عاد “القاتل الصامت” من جديد، ليسجل حصيلة ثقيلة في الأرواح خلال اليومين الماضيين، وأحصى مراسلو “الشروق”، وفاة خمسة أشخاص، قضوا اختناقا بالغاز المتسرب داخل منازلهم.
توفي، الإثنين، شاب في مقتبل العمر، متأثرا باختناق جراء الغازات المنبعثة من المدفأة في عين الملح جنوب المسيلة، الضحية المدعو “ب،ع” البالغ من العمر نحو 25 سنة، عثر عليه جثة هامدة على مستوى إحدى الغرف بحي البساتين، حسب ما علمته “الشروق”، فإن الضحية رزق بمولوده البكر في نفس ليلة وفاته، ما جعل الفاجعة أكبر، وأحزن كل من سمع بالحادثة.
ففي قرية تيفلت ببلدية صبرة غرب ولاية تلمسان، توفي رب عائلة خلال استحمامه، وكادت الحصيلة أن تكون أكبر، حيث تمّ التدخل في الوقت المناسب من أجل إنقاذ العائلة، حيث حولت كل من الزوجة، وبنتين وولد نحو مستشفى تلمسان الجامعي، أين تلقت الوالدة العلاج الأولي قبل أن تغادر المستشفى، في حين تحفظت المصالح الطبية على الأبناء الثلاثة الذين لا زالوا يخضعون للعلاج. ويعود سبب وفاة الوالد الأربعيني وإصابة بقية أفراد عائلته بالاختناق، إلى تسرب الغاز، حيث كانت حالة الوالد هي الأكثر حرجا كونه كان داخل الحمام الذي يفتقد للتهوية. وتجدر الإشارة إلى أن قرية تيفلت بصبرة كانت قد استفادت منازلها من الغاز الطبيعي منذ أسبوع فقط، وهو ما جعل الحادثة تبدد فرحتهم. وكانت ولاية تلمسان قد اهتزت بحر الأسبوع المنصرم على وقع وفاة سيدة وثلاثة من أبنائها اختناقا بالغاز ببلدية الغزوات، التي شهدت كذلك منذ أسابيع قليلة فقط حادثة وفاة ستة شباب لذات السبب.
وفي ولاية الوادي، توفيت طفلتان تبلغان من العمر سنتين وأربع سنوات، اختناقا بالغاز، في منزلهما بحي 18 فبراير في بلدية جامعة بولاية الوادي. كما تدخلت مساء أمس الأول، عناصر الحماية المدنية من أجل نقل جثة شاب يبلغ من العمر 30 سنة، بمنطقة بوغيذان التابعة لبلدية برباشة بولاية بجاية، وقد تم العثور على الضحية جثة هامدة داخل غرفة نومه بمسكنه العائلي، بعد استنشاقه هذا الأخير كميات معتبرة من غاز أحادي الكربون، ما أدى إلى وفاته، وهي أول حالة وفاة اختناقا بالغاز تسجلها الولاية منذ بداية العام الجديد.
وانتشل ظهر الاثنين، عناصر الحماية المدنية، بالوحدة المتقدمة بخنشلة، جثة شاب 28 سنة من العمر، من داخل منزله العائلي، الكائن بوسط المدينة، بعدما عثر عليه من قبل عائلته، جثة هامدة، إذ تعرض للاختناق نتيجة تسرب غازات سامة من مدفأة موجودة بغرفته. وخلفت الحادثة صدمة بالشارع، كون الضحية معروفا بنشاطه في مجال العمل الخيري.