كلنا أصحاب ذنوب وعيوب و من منا لا يذنب ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه تبارك وتعالى في الحديث القدسي " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار .... ".
إلا أن هناك صنف من الناس يأبى إلا أن يفضح نفسَه ، وربنا سبحانه يكره من عبده إذا قارف ذنباً أن يذيعه ويشهره بل أمره بالتوبة والاستغفار منه؛ لأنه سبحانه حييٌّ ستيرٌ يحبُ الحياءَ والسترَ.
يقول عليه الصلاة والسلام: " كلُّ أمَّتي مُعافًى إلا المُجاهِرينَ ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ ، فيقولَ: يا فلانُ ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ " أخرجه الشيخان.
يا عبد الله استر على نفسك فإن الله ستيرٌ يحب الستر على عباده.. رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يغتسلُ في البراز ، فصعدَ المنبرَ، فحمدَ اللهَ ، وأثنى عليهِ .
ثمَّ قالَ: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حييٌّ ستيرٌ، يحبُ الحياءَ والسترَ، فإذا اغتسلَ أحدُكمْ فليستترْ " أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الألباني .
يأتي الرجل يشكي للنبي صلى الله عليه وسلم ما فعله من المعاصي فيقول عليه الصلاة والسلام لو ستر على نفسه .
إن أكثر ذنوب العباد مستورة من الله عز وجل، والستير سبحانه لا يهتك ستر عبده من أوّل ذنب حتى يتمادى .
يُروى عن الفاروق رضي الله عنه أنه قال لسارقٍ اعتذر أنها أول مرة: ( كذبت ، إن الله لا يؤاخذ عبده في أول مرة ).
وبعد أن قطعت يد السارق سأله علي رضي الله عنه هل كانت سرقتك الأولى قال لا بل سرقت مراراً .
يقول ميمون - رحمه الله : "مَنْ أَسَاءَ سِرّاً، فَلْيَتُبْ سِرّاً، وَمَنْ أَسَاءَ عَلاَنِيَةً، فَلْيَتُبْ عَلاَنِيَةً .. فَإِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَالله يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ" .
وإن من أعظم الستر أن يستر الله على عبده في الآخرة أعظم منّة من ستر الدنيا : يقول عليه الصلاة والسلام: " إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه، فيقولُ: أتَعْرِفُ ذنبَ كذا: أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ فيقول: نعم. أَيْ ربِّ، حتى إذا قرَرَّه بذنوبِه، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ، قال: ستَرْتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعْطَى كتابُ حسناتِه. وأما الكافرُ والمنافقُ، فيقولُ الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " أخرجه البخاري.
أيها الإخوة ربنا يحب الستر على عباده ، و بعض البشر لا يحبون ذلك بل تجدهم دائماً يتتبعون العثرات و الزلات ويحبون زلات الآخرين من العلماء والدعاة وأهل الخير و الصلاح.. فمن كانت هذه حاله فقد توعده الله بالعذاب الاليم .!.