وفي هذه المقالة نقف وإياكم مع آية من كتاب الله العظيم، وهي قول الله تعالى :﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186].
يقول ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير هذه الآية:" وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كل فطر ".
ويقول ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه زاد المسير عند تفسير هذه الآية:
" فصل:إن قال قائل : هذه الآية تدل على أن الله تعالى يجيب أدعية الداعين وترى كثيرًا من الداعين لا يُستجاب لهم!
فالجواب:
أن أبا سعيد الخدري روى عن النبي ﷺ، أنه قال:(ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم ؛ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال:
إما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها ).
وجواب آخر:
وهو أن الدعاء تفتقر إجابته إلى شروط أصلها الطاعة لله، ومنها أكل الحلال، فإن أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء، ومنها حضور القلب، ففي بعض الحديث:( ولا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه ).
وجواب آخر:
وهو أن الداعي قد يعتقد المصلحة في إجابته إلى ما سأل، وقد لا تكون المصلحة في ذلك، فيجاب إلى مقصوده الأصلي، وهو: طلب المصلحة، وقد تكون المصلحة في التأخير أو في المنع ".ا.هـ.
ثمَّ اعلم - رحمني الله وإياك - أن الدعاء مفتاح لكل خير، ومن وُفِّق للدعاء فقد وُفِّق لخيرٍ عظيم، وللفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عبارة عميقة تحتاج إلى أن نستحضرها باستمرار حيث يقول:( إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه ).
يقول ابن القيِّم - رحمه الله -:" إذا كان كل خير أصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجًا دونه ".
فإذا علمت هذا أيها المبارك فليكن همك أن تتحرى مواطن إجابة الدعاء، كما بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل .
وفي شهر رمضان تفتَّح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران، فإياك أن تغفل عن الدعاء فيه، وهو شهر الدعاء، فألحَّ على الله سبحانه وتعالى بالدعاء .
وتذكر أيها المبارك أن الله - جلَّ في علاه - أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، قال تعالى:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ ، وفي الحديث يقول ﷺ : (ادعوا الله وأنتم [ موقنون بالإجابة ]).
اليقين :
ألا يخطر ببالك قط أن الله تعالى يردك!
وتذكر رحمك الله أنك وأنت تدعو الله تعالى أنك في عبادة ؛ قال ﷺ :( الدعاء هو العبادة ).
وصية أخيرة :
احرص أيها المبارك على حفظ الأدعية الواردة في السنة النبوية الصحيحة، واحرص على جوامع الدعاء منها، وليكن لهجك بالدعاء بها، وسترى الخير العظيم إن شاء الله تعالى .
////////////////////////////////////////////
قفزوا من الطائرة بسبب مزحة
ألقت السلطات الأسترالية القبض على راكب طائرة في رحلة محلية الثلاثاء الماضي، بعد كتابته عبارة عن إخفائه قنبلة على متن الطائرة.
وقالت الشرطة ووسائل إعلام أسترالية إن ركاب الطائرة قفزوا منها بعد هبوطها في مطار في منطقة ريفية بأستراليا بعد العثور على الرسالة.
وتأتي هذه الواقعة بعد يوم على عملية حصار في ملبورن تعاملت معها الشرطة على أنها عملية إرهابية.
وقالت متحدثة باسم الشرطة لرويترز "لم يعثر على شيء لم يكن هناك أي تهديد واقعي لأحد. إنها مجرد رسالة وبالتالي لم يكن هناك شيء".
وأشارت الشرطة إلى أنه تم إخلاء الطائرة التي كانت تقل 42 راكبا في رحلة داخلية في المطار في ألبوري في ولاية نيو ساوث ويلز الجنوبية، وتم اعتقال رجل.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس الاسترالية عن أحد الركاب قوله إنه سمع شخصا يصرخ: "اتركوا أمتعتكم واخرجوا واركضوا" وأشارت الوكالة إلى أن الركاب قفزوا إلى المدرج.
وقالت إميلي ووترز، المتحدثة باسم شرطة نيو ساوث ويلز، لرويترز إن "الشرطة وخدمات الطوارئ حضرا إلى مطار ألبوري بعد تلقيهما معلومات عن العثور على رسالة في منطقة دورات المياه".
وأضافت ووترز "نزل جميع الركاب واعتقل شخص في غضون خمس دقائق" رافضة الكشف عن المزيد من المعلومات.