دعا أطباء ومختصون في حالات أطفال التوحد الأولياء، إلى تطبيق وصايا الدين الحنيف لتحسين وضعية أطفالهم، وأشاروا إلى ضرورة تطبيق الحديث الشريف في تعليم أبنائهم، ركوب الخيل والسباحة والرماية، وأهمية صلة الرحم الأسبوعية أو اليومية، لزيادة احتكاك الطفل بمجتمعه.
خلال إطلاق أول دار حضانة متخصصة في رعاية أطفال طيف التوحد، تم تنظيم لقاء بالهواء الطلق بحديقة التسلية “مزفران” بمدينة الدواودة في ولاية تيبازة، بحضور أولياء أطفال التوحد ومجموعة من المختصين في علم النفس و”الأرطوفونية” و”البيدو بسيكياتري”، وأوصى المختصون والأطباء في هذا اللقاء بالعناية بهؤلاء الأطفال لأنهم ثروة بشرية يمكن الاستثمار فيها، سيما وأنهم متخصصون من أصلهم خاصة إذا تم توجيههم إلى علم أو مهنة معينة حتما سيصبحون عباقرة في مجالهم، ومن بين الشخصيات الناجحة والمعروفة عالميا هو البروفيسور “جوزاف جوفاناك” يقوم حاليا بتدريس حالة التوحد ودراستها على مستوى جامعة باريس بفرنسا.
أطفال التوحد عباقرة في مجالهم…
وأشاروا إلى أن الطفل بحاجة أكثر إلى الدعم العاطفي أكثر من المادي ومرافقتهم بذات العناية حتى عند بلوغهم، سيما وأنهم يبقون شخصيات جد حساسة وضعيفة مقابل أي تصادم نفسي، ورغم أن التوحد لا يزال طابوا في مجتمعنا والأولياء يواجهون تهمة فشلهم في تربية أبنائهم، وهو اعتقاد خاطئ، لأن أي إنسان يمكنه الإصابة بالحالة، خاصة وأننا في عصر مليء بالتهديدات والهجمات والتحرشات على عقل الإنسان جراء تشبعه بالتكنولوجيا من أضواء وموسيقى وشاشات.
وفي ذات السياق خرج المختصون من اللقاء بتوجيهات أهمها العودة إلى تربية ديننا الحنيف، خاصة وأن الدراسات الحديثة أثبتت أن صلة الرحم لها دور كبير في تحسن وتجنيب الأطفال الحالة بالاحتكاك بأفراد الأسرة من خال وعم وأبناء الخال والعم والجد والجدة، مؤكدا من جهة أخرى أن الكثير من الأزواج الجدد المنطوين في علاقاتهم بالعائلة الكبرى هم أكثر تعريض أبنائهم لهذه الحالة، بالإضافة إلى أن ما أوصى به النبي محمد عليه الصلاة والسلام من تعليم الأبناء ركوب الخيل والسباحة والرماية يعتبر أقوى علاج لتحسن هؤلاء الأطفال أو تجنيب أطفال آخرين الإصابة، مؤكدا أن الطفل المصاب عندما يخرج من حوض السباحة أو الانتهاء من دورة ركوب الخيل يتجلى أمام الأعين راحته وفرحته وهدوء مزاجه النفسي.
التكنولوجيات الحديثة ومربيات المنازل خطر على أطفال التوحد
وترجع أسباب الإصابة بالتوحد لعدة عوامل حذر منها المختصون، أخطرها التكنولوجية كالموبايل والتلفيزيون أو الشاشات بمختلف أحجامها واعتماد تربية الأطفال عند المربيات، وهذا ما يؤدي إلى خلل واضطراب بالنسبة للطفل في التعامل والتفاعل مع المجتمع، وعدم النطق أو النطق الناقص غير المكتمل، واتسام الطفل بالحركات النمطية أي تكرار نفس الحركة، كما حذر الطبيب من القنوات التي تعتمد على برامج ثابتة خاضعة للإعادة الدورية لأنها تؤثر بكثير على تدهور حال الطفل المصاب والغير مصاب.
ومن أجل تقريب الأولياء بالمختصين لتوجيههم في كيفية التعامل مع أبنائهم والعناية الصحية بالأطفال بالدرجة الأولى، لأنه المعلم والطبيب المباشر والوحيد لابنه الذي يمكنه إيصال المصاب إلى الاستقلالية في القرار وتطبيقه، وهو أهم إنجاز والأولياء هم الحلقة المهمة من أجل الخروج بأبنائهم إلى بر التحسن، يتوّجب له في الرعاية الصحية والنفسية لتحسين تصرفه اعتبار تطوير أي حركة أو قرار كورشة من أجل التوجه بالطفل نحو تطبيقه الصحيح، مثلا صعود الدرج أو الذهاب إلى المرحاض إلى غير ذلك من الممارسات اليومية الطبيعية.
80 بالمائة من أطفال التوحد بفرنسا غير مُتمدرسين
ويقول الطبيب حوبي عبد الكريم إن 80 بالمائة من أطفال التوحد بفرنسا غير متمدرسين، وهذه الفئة لم تدعم من طرف الحكومة الفرنسية عكس ما تقوم به وزارة التضامن الوطني بالجزائر التي فتحت المجال لهاته الفئة من أجل الاندماج في المجتمع بتوفير ما يلزم للتمدرس بتعليمات جدية، فيما ناشد أولياء الأطفال في هذا اللقاء خلال دردشة معهم ضرورة وقوف الدولة إلى جانبهم من خلال إرغام الشركات الأجنبية المستثمرة بالوطن في مجال التجارة في السلع الخاصة بالطفولة أن تساهم في دعمهم ماديا لتوفير ما يلزم لإنقاذ هذه الفئة.