يا الله ما أجمل الأدب في الوصف ، لاحظ أنه لم يقل " كان أعور " ولم يقل : كان فاقداً لإحدى عينيه .. بل قال : كان يتمتع بإحدى عينيه .
ومعلوم أنه إذا كان يتمتع بإحدى عينيه أن العين الأخرى لا فائدة منها ..
كم نحن بحاجة يا كرام إلى هذا الحس الأدبي الرفيع في اختيار الكلمات قبل النطق بها ؟.
يا ترى كم هي الكلمات التي فيها السب والشتائم التي نتفوه بها يومياً بشكل صريح أو قريباً من الصريح .
إن التربية على ضبط اللسان ومراعاة الحروف قبل إخراجها من الآداب التي ربانا عليها القرآن ، قال تعالى : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .
والأحاديث في شأن اللسان وضرورة ضبطه لا حصر لها .
مرادي هنا : أن نتربى على ذوقيات الألفاظ بعضنا مع بعض .
تطبيقات :
1- في البيت لا تنادي زوجتك ب : هيه . وينك يا فلانة.. نادها بـ " كنيتها . حبيبتي ..".
2- مع أولادك لا يحفظون عنك لفظاً بذيئاً بقدر ما تستطيع .
3- حينما تحاور مجموعات الواتس وقروباته كن مميزاً بأنك تملك " ذوقاً أدبياً رائعاً " في المشاركات أو النقد المميز .
4- مع زملاء العمل ، كن ذكياً في الثناء على المميز ، وكن لماحاً للمقصر . كل ذلك وأنت تتقلب في " حسن المنطق ".
5- في تويتر، ما أسرع بعض الناس إلى النقد الساخر واللفظ القبيح ، وهذا مؤشر على سوء التربية التي تلقاها هذا أو هذه ، وقصدي هنا ليس عدم النقد بل انتقد ولكن بأدبيات الكلمات .
يا فضلاء .. ما أجمل أن نعيش في مجتمع راقي بكلماته وحروفه ، وهذا ليس صعباً على من تربى في دواوين الوحي ونهل من حياة السلف وتربى في بيت صالح نقي تقي .