يقول أستاذ علوم الأمراض الوبائية، والمعدية بجامعة موناش في ملبورن، ألين تشينج: ”إننا عادة ما نفكر في التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، مثل نزلات البرد الشائعة، كأنها شيء مزعج خفيف يمر خلال أيام قليلة، لكن فيروس كورونا أثبت أنه مختلف تماما، فمن بين المصابين، تم الإبلاغ عن حالات وفاة بنسبة 2% ولكن الوفيات الحقيقية غير معروفة“.
وبشكل عام، فإن هناك 4 آثار لفيروس ”كورونا“، يمكن أن تسبب لك مرضا شديدا في جسمك، وبعضها يمكن أن يحدث في نفس الوقت.
أولا: الضرر الفيروسي
بالنسبة لفيروس ”كورونا“، فإن الضرر الفيروسي المباشر هو الطريقة الأكثر شيوعا التي يسبب بها الإصابة بالأمراض.
فقد وجدت الدراسات المبكرة أن فيروس ”كورونا“ يرتبط بمستقبلات معينة موجودة في أنسجة الرئة، وهي الآلية التي تسمح للفيروس بدخول الخلية.
بعد ذلك تقوم الفيروسات بعمل نسخ أكثر من نفسها، وينتج الضرر عن أي من الفيروسات التي تمسك بالخلية بالكامل وتتسبب في موتها، أو موت الخلايا المناعية التي تتعرف على العدوى الفيروسية وتشن دفاعا.
فإذا ماتت أعداد كبيرة من الخلايا، فلن يتمكن العضو المصاب في الجسم من العمل بفعالية.
وأظهرت الدراسات التي أجراها المرضى الذين لقوا مصرعهم بسبب فيروس ”كورونا“، أن الفيروس تسبب في أضرار ليس فقط في الرئتين، وإنما أيضا للأعضاء الأخرى في الجسم، مثل الكلى.
ثانيا: الالتهاب الرئوي
نعرف أن فيروس ”كورونا“ غالبا ما يسبب الالتهاب الرئوي، وهو التهاب في الرئتين ينتج صديدا وسائلا يقلل من قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين.
ومن بين الأشخاص الـ 99 الأوائل المصابين بعدوى حادة، كان ثلاثة أرباعهم مصابين بالتهاب رئوي يشمل كلتا الرئتين.
وقال تشينج: إنه ”بينما لا نزال نتحرى العلاقة بين فيروس كورونا والالتهاب الرئوي، هناك الكثير الذي يمكننا تعلمه من الأنفلونزا“.
فالأنفلونزا هي فيروس، ولكنها تؤدي عادة إلى الالتهاب الرئوي الجرثومي، وهو ما يعرف باسم العدوى الثانوية.
ويُعتقد أن فيروس الأنفلونزا يضعف آليات الحماية المعتادة للرئة، مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر، وهذا صحيح بشكل خاص بالنسبة للأطفال وكبار السن وذوي الجهاز المناعي المعرّض للخطر.
ويعتبر الالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي أشد من الأنفلونزا وحدها، ومن الواضح أن فيروس ”كورونا“ يسبب الالتهاب الرئوي بطريقتين: عندما يثبت الفيروس في الرئتين، ومن خلال الالتهابات البكتيرية الثانوية، ويبدو أن الطريقة الأولى هي الأكثر شيوعًا.
ثالثا: تعفن الدم
تعفن الدم هو حالة خطيرة يمكن أن تسببها العديد من الإصابات، فعند الإصابة بعدوى، نحتاج إلى تكوين استجابة مناعية لمحاربة العوامل المسببة للمرض، لكن الاستجابة المناعية المفرطة يمكن أن تتسبب في تلف الأعضاء وفشلها، وهذا هو ما يحدث في حالة الإنتان ”تعفن الدم“.
وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان تلف الأعضاء من فيروس ”كورونا“ ناتج عن عدوى فيروسية مباشرة أو ”أضرار جانبية“ غير مباشرة من الجهاز المناعي، فقد أشارت التقارير الأولية إلى أن حوالي 11% من الأشخاص المصابين بـ ”كورونا“ يعانون من فشل الأعضاء المتعدد.
وحتى الآن لم تتمكن أي أدوية أو تدخلات من كبح الاستجابة المناعية، وعلى الرغم من أنه تم اقتراح العديد من العلاجات للفيروس، إلا أنه لم يثبت نجاح أي علاج.
رابعا: مضاعفات
قال الدكتور ألين تشينج، إنه قد يكون للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية في المستشفى مضاعفات أيضا بسبب الفيروس، وهذه المضاعفات تشمل أيضا العدوى الناتجة عن المعالجات الوريدية مثل القطرات أو الأدوية، أو القسطرة البولية أوالالتهاب الرئوي أو المضاعفات غير المعدية مثل تقرحات الضغط.
فقد وجدت الدراسات أن 10% من المرضى في المستشفيات لديهم نوع من العدوى المكتسبة من الرعاية الصحية، وحوالي 5% لديهم تقرحات الضغط.
وتعمل المستشفيات جاهدة لمحاولة منع هذه المضاعفات، من خلال التأكد من قيام موظفي الرعاية الصحية بتطهير أيديهم وغيرها من المعدات، ومع ذلك، لا تزال المضاعفات تحدث، خاصة في المرضى الذين يعانون من الوهن بسبب الإقامة الطويلة في المستشفى.
فقد وجدت الدراسات أن 10% من المرضى في المستشفيات لديهم نوع من العدوى المكتسبة من الرعاية الصحية، وحوالي 5% لديهم تقرحات الضغط.
وتعمل المستشفيات جاهدة لمحاولة منع هذه المضاعفات، من خلال التأكد من قيام موظفي الرعاية الصحية بتطهير أيديهم وغيرها من المعدات، ومع ذلك، لا تزال المضاعفات تحدث، خاصة في المرضى الذين يعانون من الوهن بسبب الإقامة الطويلة في المستشفى.
كلمات دلالية :
الصين، كورونا