إن أول ما يصادفنا من فضائل رمضان وذلك ما يمنن الله به على عبادة حين يهل هلال رمضان وتظلنا أول ليلة من لياليه .
ألم يقل رسول الله صلى الله علية وسلم :{ إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة}
أيها الأحبة..اسألوا أنفسكم هل بشر النبي صلى الله علية وسلم أمته بهذه البشائر العظيمة لمجرد بشارة؟
الجواب، لا.. ولكنه أراد أن تعرف أمته هذه الفضائل فيتسابق فيها المتسابقون لإحرازها وذلك بعد فهمها وفهم المطلوب والمراد منها.
{صفدت الشياطين} ماذا نفهم من هذه الجملة ؟أليس فيها تحذير شديداً لمن تسول له نفسه بالمعاصي والشرور في شهر رمضان؟ إن مقتضى تصفيد الشياطين أن الدعوة إلى المعاصي والشرور من دعاتها الأساسين إبليس وجنوده من الجن ينقل المعاصي أو ينعدم .
فمن أقدم عليها بعد ذلكم فإنما يقدم عليها بحيث وانحراف ذاتي ونفس أمارة بسوء لا تحتاج إلى دفع يدفعها إلية فهي نفس شريرة مؤهلة للأجرام والشر ومستحقة لأقصى العقوبات .
ومثله {وفتحت أبواب الجنة " فأبوابها تفتح حقيقة ولكن ذلك يقتضي تسير أعمال البر والخير التي تؤدي إلى تلك الأبواب، {ولله عتقاء من النار} فهل يا ترى يعتقهم الله تعالى بدون عمل عملوه؟ أو سبب بذلوه؟
الجواب : لاشك لا، إذن إن في هذا تحفيز كبير للعبد أن يحرص على استغلال هذه الفرصة حتى لا تضيع.