ونبينا ﷺ يقول : "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم آخرين غيركم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم".
والذنوب تختلف من شخص لآخر ومن حال إلى حال .
فذنب العالم ليس كالجاهل ، والخطأ في حق الجار ليس كالخطأ في حق غيره ، والمعصية في مكة ليس كالمعصية في غيرها ، وسوء الخلق مع الوالدين لايماثله مع غيرهما ، وهكذا تختلف درجات الذنوب .
وحديثي هنا عن عوامل تقيك بإذن الله تعالى من الإصرار على الذنب :
1- أن تعلم بأن الله يراك ويطلع على خفاياك (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) فمهما اختفيت عن أهلك فلن تختفي عن الله الذي يعلم بحالك سبحانه .
2- أن تتأمل في عواقب الذنوب في الدنيا وآثارها على نفسك وأهلك ورزقك ، فهي تقسي القلب وتجلب الهم وتذهب الرزق أو تزيل بركته .
3- أن تفكر في عواقب الذنوب عند الموت وما بعده من عذاب القبر، فربما كانت ذنوبك سبباً لسوء الخاتمة أو لتعذيبك في قبرك .
4- الابتعاد عن الصحبة السيئة التي تذكرك بالمعصية وتشجعك عليها .
5- ادع ربك بأن يحميك من الذنوب ويساعدك في التخلص من آثارها .
6- املأ فراغك بما ينفعك من أمور الدين والدنيا ، لأن الفراغ بوابة الانحراف والذنوب .
7- تأمل في قصص التائبين الذين تركوا تلك الذنوب ، وكيف هي سعادتهم الآن .
8- سماع المواعظ الإيمانية التي ترقق القلب وتقوي جانب الخوف من الله تعالى .
9- تذكر نعيم الجنة وأنه للمتقين الذين تركوا المحرمات ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
10- اعلم أن الله خلق النار وجعلها للمعرضين ، وما يدريك فلعلك تكون من أهلها بسبب إصرارك على تلك الذنوب .
( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )[الأحزاب:36] .
( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا)
اللهم احفظنا من الذنوب واجعلنا من المتقين الذين يخافونك يا رب العالمين.