أول ملعب مضيف لنهائيات كأس العالم 2022 في كرة القدم يبنى من الصفر، وذلك في نهائي مسابقة كأس الأمير الذي انتهى باحتفاظ الدحيل بلقبه على حساب السد في مباراة شهدت أربع بطاقات حمراء.
واختار أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي حضر وإلى جانبه رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" جاني إنفانتينو، إطلاق اسم "استاد الجنوب" على ملعب المدينة الجنوبية الساحلية، بعدما كان الاسم في مدرجات الملعب الذي يتسع لـ 40 ألف متفرج، وعلى لوحات الطرق، هو استاد الوكرة.
وافتح الملعب الذي صممته المعمارية العراقية البريطانية الراحلة زها حديد، بعرض ضوئي روى العلاقة القديمة بين الوكرة والبحر لاسيما صيد اللؤلؤ، وصولا للملعب الجديد الذي تقدر كلفة بنائه بـ575 مليون دولار.
وأطلقت إشارة الانطلاق بإضاءة كرة بيضاء عملاقة نصبت في وسط الملعب تمثل لؤلؤة كبيرة على بساط أبيض، انتشر حولها حملة كرات أصغر وأشرعة، على وقع تلويح 38678 مشجعا ملأوا المدرجات، بأضواء زرقاء وحمراء.
وركز العرض على فكرة "الحلم" الذي يمثله الملعب وصولا الى استضافة المونديال ككل للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وترددت خلاله عبارات مثل "مسيرة أحلام قطر، مسيرة أهل العزيمة والإصرار"، وصولا الى عرض لقطات لأطفال من دول مختلفة يروون بعض أحلامهم، على وقع "إبحار" حملة أشرعة على خريطة العالم.
وخص المنظمون حديد التي توفيت عام 2016، بتحية برفع صورتها على لؤلؤة العرض على وقع عبارة "حلم ثان وصار حقيقة، حلم بدأ بإلهام وإبداع زها حديد"، قبل الختام مع ""إنجاز جديد وحلم جديد تحقق في ديرتنا، قطر".
وعبر حسابه الرسمي على "تويتر"، قال الشيخ تميم "فخورون بمترو الدوحة أحد أهم مشاريع البنية التحتية لبلدنا والذي استقليته الليلة لحضور النهائي (...) نستذكر في هذه الأثناء المهندسة الراحلة زها حديد التي أبدعت في تصميم هذا المعلم الرياضي الذي أطلق عليه اليوم (تسمية) استاد الجنوب".
محطة هامة
وبتدشين الملعب قبل نحو ثلاثة أعوام ونصف عام من المونديال، تكون قطر قد أنجزت بشكل كامل ملعبين من الثمانية المقرر أن تستضيف مباريات البطولة، وهما "استاد الجنوب"، واستاد خليفة الدولي الذي خضع لعملية تأهيل وتطوير وأعيد افتتاحه بنهائي كأس الأمير أيضا عام 2017 وتواصل قطر أعمال بناء الملاعب الستة المتبقية.
وقال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي في بيان إن تدشين الاستاد يمثل "محطة هامة جديدة في رحلتنا نحو استضافة بطولة كأس العالم"، مضيفا "لقد وعدنا العالم أجمع باستضافة حدث كروي مبهر خلال مرحلة تقديم ملف ترشح قطر لاستضافة البطولة. ومع تدشين هذا الاستاد الاستثنائي (...) يمكننا القول بكل فخر بأننا نفي بوعدنا باستضافة نسخة استثنائية لبطولة كأس العالم الأولى في المنطقة والعالم العربي".
وأقيمت مباراة الخميس وسط إجراءات أمنية مشددة، وشهدت الطرق المؤدية الى الملعب زحمة سير كبيرة امتدت خلالها أرتال السيارات لمئات الأمتار.
وفي داخل الملعب، كان الافتتاح أشبه باحتفالية على وقع الأغاني الشعبية وأناشيد الناديين. وقال يوسف الجابر (35 عاما) الذي يعمل في إحدى شركات النفط، وتابع المباراة مع زوجته وولديه "لقد سافرت في مختلف أنحاء العالم وزرت ملاعب في مدن مختلفة (...) أخيرا أتمكن من أن أكون في ملعب على طراز عالمي في قطر".
وحضر الافتتاح لاعبون سابقون، بعضهم سفراء للجنة العليا للمشاريع والإرث. وقال النجم البرازيلي السابق روبرتو كارلوس ضاحكا في تصريحات للصحافيين، إن الملعب الجديد "يشبه سانتياغو برنابيو"، في إشارة إلى ملعب فريقه القديم ريال مدريد الإسباني.
والاستاد الذي صممته حديد وشركة إيكوم، ينتصب كبيان دائري متموج في مدينة الوكرة على مسافة نحو 23 كلم من مركز الدوحة، وفي قلب منطقة تشهد عملية بناء متسارعة بين المنازل والفيلات الخاصة، وورشة كبيرة من أعمال تطوير البنى التحتية وشبكة الطرق.
وبحسب اللجنة العليا، يستوحى الاستاد تصميمه من "القوارب التقليدية التي استخدمها أهل قطر في الإبحار بحثاً عن اللؤلؤ"، ويغطي سقفه القابل للطي، اللون الأبيض "المستلهم من أشرعة القوارب التقليدية التي ترمز إلى تاريخ مدينة الوكرة الساحلية وتجسد ارتباط أهلها بالبحر".
وكما الملاعب الأخرى للبطولة، يتضمن الملعب تقنية التبريد في المدرجات للمشجعين وعلى العشب الأخضر للاعبين، ومن المقرر أن تقام عليه مباريات المونديال وصولا الى ربع النهائي. وبعد البطولة، سيتم خفض مقاعد الملعب الى 20 ألفا، وسيتحول الى ملعب لنادي الوكرة الرياضي.