وانطلق هذا الميركاتو مع ركود تام للاعبين الجزائريين، حيث لم تُبرم أي صفقة إلى حد الآن ويُتوقع أن يتواصل الحال على ما هو، إلا مع استثناءات قليلة، خصوصا أن تغيير الأجواء في هذا الوقت بالذات، يُعتبر مجازفة كبيرة، باستثناء العناصر التي تعيش وضعية صعبة مع أنديتها والتي يتوجب عليها التفكير في إيجاد ناد آخر يمنح لها فرصة اللعب باستمرار وبالتالي خطف أنظار الناخب الوطني جمال بلماضي الذي سيُحدد قائمة تتكون من 23 لاعبا مع نهاية الموسم، حتى تُشارك في كأس أمم إفريقيا.
بودبوز أكثر المجبرين على تغيير الأجواء وبدرجة أقل سليماني
تختلف حالة رياض بودبوز عن جُل مواطنيه، خاصة الذين يستدعون إلى المنتخب الوطني، على اعتبار أن لاعب ريال بيتيس وجد نفسه على الهامش طيلة الفترة الماضية، وهو ما دفع ثمنه كذلك من خلال خروجه من حسابات الطاقم الفني للمنتخب، وضعية تُجبر النجم الأسبق لـ مونبوليي على إيجاد حل لها وتغيير الأجواء خلال هذا الميركاتو، حتى إن اقتضى الأمر الرحيل على شكل إعارة، لأجل محاولة تصحيح وضعيته في مرحلة الإياب وإقناع بلماضي بقدرته على تقديم الإضافة لـ"الخضر" في "كان 2019"، ويتواجد إسلام سليماني في وضعية مشابهة قليلا لما يحصل مع بودبوز، لكن مهاجم المنتخب لعب بانتظام طيلة الفترة الماضية ويتخوف فقط من تغير وضعيته في مرحلة الإياب.
وضعية بن زية معقدة وبراهيمي ليس مجبرا على التسرع
وجد الدولي الآخر ياسين بن زية نفسه في وضعية معقدة جدا، على اعتبار أنه غير مرتاح مع ناديه فينرباتشي التركي ولا يمكنه في نفس الوقت الانتقال إلى ناد آخر، باستثناء العودة إلى ناديه الأصلي لـيـل الفرنسي، لكن هذا الأخير يرفض عودة لاعبه الجزائري ويُصر على ضرورة التزام النادي التركي بالاتفاق المبرم والقاضي بدفع أكثر من 7 ملايين أورو في نهاية الموسم لشراء عقد بن زية بشكل نهائي، وحامت الشكوك كذلك حول مستقبل ياسين براهيمي المتواجد في نهاية عقده مع بورتو، غير أن إدارة هذا الأخير أكدت تمسكها بخدمات نجمها الجزائري حتى نهاية عقده ولو اقتضى الأمر خسارته دون مقابل، في وقت لن يتسرع براهيمي وسيدرس كل العروض المقدمة له وبينها عرض التجديد الذي اقترحه بورتو.
فغولي يتنفس الصعداء ووناس يمنح نفسه وقتا أطول
كان سفيان فغولي واحدا من أكبر المرشحين إلى تغيير الأجواء في سوق الانتقالات الشتوية، على ضوء البداية الصعبة له مع غالاتاسراي، لكن وضعية اللاعب تحسنت خلال الأسابيع الأخيرة وبات يحظى بثقة المدرب فاتح تيريم وبالتالي فهو غير مجبر على البحث عن ناد جديد، حتى يضمن مكانته رفقة تشكيلة بلماضي في كأس أمم إفريقيا القادمة، وتحسنت وضعية أدم وناس بنسبة ضئيلة مع نابولي، حيث سيكون له وقت أطول حتى يُحدد مصيره، وذلك لأن الميركاتو الشتوي في إيطاليا سيتواصل حتى نهاية شهر جانفي الجاري ولن يتردد وناس في طلب إعارته إلى ناد آخر، لو تأكد بأنه لن يُشارك كثيرا تحت إشراف المدرب كارلو أنشيلوتي.
ماندي، بن ناصر وبن سبعيني يُؤجلون كل شيء إلى الصيف
تتواجد عناصر أخرى لها عروض لأجل الانتقال إلى أندية أفضل، غير أنها قد تؤجل كل شيء إلى غاية الصيف المقبل، خاصة أن الاستقرار هو أحسن خيار في الوقت الراهن، سواء للحفاظ على نسق اللعب بانتظام مع الأندية التي يلعبون لها الآن أو لأجل ضمان مكان مع المنتخب الوطني في "كان 2019"، والأمر يتعلق ببعض الأسماء المتألقة مثل عيسى ماندي الذي يُبهر الجميع في إسبانيا مع ريال بيتيس منذ الموسم الماضي، وهو نفس الشأن مع إسماعيل بن ناصر الذي كشف عن نفسه بقوة منذ التحاقه بـ إمبولي، كما يمتلك رامي بن سبعيني العديد من العروض في إنجلترا وإسبانيا، في ظل المستويات الرائعة التي قدمها في رين.
لا صفقات كبيرة تاريخيا وصفقة حني الأضخم
سبق لـ بغداد بونجاح أن اتخذ قراره وحسم الجدل حول مستقبله، حين جدّد عقده لسنوات أطول مع السد القطري وأعلن عن اتمامه الموسم في قطر، وعلى عكسه، فإن لاعبا مثل زين الدين فرحات قد يُجبر على إيجاد ناد أفضل من لوهافر، حتى يخطف أنظار بلماضي. ولم يسبق للكرة الجزائرية أن عرفت صفقات ضخمة جدا خلال فترة الانتقالات الشتوية، خاصة أن الفشل كان مصير صفقة انتقال رياض محرز من ليستر سيتي نحو مانشستر سيتي في شتاء 2018، حيث أصبحت منذ الشتاء الفارط صفقة انضمام سفيان حني من أندرلخت إلى سبارتاك موسكو هي الأضخم في هذه الفترة من سوق التحويلات، بعدما دفع النادي الروسي 8 ملايين أورو.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني. الميركاتو.