أحدثت العاصفة الهوجاء التي تهب على ولايات الجنوب، منذ الأحد، اضطرابا في حركة المرور، في طرقات المنطقة بعد أن شكلت الرمال المتطايرة بفعل الزوابع الرملية التي بلغت قوتها في بعض المناطق 95 كيلومترا في الساعة حواجز رملية فيها، فيما تضررت عديد المنازل بفعل التساقط الغزير للأمطار في مناطق أخرى، على غرار ولايتي الوادي وإيليزي، التي تسربت بها مياه الأمطار، إلى مئات المنازل المبنية بمواد إنجاز محلية، وشكلت مختلف الولايات خلايا أزمة على مستواها لمراقبة الوضع.
شهدت مدن ولايات الوادي، وإيليزي وتمنراست وورقلة وغرداية وأدرار وتندوف وبشار، تساقطات غزيرة للأمطار في عديد مدنها وقراها، وذلك بكمية متفاوتة، حيث وصلت في بعض المناطق كولاية الوادي مثلا، إلى نحو 30 مليمترا، في ظرف ست ساعات فقط، وهو ما يعتبر رقما معتبرا في المناطق الصحراوية، وهو ما أدى إلى تسرب مياه الأمطار من أسقف المئات من المنازل، المبنية بمواد محلية في ولايات الوادي، إيليزي تمنراست ورقلة، حيث قامت بعض البلديات بإمداد السكان بالبلاستيك لتغطية أسقف منازلهم، كما هو الحال في بلدية دوار الماء الحدودية بولاية الوادي، ويُتخوف من أن تتسبب الأمطار التي يتوقع أن تتوقف ظهيرة اليوم الثلاثاء، في انهيار المساكن ووقوع ضحايا. وتدخلت مصالح الحماية المدنية في عدد من الطرقات لامتصاص المياه التي شكلت بركا عرقلت حركة السير فيها بشكل كبير.
كما شهدت مدن الجنوب أيضا هبوب رياح قوية، وصلت قوتها محليا في بعض المناطق، على غرار بلدية برج الحواس في إيليزي، وفقارة الزوي بتمنراست، إلى 90 كيلومترا في الساعة، وهو ما تسبب في تطاير الرمال، التي شكلت حواجز شلت حركة المرور في عديد المحاور الطرقية، خاصة تلك التي تربط بين الحقول البترولية والغازية في ولايات تمنراست وإيليزي. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن تستمر الأمطار في الهطول إلى غاية ظهيرة اليوم الثلاثاء، فيما تستمر الرياح في الهبوب، لكن مع تسجيل تراجع في قوتها، بداية من هذا الأربعاء.