لقي خلال أجواء الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، ليلة الأحد، الشاب يزيد زرفة البالغ من العمر 27 سنة، مصرعه غدرا بالمقاطعة الخامسة عشر بمدينة مرسيليا الفرنسية، عندما أفرغ في جسده شخص مجهول 12 طلقة نارية كاملة، أصابه من خلالها بجروح خطيرة كانت كافية لإزهاق روحه. وعلى الرغم من أن مصالح الإسعاف الطبي بفرنسا سارعت بنقله إلى مستشفى المدينة، إلاّ أنه وصل جثّة هامدة بعد ما فارق الحياة في مكان إطلاق النار عليه.
فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقا لمعرفة أسباب وملابسات هذه الجريمة النكراء التي تعرض لها ثاني شاب جزائري ينحدر من ولاية خنشلة، في ظرف أقل من أسبوع واحد، بعد حادثة الإعتداء الذي تعرض لها الأسبوع الماضي الشاب فطيمي نعيم، الذي توفي غدرا بعد إطلاق النار عليه بالقرب من المسجد بالمقاطعة الخامسة عشر بمرسيليا. وقد خلفت الجريمتان حالة استياء وتذمر كبيرين في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا، والتي اتهمت القنصلية والبرلمانيين وممثلي الجالية الجزائرية في الخارج، بالتقصير في التواصل مع السلطات الفرنسية، لوقف مسلسل العنف والقتل الذي يتعرض له الجزائريون في فرنسا، وتحديدا بمدينة مرسيليا.
وحسب ما تحصلت عليه "الشروق"، من معلومات من مغتربين بمرسيليا، أن الضحية كان متواجدا بمحل للحلاقة بالمنطقة الخامسة عشر، وحين خرج منه باغته شخص مجهول نزل من سيارة سياحية من نوع بولو، وأطلق عليه وابلا من الرصاص استقرت منه 12 طلقة في جسد الضحية، وأرداه قتيلا قبل أن يلوذ بالفرار، في وقت كانت المدينة تستعد للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة. وقد سارعت الشرطة الفرنسية إلى تطويق مكان الجريمة، وفتح تحقيق للوصول إلى الجاني، وخلفيات ارتكابه لجريمته. وقد ثارت ثائرة أفراد الجالية الجزائرية بمرسيليا ووجهوا سخطهم لممثلي القنصلية الجزائرية بمرسيليا، ومنتخبي الجالية في البرلمان، والذين لم يتدخلوا لوقف مسلسل الجرائم التي تطال من حين لآخر جزائريين بهذه المدينة، كما أنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء، تقديم العزاء لعائلة الضحية فطيمي نعيم، المنحدر أيضا من ششار بولاية خنشلة، والمغتال الأسبوع الماضي بمرسيليا رميا بالرصاص، في وقت سارعت السلطات الفرنسية إلى تقديم التعازي لعائلته.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية تسجيل مقتل 13 رعية جزائري على الأراضي الفرنسية، خلال سنة 2017، منهم 9 ضحايا بمدينة مرسيليا لوحدها، ثلاثة منهم ينحدرون من ولاية خنشلة، بداية ببلاغة جمال المغتال في شهر أفريل الماضي وبعده ، فطيمي نعيم المغتال رميا بالرصاص الأسبوع الماضي وبعده يزيد زرفة في نفس المكان وبنفس الطريقة.