(حق المسلم على المسلم ست، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه).
وعيادة المريض لا تختص بمرض دون مرض كما جاء في الحديث الصحيح: (أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني) (الأسير) وفي هذا الحديث مشروعية العيادة لكل مريض لحديث زيد بن أرقم قال: (عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني). المراد عيادة المريض زيارته وتفقد أحواله والتلطف به، وربما كان ذلك سببًا لنشاطه وانتعاش قوته، وقد رغب فيها الشرع وحث عليها ففي حديث الإمام مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني. قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبد ي فلانًا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي) في هذا الحديث إضافة المرض لله تعالى والمراد العبد تشريفًا للمريض، ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي.
يستحب لزائر المريض أن يدعو له بالشفاء ويأمره بالصبر لحديث عائشة بنت سعد بن أبي وقاص إن أباها قال: اشتكيت بمكة وجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ووضع يده على جبهتي ثم مسح صدري وبطني ثم قال: (اللهم اشف سعدًا وأتمم له هجرته). أخرجه البخاري مطولًا وأبو داود والبيهقي. وهناك أدعية واردة يحسن بالزائر أن يدعو بها للمريض منها حديث أبي داود والترمذي وقال حديث حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضًا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض).