"تبرّأ" البياطرة سلفا من الأمراض المحتمل الكشف عنها بعد عملية النحر، حيث لا يزال هاجس تكرار سيناريو ازرقاق ومرض الأضاحي الذي عرفته بلادنا العام الماضي يخيم على كثير من الجزائريين.
وفي السياق، أكّد بعض البياطرة أنّ الشهادة البيطرية التي يسلمها البياطرة للموالين، التي بات من حق الزبون الحصول على نسخة منها، لا تعني السلامة التامة والكاملة للماشية أو الأضحية، لما قد تتعرض له لاحقا من أمراض أو أضرار ليسوا مسؤولين عنها، وكذلك بسبب اعتماد البياطرة على الفحص السريري الإكلينيكي الذي قد لا يظهر بعض الأمراض بسبب الأدوية التي تعالج بها المواشي التي لا يحترم المربون الفترات الفاصلة بينها.
وفي السياق، أكدت المديرة الفرعية للأمن الصحي الغذائي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، البيطرية سميرة دوايسية، في تصريح لـ "الشروق" أنّ بعض الأعراض لا تظهر للبيطري، إلا بعد الذبح في غياب مسار الماشية أو ما يعرف بالملف البيطري لها للتعرف على مختلف المراحل التي مرت بها والتلقيحات التي تكون قد تلقتها من قبل المربين.
وأضافت المتحدثة أنّ وزارتها بصدد وضع اللّمسات الأخيرة على مشروع تحديد هوية الحيوانات والمواشي لتعريفها واعتماد نظام الشرائح المدللة عليها، حيث سيرى النور قريبا.
ودعت دوايسية الموالين إلى الصراحة مع البياطرة والكشف عن كل العيوب الخفية وعدم خيانة ثقة الزبون، لا سيما في ظل الإجراءات التي اعتمدتها وزارة الفلاحة في إطار شراء الأضحية من الموال مباشرة وتجنب التعامل مع السماسرة.
كما دعت المختصة المضحين إلى التوجه إلى نقاط الذبح المعتمدة المقدرة بنحو 400 نقطة وطنيا، لضمان توفر الشروط الصحية والوقائية، مشيرة إلى وجود فرق تتجول عبر الأحياء لمساعدة المواطنين في فحص ذبائحهم والتأكد من خلوها من العيوب، لا سيما الكيس المائي.
كما لفتت الانتباه إلى تصويم الأضحية وعدم تقديم الأكل لها والاكتفاء بسقيها بالماء فقط لضمان لحوم جيّدة وعدم ازرقاقها أو تغيّر لونها.