أوصاها الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن تطلب العفو من العفوّ الكريم، ولم يقل المغفرة، باعتبار الفرق بين العفو والمغفرة، فقد قال بعض العلماء بأن العفو أبلغ من المغفرة، لأن العفو يعني المحو، والمغفرة هي الستر، وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله: "العَفو هُوَ الذي يمحو السَّيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران يُنبئ عن الستر، والعفو يُنبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر".
لاحظ أن وصية النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته الكريمة بنت الكريم، عائشة رضي الله عنها، أن تسأل الله العفو دون غيره من طلبات، إن هي علمت أي ليلة هي ليلة القدر، إنما دلالة على شمولية هذا الطلب، بمعنى أن الله العفو الكريم إن استجاب لك وعفا عنك، فإن ذلك العفو يعني محو الذنب وستره وإلغاء العقوبة..
لو تجلس إلى نفسك لحظات وتتساءل: ماذا يريد الصائم من ربه العفو الكريم وهو على مشارف نهاية خير الشهور.. وماذا يريد من ربه بعد صلاة وصيام وقيام وغيرها من فضائل وجميل الأعمال والأقوال؟ لا شك أن المطلب واحد عند كل مسلم صام رمضان وقام لياليه،
هو العفو والمغفرة والعتق من النار.. فاللهم يا عفو يا كريم، اعف عنا وتجاوز عن سيئاتنا وتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا ودعاءنا وصالح أعمالنا، إنك سميع عليم مجيب الدعوات.