تحصي الجزائر خلال ثماني سنوات الأخيرة، أزيد من 80 حالة انتحار وسط التلاميذ بسبب نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، حسب ما كشف عنه مختصون في الصحة العمومية، ومع اقتراب موعد الامتحانات المصيرية للتلاميذ دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان جميع الفاعلين في المجال التربوي من وزارة التربية وأولياء التلاميذ لإجراء دراسة معمقة لفهم أسباب هذه الظاهرة التي تعود مع نهاية كل موسم دراسي.
وأوضحت الرابطة الجزائرية في تقرير لها أمس، بأن حالات الانتحار وسط التلاميذ بسبب النتائج المتدنية في الامتحانات المصيرية أصبحت في تزايد مستمر خلال السنوات الأخيرة، حيث تسجل الجزائر 10 حالات انتحار سنويا، ما يقارب 80 حالة خلال 8 سنوات الأخيرة، وكل هذا ليس بسبب الرسوب – تضيف الرابطة - بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو التحصل على كشوف النقاط، وهو ما يجعل التلاميذ –حسبهم - يقدمون على الانتحار، أو التصرف بعنف كنتيجة للإحساس الغضب.
وترى الرابطة الحقوقية بأنه ينبغي على وزارة التربية وأولياء التلاميذ الالتزام بتقديم كمية دعم كبيرة لأداء المهام الدراسية، وهو ما يتطلب قدرة وجهد كبيرين من جميع الفاعلين لفهم الواقع الذي تعيشه المدرسة الجزائرية، وهو ما يستدعي –حسبها - دراسة معمقة لمعالجة أسباب هذه التصرفات، وليس فقط الوعيد والعقاب مثلما توعّدت به وزيرة التربية الوطنية في عدة مرات.
حذرت المنظمة الحقوقية من عواقب أسلوب الوعيد قبل أسابيع من نهاية العام الدراسي خاصة أن أزيد من مليوني تلميذ مقبلين على اجتياز شهادتي نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، التعليم المتوسط والبكالوريا، مؤكدة أن النتائج السلبية للتلاميذ من رسوب تنجم عنها عدة ظواهر منها الانتحار وسط التلاميذ، أو ظاهرة التسرب المدرسي التي لا يتحمل مسؤوليتها الطفل وحده، وإنما تقع بشكل كبير على عاتق المدرسة ـ الأسرة ـ المجتمع والدولة ككل، كما تدعو الرابطة الأولياء إلى عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل، بل يجب عليهم تفهم أبنائهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم ورسوبهم.