تشهد مراكز البريد أياما قبل عيد الأضحى إقبالا واسعا من قبل المواطنين الذين يسحبون أموالهم لشراء أضحية العيد ومستلزماته، إلا أن هاجس نقص السيولة وتعطل الشبكة والطوابير التي لا تنتهي لايزال يؤرق المواطنين عبر مختلف مراكز البريد وخاصة في الأحياء الشعبية.
"الشروق" تنقلت، السبت، إلى عدد من المراكز البريدية بالعاصمة، بدءا بمركز بريد حسين داي، والذي امتلأ بهوه بجموع المواطنين منهم من ظفر بمقعد للجلوس في انتظار وصول الدور، ومنهم من لم يسعفه الحظ ليبقى واقفا بسبب العدد الكبير للمواطنين الذين استغلوا عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة قبل العيد لسحب أموالهم، ويقول عمي السعيد الذي كان جالسا يطالع الجريدة في انتظار دوره "أنا هنا منذ الصباح، تحصلت على تذكرة 569، في حين أن العداد مازال في رقم 354"، وواصل كلامه "أحاول أن أسحب أموالي منذ أيام ولم أستطع بسبب الطوابير ونقص السيولة ".
آسفون الشبكة لا تعمل
ولم يختلف المشهد في مركز بريد القبة الذي امتلأ هو الآخر عن آخره، حيث أن التذاكر التي سحبت من طرف المواطنين حتى الساعة العاشرة وصلت 600، وأكد مواطنون تحدثت إليهم "الشروق" أن استعمال العداد الإلكتروني في تسيير مراكز البريد خفف عليهم ضغط الطوابير لساعات والفوضى، غير أن الهاجس الأكبر في أوقات الذروة هو نفاد الأموال عند وصول الدور، وقالت إحدى السيدات التي كانت تنتظر في مركز بريد القبة أمس بأن العداد منذ الصباح وهو في 400 بسبب تعطل الشبكة، متسائلة عن سبب ترك المواطنين ينتظرون لساعات دون إعلامهم بذلك، أو دون إصلاح العطب الذي أصبح روتينا يطبع أيام المناسبات، وأضافت "بعد ما تخلصنا من الانتظار والفوضى، الآن أصبحت الشبكة هي المشكل".
مركز بريد بورسعيد، البريد المركزي، القبة، حسين داي، عمارة رشيد، أول نوفمبر بساحة الشهداء هي مراكز عجت منذ الصباح الباكر بالمواطنين، الذين استغلوا عطلة السبت لسحب أموالهم لغرض اقتناء أضحية العيد، فيما استغرقت عملية السحب ساعات من الانتظار داخل القاعة أو حتى خارجها، وفي الموضوع، صرح أحد المواطنين بمركز بريد عمارة رشيد بساحة الشهداء بأنه لايزال في انتظار دوره منذ أكثر من ساعة، وبالرغم من أنه تحصل على رقم 906 والعداد يشير إلى897، إلا أنه لم يسحب أمواله بعد، وكل هذا -يضيف- بسبب تعطل جهاز الإعلام الآلي، ليقول "ما نفع استخدام العداد الآلي إذا كانت كل الشبابيك متوقفة بسبب عطل جهاز الإعلام الآلي؟"، وأضاف "إذا توفرت السيولة نجد الجهاز أو الشبكة معطلة"، ليعتبر بأن سحب الأموال قبل العيد في مراكز البريد رحلة عذاب يضطر المواطن للمرور بها دائما.
فوضى وطوابير في مراكز بريدية بالأحياء الشعبية
وغير بعيد عن المراكز البريدية التي تستخدم العداد الآلي في التعامل مع المواطنين، فصورة الطوابير التي لا تنتهي والفوضى والشجارات لاتزال سيدة الموقف في بعض المراكز البريدية المتواجدة بالأحياء الشعبية، حيث يضطر المواطنون الوقوف لساعات طويلة في طوابير تصل حتى خارج المركز، وهو الحال في مركز بريد عين النعجة، حيث يضطر المواطنون للنهوض باكرا قبل أن يفتح المركز البريدي أبوابه، أو الذهاب لمراكز أخرى في بلديات مجاورة، وهذا بسبب انعدام العداد الآلي الذي يضبط دور كل شخص، وأحيانا أخرى بسبب نقص السيولة التي تجعل المعنيين يتنقلون من مركز إلى آخر بحثا عن الأموال، وهي المعاناة التي تتكرر مع كل عيد أو مناسبة.
قابض بريد مركز أول نوفمبر: اطمئنوا.. السيولة متوفرة
وفي سياق متصل، أكد عبد الرزاق، قابض بمركز بريد أول نوفمبر بساحة الشهداء، بأن الإقبال الكثيف على مراكز البريد كان الأسبوع الفارط، وهي الفترة التي تضخ فيها رواتب عدد كبير من موظفي الدولة بالإضافة للمتقاعدين، وأوضح ذات المتحدث بأنه تم تجنيد كافة الإمكانيات لتمكين المواطنين من سحب أموالهم، وطمأن عبد الرزاق المواطنين بخصوص توفر السيولة، وهذا حتى يوم الخميس المصادف لوقفة عرفة، حيث ستستمر مراكز البريد في العمل بصفة عادية مثل باقي الأيام، أما بخصوص الانتظار لساعات في مراكز البريد، أكد المعني أن فترة الأعياد تمثل الذروة ودائما ما تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين وهو ما يجعل عمال البريد تحت الضغط وتثير بعض المشاكل، لكنها –يضيف- لاتعدو مشاكل روتينية يتم التحكم فيها بسرعة.
وفيما يخص عدم تمكن بعض المواطنين من استخدام البطاقة الذهبية وتشغيلها، أكد ذات المسؤول بأن هذه الأخيرة تحتاج لإعادة تعديل الموزع الآلي للنقود، وبإمكان المعنيين تشغيل بطاقتهم داخل المركز، إلى أن يتم برمجة جميع الموزعات الآلية ليستفيد المواطن من البطاقة الذهبية والتي تمكنه من سحب مبلغ مالي يصل 50 ألف دينار .