يقول تعالى في آيةٍ عامةٍ تربوية " يوصيكم الله في أولادكم ".
يا محب ، أتمنى أن لا تترفع عن سماعِ كلمةٍ تضافُ لثقافتك في تربيتك لأطفالك .
وديننا هو دينُ العلمِ والمعرفةِ في كلِ جوانبِ الحياة قال الله لنبيه " وقل رب زدني علماً ".
1- الأطفال والإشباع العاطفي .
إن الحنانَ والرحمةَ والعاطفة من أهم العطاءات التي يحتاجها الطفل .
ويمكنك منحه إياها عبر تقبيله بين الوقت والآخر .
صرِّح له وقل أنا أحبك . ولا تخجل من ذلك فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يأخذ بيد معاذ ويقول : والله إني لأحبك .
امسح على رأسه بلطف وليشعر بحنانك من خلالِ مرورِ أصابِعك عليه .
قد ترى هذه المعاني غريبة ولكنّ طفلَك يشعر أنه يملك الدنيا حينما تعطيه عواطفكَ الصادقة .
2- أطفالُنا وتصحيحِ الخطأ .
ليس هناك طفلٌ لا يخطيء ، فهو طفلٌ لا يدرك الصواب والخطأ في تصرفاته وقد يدركُ ثم يرتكبُ الخطأ .
إن تصحيحَ الخطأ يجبُ أن يكون برفقٍ وتعليمٍ وليس بالضربِ والقسوةِ ورفع الصوت .
قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً ادخل عليهم الرفق".
وقال صلى الله عليه وسلم : "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه".
إن بعض الآباء يمارسُ الضربَ الجسدي بشكلٍ عجيب وما علم هذه بخطورةِ فعله ، إن خطورةَ العقابَ الجسدي من عدةِ نواحي :
أ- قد يؤدي إلى أن يكونَ طفلك عدوانياً .
ب- وقد يؤثرُ على نفسيته مما يجعلهُ يشعرُ بالخوفِ منك .
أيها الأب ، قد يؤجلُ العقاب ، وقد يكونُ لفظي وليس جسدي ، وقد يكونُ العقاب هو حرمانه من شيء ترفيهي .
ومن ناحيةٍ أخرى فإن تركَ الطفلَ يخطيءُ بلا توجيه ولا تأديب فهذا خطأٌ تربوي آيضاً .
3- من الخلل التربوي : الوعودُ المستمرة للأطفال " إذا فعلتَ كذا فلك كذا " لأن هذا يجعله يبحثُ عن النفعِ المادي لكلِ فعلٍ يمارسه .
نعم نحن ندعو للتحفيز والتشجيع ولكن ليس بشكلٍ دائم .
يجب أن يتربى الطفل على أن يعملَ أشياءَ لنفسه أو في خدمة أهله وليس لذلك مقابل إلا التربيةَ على المبادرةِ فقط.
4- العناية بصحة الطفل وسلامته .
إن بعض الآباء يكثرُ من شراءِ الوجباتِ السريعةِ للأطفال بحجة أنهم في نزهة أو من باب تغيير الروتين اليومي .
وهذا فيه نظر فإن الإكثارَ من الوجباتِ السريعة لها أضرارٌ وخيمة صحياً وتسببُ السمنة ، وكذلك المشروبات الغازية ، ومن سلبياتها أنها تُعودُ الأطفال أن لايأكلوا من أكل البيت .
ومن تجربتي فإني أضعُ سلةَ الفواكه في صالةِ البيت والغالب أن أطفالي يمرون عليها كل فترة وتنتهي خلالَ أيامٍ قليلة .
ولاشك أن الفاكهةَ بأنواعها أفضل من الوجبات الخارجية ومن المشروبات الغازية .
وهنا نؤكدُ على دورِ الأم في صنع الطعام لأسرتها وإضافةِ الجوِ الجميل على طعامِ البيتِ من خلالِ تجهيزِ الطعامِ المرغوبِ لهم .
ولابد من تعويدِ الأطفال المشاركةَ في إعداد الوجبات وخاصةً البنات .
وهذا لا يعني تحريمَ أو منعَهم من الوجباتِ الخارجية ، ولكن نقلل منها بقدر المستطاع .
5- ومن المهمات تربوياً :
عدمُ تركِ الأطفال على الأجهزةِ الذكية أو القنواتِ المخصصةِ للأطفال لفترات طويلة.
نعم كلنا نتركهم ، ولكن البعض يتركهم لعدة ساعات .
لقد أشرفتُ على عشراتِ الحالات للأطفال الذين أصيبوا بمرض التوحد وكان السببُ كما حكى لي آباءهم هو تركهم لساعاتٍ طويلة أمام قنوات الأطفال .
ومرض التوحد هو : اضطرابٌ يُلاحظ على الطفل في سن مبكرة ويؤثر على نموه العقلي والجسدي والاجتماعي .