تواصلت عملية التسجيلات الخاصة باختبار مستوى اللغة الفرنسية، الإثنين، على مستوى المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، والتي استقطبت في يومها الثاني مئات الطلبة الراغبين في الحصول على فيزا للدراسة بالخارج.
وخلافا للفوضى التي تم تسجيلها في اليوم الأول من التسجيلات، فقد تم تنظيم العملية، الإثنين، رغم الأعداد الهائلة للوافدين، حيث قامت قوات الأمن بتطويق المكان، وتنظيم الطابور بحواجز حديدية لعناصر الشرطة، وهذا لتمكين الطلبة القادمين من عدة ولايات الوطن من التسجيل، بعدما تم فتح العملية من قبل المركز الفرنسي على مراحل وهذا عن طريق الترتيب الأبجدي للألقاب.
فعلى غرار ماخلفته التسجيلات من فوضى الأحد، فقد أخذت أبعادا أخرى بسبب الصور المنتشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتي اعتبرها البعض إهانة للجزائر بالتزامن مع عيد ثورة أول نوفمبر، فيما تأسف البعض الآخر لمنظر التدافع والتزاحم ومبيت الطلبة في العراء لأجل اجتياز إختبار المستوى في اللغة الفرنسية للظفر بتأشيرة للدراسة في الخارج، وهي مايعبر - حسب المعلقين - على حالة اليأس التي يعيش فيها الشباب الجزائري، ففي الوقت الذي اختار فئة منهم "الحرقة" عبر قوارب الموت، فآخرون وجدوا في الدراسة بفرنسا ملاذا لهم علهم يهربون من الواقع المعيشي والمستقبل المجهول الذي ينتظرهم في بلادهم، بعدما أصبحت الشهادة لا تعني شيئا ولا تؤهل صاحبها للظفر بوظيفة تليق بسنوات الدراسة والتعب والسهر الذي اجتازه قبل الحصول على الشهادة الجامعية.
الطلبة الذين التقتهم "الشروق"، الإثنين، عبروا عن أسفهم لما حصل أمس من تدافع وكذا فوضى بسبب ارتفاع عدد الراغبين في اجتياز الامتحان من جهة، وبسبب تجميد المركز الفرنسي للتسجيلات الإلكترونية على الموقع على خلفية عطل تقني والتي كانت تساعد في تسهيل عملية التسجيل وتجنب الطوابير، كما استاء المعنيون من التأويلات التي أخذها الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامهم في وطنيتهم وكذا حبهم للجزائر بالقول أنهم يرتمون في أحضان فرنسا المستعمرة ، حيث أكد أحد الطلبة قائلا " لا تتهموننا في وطنيتنا"، مضيفا "ليست مشكلتنا أن الجزائر لديها اتفاقيات فقط مع جامعات ومدارس فرنسية أكثر من بلدان أخرى" وعلقت طالبة أخرى"جدي شارك في ثورة التحرير وأنا جزائرية وأفتخر لكني أريد تحسين مستواي الدراسي بالسفر نحو فرنسا"، وأضافت "المؤهلات العلمية في الجزائر لا تساعد على الإبداع والابتكار" ليؤكد طالب آخر بأن الأوضاع الصعبة لخريجي الجامعات وإحالتهم على البطالة بشهادات جامعية دفعته للتفكير في البحث عن آفاق أخرى في جامعات خارج الوطن تتوفر على المعدات والإمكانات للبحث العلمي، فيما قالت طالبة أخرى بأن التسجيل لايعني بالضرورة القبول في الجامعة.