدعم بنجوم شبان مثل محمد صلاح، محمد النني وأحمد حجازي، ولن تكون مواجهته سهلة سواء للظروف المحيطة بالمباراة أو لأسباب فنية.
تخوفات حليلوزيتش منطقية وبوركينافاسو الخيار الأمثل!
من جانب آخر، سبق للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أن أبدى مخاوفه من الوقوع أمام مصر أو الكاميرون لأسباب قال عنها أنها "غير رياضية"، وتبدو مخاوف التقني البوسني مفهومة إلى حد بعيد إذا ما نظرنا إلى الظروف التي ستحيط بمباراة المنتخب المصري مثلا، حيث يتمنى الناخب الوطني أن تضعه القرعة في مواجهة عادية دون أي خلفيات وقد يكون أفضل خيار بالوقوع مع بوركينافاسو، وهو المنتخب الذي يعرفه حليلوزيتش جيدا بعد ملاقاته وديا قبل عدة أشهر، ويأتي في المقام الثاني منتخبي إثيوبيا والسنغال، لأن مواجهتهما قد تكون أصعب من مواجهة بوركينافاسو لأسباب كثيرة، ولو أن ما يهم حليلوزيتش تفادي الكاميرون ومصر وهو ما سيتعرف عليه اليوم.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني