أدخلت درجة الحرارة المرتفعة المسجّلة، الثلاثاء، عشرات الجزائريين إلى مصالح الاستعجالات بسبب المضاعفات التي لحقت بهم لا سيما المسنين والمرضى المزمنين المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم، حيث استقبلت هذه الأخيرة، حسب ما وقفت عليه الشروق، العديد من الحالات أغلبها لأشخاص مسنين بسبب ارتفاع الضغط الدموي والسكري في الدم.
ووفق ما أكده العديد من مرافقي المرضى الذين التقيناهم بالاستعجالات الطبية لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فإن ذويهم أصيبوا فجأة بأعراض أفقدتهم الوعي اضطرتهم بعدها إلى نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية خوفا من تعقّد حالتهم الصحية، وزادهم الصيام تأثيرا بسبب رفض بعضهم الإفطار إلا بعد بلوغ أبواب المستشفى.
"زهية.ر" سيّدة في السبعين من العمر وجدناها ممدة على السرير وبجوارها ابنتها التي كانت تبدو قلقة على حالة أمها غير أنّ الأطباء طمأنوها بعدم وجود خطورة عليها وهو ما هدّأها قليلا.
وبدورها نقلت شابة أخرى أمها المسنة إلى نفس المصلحة بسبب ارتفاع ضغطها، حيث مكثت هناك إلى غاية استعادة وعيها وتجاوزها مرحلة الخطر.
وبدورنا اقتربنا من الفريق العامل في المصلحة الذين أكّدوا لنا وجود حالات قليلة ليست على درجة من الخطورة تتعلق في الأغلب بمرضى ارتفاع الضغط الدموي.
أمّا البروفيسور، سالمي أمين، رئيس وحدة الاستعجالات الطبية والإنعاش بمصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فأكد في حديثه إلى الشروق أنّ الأمور إلى غاية الآن لم تصل إلى ذروتها متوقعا ارتفاع عدد المرضى خلال الفترات المتراوحة بين منتصف النهار وإلى غاية الرابعة بعد الزوال وهي التي وصفها بالفترة الحرجة، لا سيما إن استمرت الحرارة على مدار الأيام المقبلة.
وأكد المختص أنّ المسنين هم أكثر ضحايا الحرارة المرتفعة بسبب تعرضهم لضربات الشمس.
ونفى البروفيسور استقبال مصلحة الإنعاش أي حالة خطيرة في الوقت الحالي ماعدا حالات أخرى تم إسعافها في حينها.
ونصح المختص في الأخير جميع الجزائريين لا سيما المرضى والمسنين بتفادي التعرض للشمس والتنقل في فترات الذروة بين الساعة 12 و16سا واتخاذ التدابير اللازمة بمجرد الشعور بالأعراض الأوّلية مثل التعرق والعطش الشديد والتعب أو الفشل.
الجزائريون على موعد مع أسبوع ساخن
توقع الشيخ فرحات المختص في الأرصاد الجوية، تسجيل درجات تصل إلى 37 لمدة 4 أيام ابتداء من الثلاثاء، في كل من وهران عنابة، والعاصمة، وحرارة تفوق 42 درجة في مناطق داخلية كعين الدفلى ومعسكر وغليزان، وجنوب المدية.
أما في الجنوب فمعدل الحرارة يتراوح حسب الشيخ فرحات، بين 40 و46 درجة، مع ترقب رعود وأمطار على مرتفعات الطاسيلي والهقار.
وأكد الشيخ فرحات، أن هذا الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة يمكن أن يستمر إلى الجمعة، حيث نصح بتفادي الخروج إلى الشارع والتعرض للشمس في أوقات الذروة وهي بين العاشرة صباحا والرابعة بعد الزوال.
ونظرا إلى هذا الارتفاع المحسوس في دراجات الحرارة، والمتزامن مع النصف الثاني لشهر رمضان، حيث يفقد الصائم الكثير من الطاقة، سيما فيما يتعلق بكبار السن، أصدرت وزارة الصحة بيانا تحذر فيه من التعرض لأشعة الشمس، والخروج في أوقات الذروة، كما قدمت إرشادات ونصائح تتعلق بكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
وقالت ممثلة وزارة الصحة سامية عمراني، إن شرب الماء في الليل وفي فترة ما بين الفطور والسحور، بمقدار لتر واحد، ضروري للصائمين، إلى جانب تناول الفواكه التي تحتوي على كمية من الماء كالبطيخ.
وقدمت المكلفة ببرنامج الأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة، الدكتورة جميلة نذير، في اتصال بالشروق، مجموعة من النصائح الهامة لكيفية الوقاية من درجات الحرارة العالية وضربات الشمس بالنسبة للصائمين، حيث نصحت بوضع ستائر خشنة في النوافذ خاصة نوافذ العمارات، والاستحمام بصفة متكررة بالماء الدافئ وتغطية الرأس بالقبعة عند الخروج إلى الشارع، مع وضع نظارات لتغطية الأعين، ارتداء ملابس فضفاضة وواسعة وفاتحة الألوان، والسير في الظل، ووضع مراهم حماية البشرة.
وحذرت، من صوم الأطفال وكبار السن ومن إبقائهم داخل السيارات لمدة طويلة، وقالت إن شرب الماء ضروري ما ين الإفطار والسحور.