تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، صورة لأب وهو يخرج رضيعه من نافذة شقته على علو 15 طابقا، في برج سكني بحي الموز بباب الزوار بالعاصمة، حيث يظهر الطفل معلقا بين السماء والأرض، وهو في حالة خوف وذعر، تبدو عليه علامات الدهشة لما يحدث حوله، حيث لجأ الوالد إلى نشر صورة طفله المرعوب على الفايسبوك، ليحصد بها أعلى نسبة إعجاب ومشاهدة، حيث حملت الصورة تعليق "1000 جام ولا نرميه من الطاقة"، غير أن الفايسبوكيين صدموا بهذه الصورة، وانتقدوا هذا التصرف بشدة مطالبين المصالح المعنية بالتحقيق في الصورة وطالبوا بمحاكمة الوالد المتورط في تعذيب وتخويف ابنه عن طريق صورة سلفي مجنونة، بل وذهب رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أبعد من ذالك بتأسيسهم صفحات خاصة لجمع التعليقات والإمضاءات للمطالبة بمحاكمة الأب المتورط في تخويف وتعذيب فلذة كبده.
وفي تعليقه على هذه الصورة، أكد رئيس الشبكة الجزائرية لحماية الطفولة، عبد الرحمان عرعار، في تصريح لـ "الشروق"، أن الوالد الذي قام بهذا التصرف "مهبول" ويجب معاقبته للحد من انتشار هذه الصور التي تعبر عن انتهاك صارخ لحقوق الطفولة. وطالب المتحدث السلطات الوصية بضرورة التحريك العاجل لدعوى عمومية، مؤكدا أن شبكة "ندى" ستتأسس طرفا ميدانيا فيها وستعمل على تحريكها بما يوافق القانون الذي يعاقب بشدة المتورطين بتعذيب الأطفال والتشهير بهم ولو كانوا من الوسط العائلي. وأضاف عرعار أن هذا الطفل الرضيع الذي تظهر صورته وهو معلق بين السماء والأرض لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وهذه الظاهرة تبين أن بعض العائلات تعتبر الأطفال أشياء ولعبا بعيدا عن الجانب الإنساني.
وليست هذه هي الصورة الأولى لتعذيب الأطفال من طرف عائلاتهم وجيرانهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت خلال الأيام الماضية صورة لأب يهدد ابنه بالسكين وآخر يجبره على التدخين، في حين شهد الفايسبوك فيديوهات تعذيب الأطفال بالكلاب.