أيها المهموم: كل ما أصابك فأجره على الله من الهم والغم والحزن والمرض والمصائب، واعلم بأن المصائب تفتح الأسماع والأبصار وتحيي القلب فتردع النفس وتزيد الثواب.
فاترك الهموم جانبا واعلم بأن الحياة قصيرة فلا تقصرها أكثر بالنكد، واجعل همك هما واحدا فقد أرشدك قدوتك صلى الله عليه وسلم بقوله:" من جعل الهموم هما واحدا؛ همَّ المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك".
ونتيجه توحيد الاهتمام يخلف الله عليك، فتنال سعادة الدنيا قبل الآخرة، كما في حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه وسلم:" من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
أيها المسلم: أنت الذي تلون حياتك بنظرك إليها، فحياتك من صنع أفكارك فلا تضع نظارة سوداء على عينيك واعمل بوصية حبيبك صلى الله عليه وسلم التي يقول فيها:" انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"، وليكن إيمانك بقضاء الله وقدره قويا فإن الله يقول:" ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور".
وقال صلى الله عليه وسلم:" واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.." وقال عليه الصلاة والسلام:" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".