خاصة أن مثل هذه الخسارة، جاءت في وقت كان فيه المنتخب الوطني قبل 4 سنوات من الآن يُحضر للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل رفقة أكبر المنتخبات العالمية، في وقت أن الحقيقة الآن هي مُرة بالفعل، لأن المنتخب الوطني ليس له شأن حتى مع المنتخبات المتوسطة، مثل منتخب جزر الرأس الأخضر. ويُوجد المنتخب في وضعية كارثية كأنها أزمة حقيقية، وبالتأكيد فإن هناك الكثير من التغييرات على ضوء هذه الوضعية، انطلاقا من التغيير على مستوى الطاقم الفني، حيث باتت أيام رابح ماجر على رأس العارضة الفنية معدودة، لكن المخاوف متوقعة بشأن حدوث قبضة حديدية بينه وبين "الفاف" ورئيسها خير الدين زطشي.
يرفض بشكل قاطع تقديم الاستقالة
وصلت أصداء للناخب الوطني رابح ماجر، قبل شده الرحال نحو البرتغال، حول نية الإتحادية في الاستغناء عن خدماته، والسبب ألا أحد من المكتب الفيدرالي وبينهم الرئيس زطشي، مقتنع بالعمل الذي يقوم به صاحب العقب الذهبي منذ منتصف شهر أكتوبر الفارط. ورغم ذلك فإن ماجر يرفض بشكل قاطع أن يُقدم استقالته من المنصب، حيث يبدو مُصمما أكثر من أي وقت مضى، اتخاذ قرار مواصلة مهمته على رأس العارضة الفنية لـ"الخضر"، مثلما يتضح من خلال تصريحاته في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة البرتغال، حين قال: "بالنسبة لمستقبلي، لا يُمكنني الإجابة عن هذا السؤال، المستقبل فقط من سيخبرنا، هذا كل ما يُمكنني قوله الآن"، وأجاب كذلك ماجر عن سؤال لأحد الزملاء أراد معرفة المزيد من مستقبله، فقال: "مستقبلي، ليس هو موضوع الحدث، لقد كانت هناك مباراة ونتحدث عنها، هناك صعود ونزول، اللاعبون في تطور ونمتلك منتخبا في طور إعادة البناء".
مُصمم على مواصلة مهمته رغم نصيحة صديقه بن شيخ
ووجه علي بن شيخ وهو صديق ماجر، نصيحة إلى زميله السابق في التحليل عبر استوديوهات قناة "الهداف"، حيث دعاه إلى رمي المنشفة والابتعاد عن المنتخب، ورفض بن شيخ انتقاد الناخب الوطني الحالي وقال في رسالة موجهة إلى زميله السابق في المنتخب، عبر حصة "الفريق الدولي": "ماجر يجب أن يرحل، عليه الاستقالة. وليس هو فقط لوحده، كامل الطاقم وأيضا بعض الأشخاص في الإتحادية. المطلوب تغيير جذري".
يُصر على ضرورة محاسبته في بانجول وليس الآن
يُصر الناخب الوطني على عدم محاسبته وانتقاده من خلال المباريات الودية التي خاضها حتى الآن، لكن المحاسبة، حسبه، تأتي في المباريات الرسمية، حتى مع التراجع الرهيب في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما قاله ماجر إلى أعضاء من المكتب الفيدرالي لـ"الفاف" وأيضا صرح به في الندوة الصحفية، لما قال: "تحاسبونني على نتائج في مباريات ودية، لقد فزنا ببعض المباريات وخسرنا البعض، أقول وأكرر، هدفنا هو كأس إفريقيا 2019 ويجب محاسبتي في المباريات الرسمية. لقد كانت خسارتنا أمام البرتغال متوقعة، لأنها جاءت أمام منتخب جيد جدا".
"الفاف" توقعت أن يرمي المنشفة بعد سقوطه في لشبونة
تم رؤية الأشياء من زاوية أخرى من جانب الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، لأنها كانت تتوقع أن يُقدم ماجر على تقديم استقالته مباشرة بعد مباراة البرتغال ويُعلن ذلك من خلال الندوة الصحفية، وذلك لأسباب عديدة، بدءً بالانتقادات العديدة التي تعرض لها إلى درجة تلقيه معاملة عدائية في ملعب 5 جويلية وحتى في لشبونة، ويجب التأكيد، على أن ماجر كان مستهدفا من طرف مجموعة من الأنصار في ملعب "دا لوز"، والسبب الثاني هو راجع إلى النتائج السلبية التي دمرت المنتخب، غير أن المفاجأة كانت كبيرة، حين وجه صاحب العقب الذهبي رسالة غير مباشرة إلى "الفاف"، لما صرح قائلا: "أنا هنا وسأبقى".
زطشي اتخذ قرار إقالته ومن المفروض إبلاغه أمس
اطلع زطشي من خلال أعضاء البعثة، على التطورات الحاصلة وخاصة المتعلقة برفض ماجر الاستقالة، وهو ما أغضب كثيرا رئيس "الفاف"، حيث قرر هذا الأخير تحمل المسؤولية وتأكيد القرار المتخذ، أي إقالة الناخب الوطني بشكل فوري. وحسب مصدر قريب من رئيس الإتحادية، فإن زطشي يكون قد أبلغ أمس ماجر بالقرار النهائي، بعد التقائهما وجها لوجه، على إثر حلول البعثة الوطنية في العاصمة في الرحلة القادمة من لشبونة.
القرار اتخذ يوم السبت 2 جوان
وكشف لنا مصدر مقرب من رئيس "الفاف" خير الدين زطشي أن هذا الأخير اتخذ قرار إنهاء مهام ماجر مع المنتخب الوطني مباشرة عقب مباراة الرأس الأخضر. مصدرنا قال لنا: "ماجر انتهى، زطشي اتخذ قرار إقالته بعد مباراة الرأس الأخضر، أي يوم 2 جوان، لكن رئيس الفاف كان يأمل في أن يقدم ماجر استقالته بنفسه حتى يضمن لشخصه نهاية مشرفة، فكما تعلمون بتجربة فاشلة مثل هذه مع المنتخب الوطني ماجر حرق كله أوراقه كمدرب للأبد. في الأخير ماجر رفض الاستقالة وسيقال".
المكتب الفيدرالي يساند قرار زطشي وسيوافق عليه
من جانبهم، أعضاء المكتب الفيدرالي يجمعون على الموافقة على تنحية ماجر من منصبه سواء بالإقالة أو دفعه للاستقالة، فبالنسبة لهم حان الوقت للتفكير في مصلحة المنتخب الوطني. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء المكتب الفيدرالي يوم 24 جوان المقبل، لكن لا نعلم إن كان سيقدم موعد هذا الاجتماع أم لا للموافقة على قرار إقالة ماجر، لكن من المؤكد أن القرار قد اتخذ وسيدعم جميع الأعضاء قرار الرئيس زطشي.
"الفاف" مطالبة بتعويضه بحوالي 800 مليون سنتيم
وينتظر أن تكلف إقالة ماجر "الفاف" أموالا باهظة، إذ سيتكون مطالبة بمنحه قيمة راتبين شهريين أي ما يعادل 800 مليون سنتيم في الوقت التي يمر به البلد بأزمة اقتصادية معقدة ! ويضمن العقد الذي يربط الناخب الوطني بـ "الفاف" هذا الحق المادي له، إذ ينص على ضرورة حصوله على تعويض بقيمة أجرة شهرين في حال إقالته، وهو الحل الوحيد الذي يبدو ممكنا في الأفق في ظل رفضه الاستقالة، إلا في حال تلقيه أمر فوقي من السلطات بالتنحي مثلما تدخلت هذه الأخيرة في تعيينه.
حتى مساعديه لن يبقوا في الطاقم الفني
وفيما يخص مساعدي ماجر، مزيان إيغيل وجمال مناد فلن يواصلا هما أيضا مهمتهما مع المنتخب الوطني، إذ ينتظر أن يتكفل الناخب الوطني المقبل بتشكيل طاقمه الفني بنفسه مثلما كان عليه الحال مع ماجر الذي اختار مساعديه بنفسه دون أن يفرض عليه أي اسم.
كلمات دلالية :
ماجر. المنتخب الوطني.