يعيش الفلسطيني جواد غانم منذ ولادته في غرفة متهالكة بين القبور، في قرية دير الغصون بمدينة "طولكرم" الفلسطينية، واضطر غانم الذي يبلغ من العمر 43 عاما، إلى العيش بهذه الطريقة وفي هذا المكان الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، بسبب المرض وقلة المال، فالرجل الأربعيني آوى إلى غرفة وسط مقبرة تمتلئ بالفئران التي تحرمه من النوم وتعتلي جسده إذا نام، علاوة على أنها لا تحتوي على مطبخ أو حتى حمام فضلا عن غرفة لاستقبال الضيوف، وعلى إثر هذه الظروف المزرية قررت زوجته أخذ أولادها للانتقال إلى منزل أهلها، ويعاني غانم من مجموعة أمراض، وفي المدة الأخيرة أصيب بجلطة الأمر الذي زاد من مشاكله الصحية المتدهورة أصلا.
تم الاتفاق بين أهل الخير وأحد رجال الأعمال لإيوائه
وقد طرق غانم كل الأبواب كان أولها باب السلطة الفلسطينية والجمعيات والمؤسسات الخيرية لكن لم يتلق أي رد إيجابي أو مساعدة تنهي معاناته المتواصلة منذ الصغر، ووفقا لوكالة معا الفلسطينية، اعتاد ساكن المقبرة أن يمد يديه للناس، إذ شوهد أكثر من مرة يحمل كتبا طبية لطلب المساعدة من الناس في المساجد والأماكن العامة، وجاء أخيرا الفرج، إذ تم الاتفاق بين أهل الخير وأحد رجال الأعمال الذي تربطه بغانم صلة على بناء منزل لساكن المقبرة لكي ينتقل من أرض الأموات إلى أرض الأحياء التي ضاقت به منذ 43 عاما، تلقى غانم خبر بناء المنزل بفرح، مبديا أمله في إنهاء معاناته مع الفقر والأمراض الذي يعيشها منذ ولادته، متمنيا الخلاص من حياة لا توفر له أبسط مقومات الحقوق الإنسانية.