: "المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها عدا لانتظار ليالي العشر في كل عام، فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم، وخدموا محبوبهم .. " العشرين الأُول من أيام رمضان كانت أيام طاعات تزود بها المؤمنون من معينها الصافي ، حتى هلت عليهم ليالي العشر الأواخر التي تعتبر الخاتمة العطرة التي تحمل بين طياتها معاني إيمانية تدفع المؤمن بمزيد من البذل والعطاء ..
تروي لنا عائشة رضي الله عنها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل ! وأيقظ الأهل ! وجد وشدَّ المئزر !
وفي صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ، وقد قال ابن حجر رحمه الله بأن هذا الحديث هو إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة !
فهل تكون خاتمتنا عطرة في رمضان؟
إن هذه الليالي تحتاج منا المزيد من الاجتهاد والحرص لكي نقتنص تلك الليلة الخفية الجليلة التي هي أفضل من ألف شهر، ولكي نحصد غنائم هذه الليالي الذهبية التي يتغافل عنها من يقضيها بعض الصائمين في الأسفار، وفي الأسواق، والاستراحات! والمتنزهات.
فاللبيب الحصيف هو الذي يعطر ليالي العشر بالجد والاجتهاد في الطاعات والقيام فيها وأن لا يتهاون في أي يوم منها، ويستغل ليلها كما نهارها، ويكثر من الأدعية النبوية الثابتة الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم.