بعد ستة أشهر بنادي مرسيليا غادرت الفريق، ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلتك تغادر في وقت مبكر؟
بكل بساطة لأني كنت أريد اللعب منذ مدة وأنا أفتقد إلى وقت للعب مع نادي مرسيليا، وهذا هو السبب الحقيقي، أنا لاعب كرة قدم وأريد أن أكون في الميدان للاستمتاع باللعبة.
ألا تعتقد أن مرورك بوضعية صعبة مع المنتخب كونك لاعب احتياطي في مرسيليا دفعك إلى مغادرة هذا الفريق؟
أكيد، مستقبلي مع المنتخب الوطني كان له وزن ثقيل في قرار مغادرتي، مثلما سبق وأن قلت منذ بضعة أيام أريد العودة بقوة لاسترجاع مكانتي، ولهذا السبب أنا اليوم في نادي ران.
على ذكر نادي ران، مدربك السابق مونتانيي أصر على استقدامك، ما تعليقك؟
أرى أني محظوظ بمعرفتي للمدرب فيليب مونتانيي ومساعده ميشال تروان، واللذين عملت تحت إشرافهما منذ سنوات في فالونسيان، لقد أمضيت أوقاتا جميلة معهما وكانت الأمور تسير دائما على أحسن ما يرام معهما لمدة سنتين، لذلك لم أتردد في تقديم موافقتي على العرض الذي قدمه لي نادي ران الفرنسي.
ألم يكن صعبا عليك مغادرة فريق القلب خاصة أنك ابن مدينة مارتيغ؟
من المؤكد أنه كان صعبا علي كثيرا مغادرة هذا النادي، مرسيليا تبقى دائما فريق القلب بالنسبة لي وحمل قميصه كان يمثل حلما، لكن أظن أن روح المنافسة والرغبة الملحة في اللعب التي أملكها هي التي فازت، بالنسبة لوضعيتي لم يكن هناك مكان للمشاعر في القرار الذي كان يجب أن أتخذه، فالمنتخب الوطني يأتي في المرتبة الأولى.
هل يمكن القول أنك لم تندم على مغادرة فريق اسمه أولمبيك مرسيليا؟
لا أبدا، مثلما تعلمون كنت قادرا على البقاء في مرسيليا وأكتفي ببعض المواجهات من هنا وهناك، لكني لاعب تنافسي وأريد دائما أن ألعب، ولدي طموحات ومشاريع أرغب في تحقيقها على المستوى الشخصي، منها المكانة التي أريد أن أسترجعها مع المنتخب الوطني، رغم أني أبلغ من العمر 29 سنة، إلا أني أعلم أنه مازالت أمامي فرصة للتطور… أريد القول أني على قيد الحياة دائما.
هل بإمكاننا العودة بالتفصيل إلى الاتصالات مع نادي "راين" قبيل التحاقك بهذا الفريق؟
دخلت في اتصالات مع المدرب "فيليب مونتاينيي" منذ فترة وبالضبط منذ شهر، وتطرقت معه ومع مساعده "ميشال تروان" إلى إمكانية الالتحاق بصفوف "راين" على سبيل الإعارة، وبسرعة البرق توصلنا إلى اتفاق وبعدها فسحنا المجال لمسؤولي الفريقين للتفاوض على الصفقة، والاتصالات تكثّفت ما إن عدت من تربص "الخضر" التحضيري للقاء غينيا الودّي، ومع اقتراب نهاية فترة الانتقالات توصل الطرفان إلى اتفاق نهائي يقضي بالتحاقي بنادي "راين".
وصلت إلى "رين" صبيحة يوم الجمعة، لكنك لم توقّع العقد إلا في اليوم الموالي، فما السبب؟
نعم، لم أوقّع على العقد سوى يوم السبت، وبالضبط قبيل مباراة "راين" أمام "ليل"، والسبب يعود إلى أننا تطرقنا لبعض التفاصيل المهمة، وبعدها كان الموعد مع توقيع العقد يوم السبت، وأنا سعيد لالتحاقي بفريق عريق بحجم "راين".
شاركت في الحصة التدريبية التي أجراها الفريق صبيحة اليوم (الحوار أجري أمس)، فكيف سارت الأمور؟
كل شيء سار على أحسن ما يرام، فالجميع رحّب بي وتمنى لي حظا موفقا، ومن جهتي أنا عازم على أن أفعل المستحيل من أجل تشريف عقدي على الميدان.
الأمور كانت سهلة لك، ربما لأنك تعرف المدرب "مونتانيي" جيدا وأكيد أن هذا يساعدك، أليس كذلك؟
نعم، يضم "راين"مجموعة جيّدة، كما تسودها أجواء رائعة، وفضلا عن وجود المدرب "مونتانيي"، فإن النادي يضمّ لاعبين أعرفهم من قبل خلال مواجهتي لهم في "الليغ 1"، لذلك لا أعتقد أني سأواجه أي مشكلة بخصوص الاندماج في المجموعة.
ندرك جيدا أنك غادرت مرسيليا كي تستعيد مكانتك في المنتخب الوطني، فهل نصحك البوسني حليلوزيتش بالالتحاق بهذا النادي بحكم أنه سبق له أن دربه؟
في الحقيقة لم ألتق المدرب حليلوزيتش منذ آخر تربّص لنا في الجزائر، لذلك لم أتطرق معه لهذا الأمر، وبخصوص "راين" أدرك أنه فريق عريق وكبير في فرنسا، ومعه سوف أتألق وسأقوم بواجبي وسأستعيد مستواي أيضا.
بالنسبة للبعض حلف التعادل أمام غينيا آثارا سلبية، فهل ترى أن المنتخب سيستعيد توازنه وسيقتطع تأشيرة التأهل إلى "مونديال" 2014؟
بالتأكيد، نمتلك مجموعة قوية ومنتخبا قويا ولاعبين رائعين، وعلينا ألا نضخّم الأمور، علينا انتظار قرعة الدور الفاصل، وعلى الزملاء أن يواصلوا العمل بجدية خلال التربص التحضيري للقاء مالي، من أجل تحقيق هدف الوصول إلى "المونديال".
تشعر أنك معني بالأمر بل ونفهم من كلامك أنك غير غاضب من وضع الناخب الوطني حليلوزيتش اسمك خارج اهتماماته؟
لماذا أغضب؟ الناخب الوطني كان صريحا في كلامه منذ البداية، سواء من حيث المعايير التي يسير عليها أو مبادئه في العمل، فهو دائما كان منضبطا في خياراته مع الجميع من اليوم الذي باشر فيه العمل مع المنتخب، كما كان دائما يقول إنه يحتاج لاعبين يتمتعون بالمنافسة مع أنديتهم للاستفادة من خدماتهم في المنتخب، وهذا ما وجدته دوما معه بل وأوافقه الرأي وأرى أن كلامه منطقي.
دون حقد على قراراته؟
لا أبدا وليس لهذه الدرجة بالطبع، حاليا وضعيتي واضحة جدا، فلم ألعب منذ وقت طويل، وأمر طبيعي أن أجد نفسي اليوم خارج خياراته، وفوق هذا هناك ناخب وطني ولديه خياراته ويملك قرارات وليس من حقي الاحتجاج أو التعليق عليها، وما يتخذه من إجراءات.. بالنسبة لي أقول إن علي اليوم أن أستغل الظروف لأكسب المنافسة وأسترجع لياقتي ومستواي الحقيقي، والعودة بقوة بعد ذلك إلى المنتخب الوطني.
بعيدا عن رغبتك الشديدة في العودة إلى المنتخب، فما هو السبب الثاني الذي دفعك للانتقال للعب لنادي "ران"؟
الطموحات الكبيرة طبعا للطاقم الفني لنادي "ران"، معنى هذا أن المدرب الرئيس ومساعده سهلا لي الأمور كثيرا للالتحاق بالفريق ناهيك عن أن الطاقم الفني يعرف جيدا قدراتي ويدرك جيدا ما يمكنني فعله، لهذا فإن طموحاته كانت تشبه كثيرا ما أصبو لتحقيقه، وأهم شيء أن الطاقم الفني لنادي "ران" حاليا أثبت قدراته وإمكاناته الكبيرة، سواء لما كان في نادي "فالونيسيان" أو حينما درب نادي "ريال سوسيداد"، وفلسفته في العمل تناسبني وتوافق طموحاتي لهذا انتقلت.
فضلا عن نادي "أولمبياكوس"، فهل هناك أندية طلبت خدماتك في مرحلة التحويلات الصيفية؟
طبعا، هناك عدة أندية فرنسية طلبت خدماتي ولكن اعذروني فلا أريد الكشف عن هويها ولا ذكر أسمائها، فضلا عن هذا فإنه لا جدوى من ذلك الآن، لأنني قمت بخياري النهائي وأنا اليوم في نادي "ران"، وأتمنى التوفيق وتقديم موسم كبير.
وما هو هدفك مع نادي "ران"؟
أولا فرض نفسي في الفريق لأكسب المزيد من الوقت والمنافسة، والقيام بعد الجولة العاشرة بتقييم ما قدمته ووقتها سأسطر الهدف الحقيقي والشخصي الذي أصبو إلى تحقيقه وأيضا هدفي مع فريقي.
الجزائر تملك حاليا لاعبين بارزين ومع أندية عريقة مثل تايدار وبلفوضيل في نادي "أنتير ميلان" الإيطالي، سليماني في "سبورتينڤ لشبونة"، غيلاس مع "بورتو"، فغولي "فالانس"، فما الذي ينقص المنتخب الوطني لكسب تأشيرة التأهل إلى "المونديال"؟
بكل صراحة نحن نملك كل ظروف النجاح، منتخب جيد ومجموعة قوية، تأطير عالي المستوى ولا ينقص سوى اجتهاد كبير منا نحن اللاعبين من أجل المحافظة على المنافسة والتألق مع أنديتنا، مع طموح وعمل كبيرين لرفع التحدي في الجبهات التي تنتظرنا، وفي نظري هذا هو الخط الأبرز الذي يجب أن نسير عليه نحن اللاعبين، العمل، المحافظة على المنافسة وتسطير أهداف مستقبلية للمنتخب.
شكرا فؤاد على هذا الحوار
لا شكر على واجب، وإلى اللقاء إن شاء الله في القريب العاجل، وأقول لكم مرحبا بكم في أي وقت.
كلمات دلالية :
قادير: