ينطلق نظام التموقع الشامل عبر الساتل " الجي بي اس" رسميا في الجزائر في 1 مارس 2018، حسب ما أعلنه، الثلاثاء، المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد التابع لوزارة الدفاع الوطني، مما سيسمح للجزائريين بإستعمال "الجي بي أس" لتحديد الأحياء والشوارع والمقرات العمومية والبنايات ومختلف المواقع، فيما ستكون الخرائط الجوية والأرضية والإدارية والسياسية الخاصة بإقليم الجزائر والمقدرة بـ 3620 جاهزة نهاية 2019.
كشف اللواء عمر فاروق زرهوني رئيس مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش الوطني، الثلاثاء، في تصريح لـ"الشروق" على هامش الأبواب المفتوحة للمعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد بمناسبة العيد الخمسين له، عن الدور الكبير الذي يلعبه هذا المعهد الذي تم انشاؤه سنة 1967 والذي تتلخص أهدافه ومهامه في انجاز الخرائط المختلفة خاصة ما تعلق منها بتلك الموجهة للمنظومة التربوية والتعليم بشكل خاص وتوفير مجموعة من المعلومات الدقيقة حول التراب الوطني بإنجاز خرائط متنوعة وشاملة منها الجوية والأرضية والإدارية والسياسية، إضافة إلى جمع المعلومات وتمحيصها وتحليلها والاحتفاظ بها ثم إعادة معالجتها فتحيينها وفقا للأسس والمعطيات الجديدة المتوفرة من خلال استغلال أمثل للصور الأرضية عبر الساتل والأقمار الصناعية المختلفة للوصول إلى إنجاز أشغال وأعمال بحث أكاديمية في مجالات الإعلام الجغرافي ثم الاحتفاظ بها في الذاكرة والأرشيف على حد سواء.
ويضيف اللواء زرهوني، أن المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد مهتم بمجالات البحث وتنميته وذلك من خلال إنشاء مديرية خاصة بهذا المجال وهي مكلفة بالإضافة إلى ذلك بالمجالات التطبيقية، فيما يخص كل العلوم الجغرافية وتوفير الدعم العلمي والتقني الضروري لمختلف هياكل البحث والإنتاج التابعة للمعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، الذي يسعى منذ نشأته إلى انجاز وتحقيق المهام المنوطة به في مجال توفير الخرائط المختلفة والتجهيزات القاعدية.
ومن هذا المنطلق يقول اللواء فإن المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد يتعامل باحترافية كبيرة مع العديد من النشاطات المتعلقة بالدفاع الوطني والفلاحة والعمران وتهيئة الإقليم والمواصلات السلكية واللاسلكية والطاقة والأشغال العمومية ومسح الأراضي ومجمل الهياكل والمؤسسات ذات الطابع الجهوي أو المحلي المهتمة بالتنمية المحلية.
ومن جهته كشف المدير التقني للمعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، عن دخول نظام "الج بي أس" رسميا في الجزائر في الفاتح من مارس 2018، وذلك من خلال إستغلال 146 محطة لنظام التموقع الشامل عبر الساتل من قبل المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد التابع لقيادة أركان الجيش الوطني الشعبي عبر كامل التراب الوطني زيادة عن 57 محطة تابعة للمركز الوطني للزلازل "الكراغ"، حيث تساعد هذه المحطات المستعملين على تحديد المواقع والأماكن بشكل دقيق بالتعاون مع شركاء وطنيين في مجال الإتصالات.
وبالمقابل أوضح المتحدث أن الخرائط القاعدية الرقمية والجغرافية الجوية والأرضية والإدارية والسياسية، والمقدرة بـ 3620 ذو دقة عالية والخاصة بإقليم الجزائر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وجميع حدودها ستكون جاهزة نهاية 2019.
وفي التفاصيل يقول المدير التقني للمعهد أن الخرائط تحمل جميع المعلومات والبيانات المتعلقة بـ 14 ولاية ساحلية، وبالمقابل تم تسخير طائرتين مزودتين بأحدث تكنولوجيات الرصد والتصوري الرقمي لإنجاز 1500 نقطة "الجي بي أس"، في الجنوب والجنوب الأقصى والحدود الجزائرية الشاسعة.
وفي السياق ذاته أوضح العقيد حسان عبد اللاوي مدير المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد عبد هيئتهم تعتمد على وسائل وأنظمة متعددة مثل الصورة الجوية والمعلومات الجغرافية الملتقطة عبر الساتل على غرار "ألسات 2 أ" وطائرتين مزودتين بأحدث تكنولوجيات الرصد والتصوري الرقمي.وتعمل ذات الهيئة التي توفر قاعدة معطيات لفائدة النشاط العملياتي لوحدات الجيش الوطني الشعبي على تطوير رقمنة الأرشيف الخاص بالخرائط والطوبوغرافيا الوطنية خدمة للتنمية -كما أشار المقدم عمران.كما تتوفر على قدرات كثيرة مثل مركب نسخ الخرائط الذي تقدر طاقته السنوية بنحو 2 مليون خريطة متعددة الأنماط إلى جانب عتاد رقمي للتحليل والدراسات الخرائطية.
واضافة للمهام التي تحدثنا عنها سابقا يضيف العقيد عبد اللاوي فإن المعهد قام ايضا بعمليات التقاط الصور الجوية أثناء عملية ترسيم الحدود الليبية الجزائرية وكذلك الحدود البرية والبحرية مع تونس كما ساهم في عملية ترسيم الحدود مع النيجر ومالي وموريتانيا.