أكد المدير الجهوي للجمارك بالدار البيضاء بالعاصمة، رشيد جودي زيتوني، أن تهريب المفرقعات إلى الجزائر، أصبح خطرا يدعو لليقظة الدائمة وعلى طول السنة، بانتشار أساليب التمويه واستغلال الحافلات والبواخر والسيارات في التهريب، وقال إن الكارثة تتمثل في الحاويات التي تحوي هذه المواد المحظورة والتي لا يصرح بها مما قد يتسبب في انفجارات قاتلة في الموانئ والشوارع والطرقات، مشيرا إلى أن انفجار سفينة طارق بن زياد كان نتيجة كمية محددة من المفرقات وأن الحاويات قد توضع وسط حاويات لسلع وتحدث كارثة وسط المسافرين.
وأوضح المتحدث أن الحاويات التي تحوي مواد قابلة للاشتعال أو ذات الحساسية الخاصة، لديها إجراءات خاصة وفي حالة التمويه من طرف المستوردين والتصريح بمواد معينة وهي في الحقيقة مفرقعات والعاب نارية مهربة قد تجر إلى كارثة كبيرة يدفع ثمنها المواطن البسيط، محذرا من انتشار أساليب التمويه في تهريب المفرقعات التي تدخل إلى الجزائر على شكل ألعاب وشموع وحلويات ومواد تستعمل للزينة، وهذا ما يشكل حسبه خطرا عمومية يجب التصدي له بكل حزم.
تهريب المفرقعات في وسائل النقل الجماعية
وقال جودي زيتوني، في حوار جمعه بالشروق، في مكتبه بالمدرية الجهوية للجمارك بالدار البيضاء في العاصمة، إن مصالحه كثفت عملها من خلال سدود أمنية على مستوى الطرق السريعة وهذا قبل المولد النبوي، حيث تفطنت إلى الطريقة الجديدة التي لجأ إليها مهربو وتجار المفرقعات والألعاب النارية، حيث تم حجز78 ألف و700 و78 وحدة من المفرقعات بين 15 و27 نوفمبر الجاري على مستوى الطريق الوطني البويرة الجزائر العاصمة، وهذا خلال 5 عمليات حجز تم توقيف 3 حافلات وسيارة طاكسي وسيارة سياحية، وهي وسائل النقل الجماعي التي لجأ إليها هؤلاء لتمويه مصالح الجمارك والأمن، ولضمان خسارة اقل حيث في حالة نقلها عبر سياراتهم الخاصة يتم حجزها مع كمية المفرقعات.
وحسب المدير الجهوي للجمارك، زيتوني، فإن المفرقعات المحجوزة تحوي أنواعا خطيرة وشديدة المفعول مثل مفرقعات "داعش" و"كموندوس" و"الكوبرا" وصواريخ بعدة طلقات، وقد تكون موجهة أيضا للملاعب، أين يقوم بتفجيرها وإشعالها المناصرون، مؤكدا أن أغلب الكميات المتواجدة في السوق دخلت العام الماضي، وقام تجار بإخفائها في مستودعات خاصة، ولديهم طرق خاصة في توزيعها بشهر أو شهرين قبل المولد النبوي.
وأبدى تخوفه مستقبلا، من دخول الجزائر مفرقات اشد خطرا وفي أشكال وأغلفة جديدة تعطي انطباعا على أنها حلويات أو شموعا، أو أشياء للزينة وهو ما يجعل حسبه "لعبة القط والفأر" بين مهربي المفرقات وأفراد الجمارك في أشدها، حيث قال إن تهريب وتوزيع هذه المحظورات أصبح على طول السنة، وبحيل جديد، وحذر المتحدث من دخول متفجرات حقيقية على شكل ألعاب نارية قد تستغل في عمليات ارهابية.
وفيما يخص طريقة الحجز والإتلاف، أوضح، المدير الجهوي للجمارك بالدار البيضاء بالعاصمة، رشيد جودي زيتوني، أن أي حجز للمفرقعات والألعاب النارية، يتم الاتصال مباشرة بوكيل الجمهورية لدى جهة الاختصاص، وأن عمليات إتلافها تأخذ وقتا طويلا وبترخيص من رئيس المحكمة المختص إقليميا، وعن طريق لجن مختصة، وقال إن كمية المفرقعات التي تم حجزها قبل المولد النبوي للسنة الماضية المقدرة بـ50مليون وحدة بعد حجز 3حاويات، طلبها الجيش الوطني ليستعملها في المناورات وسيتم تسليمها لاحقا له.
قالت إنها تشكل خطرا على المسنين والمرضى والحوامل والأطفال
وزارة الصحة تحذر من مجازر الصواريخ والقذائف والألعاب النارية
من جهة أخرى حذرت وزارة الصحة والسكان، الأربعاء، من الحوادث الخطيرة التي قد تنجم عن استعمال الألعاب النارية والمفرقعات الذي ترتفع مع حلول المولد النبوي الشريف، مذكرة بأن هذا النوع من الممارسات قد يودي بحياة الأفراد ويحّول الاحتفال إلى مأساة.
وفي بيان لها وجهت وزارة الصحة سلسلة من النصائح بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث ذكرت بأن المواد النارية كالمفرقعات والصواريخ والقذائف وغيرها قد تتسبب في حوادث خطيرة تهدد سلامة الأشخاص.
ومن بين الأخطار التي تنطويعليها الألعاب النارية، الحرائق والصخب الناجم عن انفجارها والذي قد يؤدي إلى إتلاف السمع، فضلا عن آثاره السلبية على راحة الأفراد "القلق والإزعاج" خاصة بالنسبة للمسنين والمرضى والحوامل والأطفال.
كما يمكن لهذا النوع من الألعاب التسبب في إصابة الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع هذه المواد الحارقة أو إلحاق الضرر بالآخرين، بحيث قد ينجم عن ذلك فقدان الأصابع أو الإصابة بالعمى، علاوة على الحروق شديدة الخطورة التي غالبا ما تصيب الأصابع والأذرع والأعين والوجه، وهو ما "قد يجعل من العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا مستحيلا"، بالنظر إلى أن الحروق من الدرجة الثانية والثالثة قد تكون مرفوقة بوقوع تشوهات، يضيف المصدر ذاته.
ومن بين أكثر المخاطر التي قد تصيب العين - تتابع وزارة الصحة - الرضوض البصرية مع الإصابات الخطيرة كالتآكل والتقرحات والحروق وانفجار كرة العين وغيرها، مما قد يؤدي إلى تعقيدات وعواقب خطيرة كحصول العمى.
ولفتت الوزارة إلى أن الأطفال والمراهقين يعدون الأكثر عرضة للحوادث سالفة الذكر، لكونهم "غير واعين بالخطر الذي يتهددهم"، مشددة على أهمية قيام البالغين بالانتباه لمن هم أقل سنا.