إنها مقولة نورانية من طبيب القلوب العلامة الحبر شمس الدين ابن القيم رحمه الله، تذكرتها وتأملتها في ظل عصرنا هذا الذي تنوعت فيه المعارف ، وتعددت فيه المشارب، وأصبح العالم يقذف إلينا كل يوم معلومة جديدة ، واكتشاف حديث .
شعرت أننا بحاجة ماسة جدا لتدبر هذه الكلمة الموفقة ، خصوصا في ظل ما يلاحظ حاليا من تمرد ظاهر على حدود الله ، وانتهاك صارخ لأعظم ما يمكن أن يقدسه مسلم على وجه الأرض.
إن القلوب إذا لم يحركها حادي معرفة الله عز وجل وتعظيمه ، فإن العطب سيتمكن منها، والران سيكسوها، فأي شيء يريده قلب لم يتعرف على الله عز وجل. إن الحياة المادية إذا استغرقنا فيها وابتعدنا عن تذكير القلوب بهذا المعنى المهم (معرفة الله) فإننا ولا شك سنستجلب الهموم والغموم ، ونبتعد عن التوفيق ، بل وعن لذة الحياة ، فأي لذة في حياة من لم يتعرف على الله ، أو غفل عن سبل معرفته.
إن روح المؤمن إذا لم يحركها حادي الشوق إلى لقاء الله، والتعرف عليه عز وجل ، بالقراءة في أسمائه وصفاته ، وتدبر كتابه ، فأي حادي سيوصلها إلى غياتها بعد ذلك !
يتبادر إلى الذهن سؤال مهم : كيف نتعرف على الله عز وجل : وهو سؤال كبير ، ينبغي أن يكون شغلنا الشاغل خصوصا في ظل هذا البحر المتلاطم من الفتن ، ولعل الأصول الثلاثة التي يدور حلوها الجواب هي :
1- تدبر القرآن الكريم ، كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
2- العيش مع أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، وتعلمها ، وتأملها ، وتدبر آثارها على حياتك
3- كثرة العبادة وخصوصا عبادة التفكر والتقرب إلى الله عز وجل بأنواع العبادات.