تبدو تونس “مزهوة”، بالأرقام الكبيرة التي حققتها في مجال السياحة هذه السنة، حيث بلغ عدد زوارها حتى 20 ديسمبر الجاري، 7.9 ملايين سائح، بينهم 2.49 ملايين جزائري، ويمكن أن يبلغ العدد سقف 3 ملايين، وهو رقم غير مسبوق، وعليه تعول على زيادة العدد ليبلغ 4 ملايين في آفاق 2020.
استعرضت المسؤولة عن التسويق بالديوان التونسي للسياحة، آمال الحشاني، مؤشرات الموسم السياحي ببلادها، وقالت في لقاء مع “الشروق” على هامش المهرجان الدولي للصحراء بمدينة دوز جنوب البلاد، تخطينا كل التوقعات، وتجاوزنا الأرقام المسجلة العام 2010، والتي كانت حينها غير مسبوقة، وعليه نعمل على بلوغ 10 ملايين سائح سنة 2012، منها 4 ملايين سائح جزائري.
وبلغة الأرقام، بلغ عدد السياح الذين توافدوا على الوجهة السياحية التونسية من 1 جانفي 2018 إلى 20 ديسمبر 2018 7903385 سائح، عدد الجزائريين 2.49 وافد بزيادة تقدر بـ7.5%، مع عودة السوق الفرنسية التي سجلت قدوم 757875 بزيادة 37.4%، والسوق الروسية بـ598424 وزيادة بـ16.2 بالمئة، والسوق الألمانية بـ270372 مع تسجيل زيادة بـ52.4%، والبريطانيين بـ120440 بزيادة 346.4%.
جربة العاصمة ووهران والمسنتير العاصمة بداية من مارس
وبخصوص السوق الجزائرية، تقول الحشاني “هنالك استراتيجية خاصة بهذا السوق، ونهدف إلى بلوغ 3 ملايين سائح، وكل المؤشرات تصب في هذا المنحى، وهذا ما تم تسجيله تزامنا ومهرجان الصحراء المقام بمدينة توزر، ومهرجان الواحات بمدينة توزر، فالحجوزات كبيرة والفنادق ممتلئة، وعدد كبير من الجزائريين سجلوا حضورهم في هذين التظاهرتين”، وتضيف المتحدثة “هنالك حجوزات هائلة لقضاء أعياد نهاية السنة في الفنادق التونسية، خاصة أن العدد الكبير يقصدون تونس عبر المعابر الحدودية البرية”.
وتؤكد الحشاني وهي تتحدث بلسان حكومة بلادها، على وجود مخطط خاص من قبل الجهاز التنفسي، لتيسير العبور في الحدود، وتقليل مدة الانتظار، وتقول إن هذه المسألة عملية تتم على طول السنة، وليست متعلقة بموسم الاصطياف ونهاية السنة.
وعلمت “الشروق”، أن وزير السياحة الجديد روني الطرابلسي، قد أنشا لجنة خاصة على مستوى دائرته الوزارية، مكلفة بالسوق الجزائرية، علاوة على وجود تمثيلية لديوان السياحة في كل من العاصمة ووهران.
وأثارت مسألة النقل الجوي، خاصة إلى جزيرة جربة جنوب البلاد، حيزا وافرا من النقاش مع التونسيين، وقالت الحشاني في هذا الخصوص “الاستراتيجية التي نعتمدها، تتعلق أساسا بتعزيز النقل الجوي، وتيسير الوصول للأشقاء الجزائريين، خاصة في المناطق الجنوبية وتحديدا جزيرة جربة”، وتابعت “وضعت السلطات في مدينة مدنين 30 أولوية، أولها افتتاح خط جوي اعتيادي بين جربة والعاصمة الجزائر، ورحلة أخرى بين الجزائر والمنستير”، وذكرت مصادر للشروق، أنه سيتم إعادة فتح الرحلات بين جربة والعاصمة بداية من الفاتح جويلية 2019، إضافة خط جربة وهران، مع إمكانية ربط مدينة المنستير بالعاصمة في مارس المقبل.
واستفسرت الشروق، المسؤولة في ديوان السياحة التونسي، عن الإشكالات التي أثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص ادعاءات تتعلق بـ”طرد” جزائريين في عدد من الفنادق، وردت “لم يحصل هذا أبدا، والمسألة حظيت بمتابعة من كبار المسؤولين في البلاد، وتبين أن هنالك سوء فهم وقع مرة أو مرتين لا غير، حيث لم تأخذ الأفواج الحجوزات مسبقا كما هو معمول به”.
ودعت المعنية المتعاملين في القطاع السياحي بالجزائر، إلى المسارعة في التعاقد مع الفنادق والوكالات في هذه الفترة، لتفادي أي إشكالات، وهو الأمر الذي يتم من طرف كبار المهنيين في النشاط السياحي بأوروبا، وقالت إن وكالات سياحية ألمانية على سبيل المثال، قد حجزت فنادق بأكملها تحسبا للعطلة الصيفية.
الصحراء التونسية تستهوي الجزائريين
عملت تونس على تنويع المنتوج السياحي، بأن لا تنحصر الوجهات على المناطق الساحلية كسورية والحمامات والمنستير، وهذا بإقامة فضاءات ترفيهية وثقافية في الصحراء، كما هو مع المهرجان الدولي للواحات بتوزر في دورته الـ40، والمهرجان الدولي للصحراء بدوز في دورته الـ51، وشهد المعبر الحدودي لشرطة الحدود بحزوة الرابطة بين الجنوب التونسي والجنوب الجزائري شهد في الفترة الأخيرة حركية كبيرة، وأفادت مصادر للشروق، أنّ المعبر استقبل أكثر من 9000 مسافر في اليوم الواحد.
وقال المندوب الجهوي للسياحة بقبلي للشروق، إن المنطقة تشهد أكثر من 20 مهرجانا دوليا في السنة، في الفترة بين أكتوبر وماي، في مدن توزر ودوز ومدنين وقبلي وقفصة وتطاوين، ومن ذلك الرالي الدولي للشاحنات والرالي الدولي للسيارات، إضافة إلى التخييم في الصحراء حيث توجد 44 وكالة مختصة في هذه النشطات.
كما تشهد جزيرة جربة في جنوب البلاد، حضورا متزايدا للجزائريين، في هذه الفترة نظرا لأجوائها اللطيفة، وتمتعها بفضاءات ترفيهية عائلية، كما هو الأمر مع متحف قلالة الذي يؤرخ لتاريخ المدينة، أو حديقة التماسيح، والميناء وغيرها.
الأمن أولوية الأولويات
تأخذ مسألة تأمين السياح، أهمية بالغة لدى السلطات المختصة التونسية المختصة، وأعلن وزير الداخلية، هشام الفوراتي، حرص الوزارة على تهيئة الظروف الملائمة لتأمين عطلة رأس السنة من خلال نشر العدد الكافي من الوحدات الأمنية وإسداء التعليمات للقيادات الأمنية بالتواجد على الميدان لتحفيز الأعوان، كما أكد وجود تنسيق مع الوحدات الفندقية قصد التأمين الذاتي.
وأشار المسؤول الأمني الرفيع، أنّ وزارة الخارجية أعطت التوصيات بضرورة تأمين السياح الجزائريين القادمين إلى تونس سواء على الطرقات العامة أو بأماكن إقاماتهم، وذلك من خلال توفير إجراءات استثنائية في الجهة.