توفي رضيعان مؤخرا بولاية خنشلة، جراء إصابتهما بداء الحصبة، الذي اتخذ شكل الوباء، واكتسح ولايات جديدة، بعد ما كان محصورا في البداية بولايتي الوادي وورقلة. وفيما تتواصل حملات التلقيح، ثبت أن الداء عصي على اللقاح في بعض الحالات، حيث أن زهاء 12 بالمائة، من مصابي ولاية الوادي سبق تلقيحهم.
علمت "الشروق"، من مصادر صحية، الأحد، بوفاة رضيعين حديثي الولادة في خنشلة، بداء الحصبة المعروف بـ"البوحمرون"، فيما يواصل الداء انتشاره بالولاية، لاسيما وسط التلاميذ، وعُلم في السياق أنه سجلت 63 حالة مشتبها في إصابتها بالداء، تم اكتشافها من قبل فرق الصحة المدرسية، خلال دورات روتينية لمدارس الأطوار الثلاثة، وتخص غالبية الحالات الطورين الابتدائي والمتوسط، حيث سارع مديرو المؤسسات التربوية، إلى إحالة التلاميذ المصابين على العطلة الإجبارية، مباشرة بعد تسليم شهادات من قبل وحدات الكشف المدرسي، وذلك تفاديا لتنقل العدوى، باعتبار الداء شديد العدوى. وتجدر إلى أن ولاية خنشلة لها حدود مع ولاية الوادي، التي كانت البؤرة التي ظهر بهذا الداء.
وفي الوادي، أفاد الطبيب المكلف بمتابعة الوباء بمديرية الصحة أن حالات الإصابة المؤكدة وصلت 1047 مصاب، فيما توجد 48 حالة استشفائية، منها 37 حالة في أوساط الأطفال الأقل من 5 سنوات، و11 حالة في أوساط الكبار، وأضافت ذات المصادر، أن نسبة 22 بالمائة من المصابين غير معنيين باللقاح، وهم الأطفال دون سن 11 شهرا، أين أمرت مديرية الصحة والوقاية بوزارة الصحة والسكان، بتلقيح الأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر إلى 11 شهرا، وذلك اعتمادا على رأي خبراء في علم الأوبئة والأمراض المعدية، بعد تفشي الداء في أوساطهم، غير أن الغريب في الأمر هو إصابة عدد من الأشخاص بالرغم من تلقيحهم إلا إنهم أصيبوا بالمرض وهم يمثلون نسبة 12.4 بالمائة من مجموع المصابين.
كما سارعت مديرية الصحة والسكان بولاية قالمة، إلى تشكيل خلية أزمة ومتابعة لمرض "البوحمرون"، بعد الاشتباه في بعض الحالات التي استقبلتها مصالح الاستعجالات الطبية عبر بعض بلديات الولاية. وكشف مسعود بوحنّة مدير الصحة والسكان بولاية قالمة "للشروق اليومي"، أن مصالح الاستعجالات الطبية بكل من بلديتي وادي الزناتي وتاملوكة الواقعتين بأقصى الجهة الجنوبية لإقليم ولاية قالمة، على حدودها مع ولايتي قسنطينة وأم البواقي، قد استقبلت حالتين يشتبه في اصابتهما بداء "البوحمرون" ويتعلق الأمر بطفلين.
وفي بسكرة أكدت مصادر صحية بالمقاطعة الإدارية بأولاد جلال أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بداء البوحمرون والتي تم استقبالها منذ 15 فيفري الفارط وإلى غاية الأحد قد بلغت 64 حالة مشتبها فيها تم التكفل بها جميعا من خلال استشفاء 47 حالة واجراء التحاليل المخبرية لها وإرسالها إلى معهد باستور ليتم تسريحها بعد ذلك دون تسجيل ولا حالة وفاة.
يشار إلى أن جميع الحالات التي تم استقبالها هي من جميع بلديات المقاطعة الإدارية أولاد جلال الست يضاف إليها بلدية ليوة المجاورة.
وغير بعيد عن بسكرة، عرفت السبت، منطقة عين سيدي محمد ببلدية سيدي محمد أقصى جنوب ولاية المسيلة، تسجيل إصابة شقيقين يبلغان من العمر أربع وست سنوات، على إثر عملية الكشف والفحوصات التي تقوم بها مصالح الصحة المدرسية، بابتدائية بن دغموس حسب ما علمته "الشروق" من جهات محلية، وجاء هذا عقب اكتشاف الداء لدى إحدى التلميذات ليتم تعميم الكشف على كافة أفراد الأسرة، حيث اتضح إصابة شقيقها بنفس المرض. كما سجلت حالة ثالثة ببلدية عين الريش. علما أن المصابين الثلاثة يرقدون بمستشفى عين الملح، ويشترك ثلاثتهم في زيارتهم مؤخرا لولاية الجلفة.