انظر لحياة المرسلين وكيف حققوا من رسالة الدعوة والإصلاح ، وانظر لسيدهم وخاتمهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كيف نجح في صغره مع أنه نشأ يتيماً ثم واصل حياته وكان أميناً في مجتمعه، ثم انظر لتاريخه الدعوي كيف نجح في التأثير في حياة الكثيرين والآن يتبعون منهجه المليارات من البشر؛ إنه النجاح في أعلى صوره.
وفي زماننا نجد صوراً متميزة للنجاح في التقدم الصناعي والعسكري والتعليمي والصحي وغيرها من صور للتنافس الكبير.
لم لا نكون في صف الناجحين؟ هل نكتفي فقط بذكر سيرهم وقصصهم؟ ألسنا قادرين على أن نكون نحن قصةً في كتاب الناجحين ؟ هل نحن عاجزون عن صناعة شيء جديد في حياتنا لبلادنا، لمجتمعاتنا ، لديننا ، لدنيانا ؟.
نحن والله قادرون على رسم لوحة النجاح ولكننا بحاجة إلى أدوات الرسم، فيا عاشق النجاح كن مبادراً لأعمالك ، لطموحاتك، وفي كتاب ربنا " وسارعوا " " سابقوا " ونبينا يقول: " بادروا أخي.. اجعل المبادرة صفةً لازمةً لك ، دع الكسل جانباً ، لا تكن من أصحاب التسويف والتردد، يا طالب النجاح صاحب من لديه الطموحات الكبيرة ، انتق صديقك وجليسك ، ونبينا يرشدنا ويقول: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ".
أنت على همة خليلك ، وعلى سمت خليلك وأدبه وطموحاته .
الناجح يقرأ في سير الناجحين ويتأمل في أخبار المتميزين ، يحاول اللحاق بهم والسير على نهجهم، نعم " لقد كان في قصصهم عبرةً لأولي الألباب " .
الناجح لا يرضى بأبسط الأمور ولا يتعلق بهدفٍ يسير، همومه تدور حول التميز والتقدم.
الناجح تمتلأ ساعاته بالعمل الدؤوب المثمر المتميز، قد يعيش قليلاً ولكنه يصنع الكثير.
الناجح قد يخطئ في طريق النجاح وقد تسقط قدمه في أثناء المسير ولكنه يقوم مباشرة وينهض مسرعاً ، يستفيد من خطأه ويعرف السبب في السقوط .
الناجحون يعرفون قيمة الوقت ويستثمرون كل لحظة من حياتهم في إحداث الجديد لهم ولأمتهم
الزمن الذي ذهب من عمرك كثير، ولعلك لا تدرك الزمن القادم ، فأدرك ساعتك التي أنت فيها. رتب وقتك في الأهم والمهم ، اجعل الأولويات في مقدمة أوقاتك ، لا تسمح للأجهزة الذكية ومواقع التواصل وأصدقاء الفوضى أن يسرقوا وقتك .
من أراد النجاح فليتعلق بالله ويلح في الدعاء بين يديه ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .