وذلك في مقابلة عبر تقنية الاتصال المرئي اليوم مع "جيمس وورال"، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "ليدرز"، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لصناعة الرياضة "ليدرز ويك ديركت" التي تقام عبر الإنترنت بسبب تطورات الأزمة الراهنة.
واستعرض الذوادي خلال المقابلة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها اللجنة العليا لحماية عمال مشاريع المونديال، مشيراً إلى أن العالم يواجه الآن أزمة غير مسبوقة، وقال: " انصبّ تركيزنا منذ البداية على حماية صحة وسلامة عمالنا، حيث تعاوننا مع وزارة الصحة العامة لبقاء العمال الذين يعانون من أمراض مزمنة ومن هم فوق سن 55 عاماً في أماكن إقامة خاصة لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس، وإعفائهم مؤقتاً من التوجّه إلى مواقع العمل، مع استمرار صرف رواتب هؤلاء العمال بصورة اعتيادية طوال فترة بقائهم في الحجر الصحي، أو أثناء تلقيهم الرعاية الصحية."
وأضاف الذوادي: " إلى جانب ذلك؛ نعقد جلسات للتوعية في مواقع العمل وأماكن الإقامة بهدف نشر الوعي لدى العمال حول أفضل الممارسات للوقاية من الفيروس، كما نحرص على تعقيم مواقع العمل وأماكن إقامة العمال، وغيرها من الإجراءات الرامية للحد من انتشار الفيروس."
وفي رده على سؤال حول مدى تأثّر العمل في مشاريع بطولة قطر 2022 بالتطورات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، والإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من انتشاره؛ قال الذوادي: " نواصل العمل بوتيرة أقل من المعتاد، ولكننا في وضعية جيدة من حيث نسبة الإنجاز في مشاريع البطولة، فقد اكتمل العمل في أكثر من 80% من استادات المونديال قبل أكثر من عامين ونصف على بدء منافسات البطولة. ولا يزال لدينا متسعاً من الوقت فيما يتعلق بتقدّم العمل في مشاريعنا."
وأوضح الذوادي أن أحد أبرز تحديات مونديال قطر 2022 تتمثل الآن في أن يصبح حضور البطولة متاحاً من الناحية الاقتصادية أمام كل من يرغب في أن يشهد منافساتها، وقال: " من الصعب على الجميع الآن تقديم تصوّر واضح عما سيبدو عليه عالم ما بعد أزمة كورونا. فهذه هي المرة الأولى التي تتوقّف فيها كافة الأنشطة الاقتصادية، الأمر الذي ترك تداعيات هائلة على الأعمال التجارية، والوظائف، وحياة الناس بوجه عام. ينبغي علينا أن نراعي القدرة الاقتصادية للمشجعين على السفر وحضور منافسات كأس العالم. ونواصل الآن مناقشة ذلك مع الخبراء، ومع بلدان أخرى مستضيفة لأحداث رياضية كبرى، مثل أولمبياد طوكيو 2020، بهدف وضع الخطط والسيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذا الأمر."
واستطرد الذوادي: " أكدنا منذ البداية أن حضور منافسات بطولة قطر 2022 ستكون تجربة ميسورة التكلفة. وقد برهنّا على ذلك أثناء استضافتنا بطولة كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™ من خلال العمل عن كثب مع الأندية، وروابط المشجعين، والخطوط الجوية القطرية. ولا يوجد حالياً إطار واضح لعالم ما بعد كوفيد – 19؛ لكن بإمكاننا التمعّن ودراسة التوقعات، ومحاولة فهم كيفية التعافي من الأزمة، وما ستبدو عليه الأمور لاحقاً. لكننا نتطلع إلى تنظيم بطولة في متناول المشجعين، وتمتاز بالفعالية فيما يتصل بقطاعات الصناعة وسلاسل الإمداد."
وتابع الذوادي أن بطولة قطر ٢٠٢٢ بإمكانها توحيد شعوب العالم حولها بعد التغلب على جائحة كورونا، وأضاف: " قد يبدو ذلك مثالياً بعض الشيء؛ لكن أزمة كورونا أكدت أننا اجتماعيون بالفطرة. لقد كان للأزمة أثرها على صحتنا النفسية، وما صاحبها من حالة عدم اليقين، والتباعد الاجتماعي، وعدم قدرتنا على الاختلاط مع بعضنا البعض، فالجميع صار يفتقد التفاعل الإنساني. ولطالما تمنيت أن تجمع بطولة كأس العالم الشعوب حولها، ولعلها المشيئة الإلهية أن نجتمع سوياً عقب انتهاء الوباء، فنحن بالفعل نحتاج إلى التغلب على هذه الأزمة، والاحتفال بكرة القدم خلال بطولة قطر ٢٠٢٢".
وتطرّق الذوادي إلى الحصار المفروض على دولة قطر منذ قرابة ثلاث سنوات، وقال إن الوضع السياسي قد ساعد في تعزيز روح الصمود في البلاد، معرباً عن أمله في أن تهدأ الأزمة حتى يتسنى للشعوب حضور منافسات البطولة، وقال: "ربّ ضارة نافعة. لقد دفعنا الحصار للاعتماد على أنفسنا وأن ننظر للأمور على نحو أعمق؛ بل إنه جعلنا نستعد بشكل أفضل لجائحة كوفيد -19. فدولة قطر تحتل الآن المرتبة الثالثة عشر عالمياً، والأولى في المنطقة على صعيد الأمن الغذائي. ومع ظهور الوباء، بدأت المصانع القطرية في إنتاج 8 ملايين قناعاً طبياً و 2000 جهاز تنفس صناعي أسبوعياً، للاستخدامات المحلية والمعونات الدولية."
وقال الأمين العام للجنة العليا: "نحظى بدعم كافة شعوب المنطقة، ومن بينها على نحو ملحوظ شعوب دول الحصار. الناس متحمسون للبطولة. وقد استضفنا بطولة كأس الخليج العربي 24 العام الماضي بمشاركة منتخبات دول الحصار، وشهد أكثر من 2000 مشجع بحريني فوز منتخب بلادهم باللقب لأول مرة في تاريخه".
واختتم الذوادي: "أتمنى أن تلغي دول الحصار القيود المفروضة على السفر، فدولة قطر من جانبها لم تفرض أية قيود، وذلك حتى تتمكن شعوب المنطقة من حضور منافسات البطولة، وهي بالطبع فرصة فريدة قد لا تتكرر. أشعر بالتفاؤل أنه مع حلول عام 2022 سنكون قد تغلّبنا على تلك الجائحة، وأن مجتمعاتنا ستكون أكثر صموداً، وستتاح لنا الفرصة جميعاً للاحتفال في مهرجان كروي عالمي على أرض قطر في النسخة الأولى من المونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي".
كلمات دلالية :
مونديال قطر 2022.