شارك آلاف العمال القادمين من مختلف ربوع الوطن، السبت، في "مسيرة الصمود" التي غزت شوارع ولاية تيزي وزو، تلبية لنداء تكتل النقابات المستقلة، لتوجيه رسالتهم القوية للحكومة بخصوص تمسكهم بمطالبهم المشروعة ورفضهم للقوانين المجوّعة للطبقة الشغيلة، رافضين الاستثمار السياسي لقضيتهم، التي قالوا إنهم اليوم أكثر وعيا وأدرى بطرق المطالبة بها، مهددين بإضراب وطني مفتوح في حال ما استمرت الحكومة في اعتماد سياسة الهروب نحو الأمام.
وقدم آلاف العمال والموظفين المنضوين تحت لواء مختلف النقابات المستقلة، السبت، عبر ولايات الوطن الـ48، للمشاركة في مسيرة عارمة انطلقت من متحف المدينة بتيزي وزو وصولا إلى مقر الولاية، رافعين شعارات مناهضة لسياسة ما أسموه بالتجويع الممارس ضد الطبقة الشغيلة، مطالبين بإعادة النظر في القوانين المجحفة ضمن قانون العمل وكذا التقاعد والمالية.
ورفع الغاضبون شعارات "تجمعنا في تيزي من البحر إلى اليزي"، "مسيرتنا نقابية وليست سياسية"، "يا للعار يا للعار حكومة بلا قرار"، "صامدون صامدون"، وغيرها من الشعارات التي رافقت آلاف العمال الذين لم تمنعهم الأمطار المتساقطة من المشاركة في حركتهم الاحتجاجية، التي تعتبر حسب ما أفاد به المكلف بالأعلام لدى المكتب الوطني للنقابة جيلالي بلخير في تصريح لـ"الشروق" أن المسيرة كانت تتويجا للقاء المنظم في الـ4 من فيفري الجاري، وتمثل رسالة قوية للحكومة مفادها عدم التراجع عن المطالب المرفوعة منذ بداية النضال في جوان 2015.
وقال المتحدث و"نرفض قانون التقاعد الجديد وإلغاء التقاعد النسبي، الذي يعد برأيه اهانة وظلم كبير للعمال الذين سيحرمون من مكاسب نضالهم ويحرم الوطن من خيرة أبنائه، حيث سيحرم قطاع التربية وحده من 60الف موظف سيحالون على التقاعد في أوت 2017 ناهيك عن التدهور المسجل في القدرة الشرائية منذ اعتماد قانون المالية الجديد والذي يعد في الحقيقة قانونا لتجويع الطبقة الشغيلة.
وبخصوص قانون العمل الذي قال إنه يطبخ بعيدا عن الأعين، أكد المتحدث ان وزير العمل وعدهم باستلام نسخة عنه، إلا أن لا شيء حدث حسبه لحد الساعة، رافضا باسم المحتجين عدم إشراكهم في النقاط التي سيتضمنها لكونهم المعنيين بالأمر بالدرجة الأولى.
وعن مساندة بعض الأحزاب السياسية لهذه المسيرة ومطالبهم المشروعة، صرح المتحدث أن الطبقة العمالية اليوم أصبحت أكثر وعيا بمشاكلها وأكثر أهلية لترفعها من دون مساندة سياسية تستثمر في معاناتهم، مؤكدا أن نضالهم سيتمر إلى غاية رضوخ الحكومة واستجابتها لمطالبهم المشروعة، مرحبين بكل المبادرات المساندة لهم دون أن تكون حملة سياسية مسبقة، خصوصا تلك الصادرة عن الأحزاب الموالية.