أدت الاضطرابات الجوية التي شهدتها مختلف المدن الشمالية، والتس شملت أكثر من 24 ولاية، إلى شل حركة المرور بالعديد من الولايات بسبب الثلوج، فيما دفعت السيول إلى تكوين شلالات بالمناطق المرتفعة وبعض الجسور والأنفاق، في وقت لم تسلم عاصمة البلاد من التساقط الكثيف مخلفا انهيارات على مستوى بعض الجدران في وقت سجلت الحماية المدنية حوادث متفرقة منها المتعلقة بالطرقات وأخرى بالاختناقات، أما العائلات القاطنة بالسكن الهش فتعيش حالة من الخوف والفزع ترقبا لأي طارئ قد ينغص أيامهم المقبلة التي تنذر بقدوم اضطرابات نشيطة.
وقد وصلت تدخلات مصالح الحماية المدنية خلال الـ24 ساعة الأخيرة المتزامنة والاضطراب الجوي النشيط الذي عرفته المدن الشمالية للوطن إلى 2930 تدخلا، أسفر عنه وفاة 4 أشخاص وإصابة 17 آخر بجروح في حوادث مرور متفرقة، في حين جرت الاختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة، 13 شخصا إلى المستشفيات.
تدخلات بالجملة.. ورعب حتى في العاصمة
في العاصمة أدت الأمطار المتساقطة إلى انهيار جدار الدعم بـ14 شارع بومال بحي تيلملي بالجزائر الوسطى ليلة الثلاثاء، مخلفة حالة من الهلع وسط القاطنين بالعمارة المجاورة التي تضرر مخرجها جراء وصول الأتربة إلى العمارة المتكونة من 4 طوابق والمتواجدة بالحي المجاور 33 بوعلام خلفي، ولحسن الحظ لم يخلف الحادث أي خسائر بشرية تذكر.
كما غمرت المياه العديد من الطرقات والمسالك أدت إلى شل حركة المرور على مستوى كل من عين البنيان، أولاد الشبل، بئر توتة وبئر خادم باتجاه السحاولة، أما بطريق "لاكوت" باتجاه الطريق السريع للبليدة، فقد سجل وفاة شيخا في الستينات من العمر بعدما دهسته سيارتان في وقت واحد نظرا لسوء الرؤية، كما تسربت المياه داخل سكنات بكل من الأبيار، الشراقة والسكنات الفوضوية بالحراش.
تذبذب في حركة القطارات.. وشوارع تغرق
الإشكال امتد إلى التنقلات عبر القطار حيث عرفت رحلات الضواحي تذبذبا واضحا خاصة في الفترة الصباحية. وبتيبازة فقد أدت الأوضاع، إلى تحول نفق بواسماعيل إلى شلال حقيقي بسبب تدفق كميات كبيرة من الأمطار في مشهد يتجدد كلما تساقطت الأمطار. وبجيجل منعت الأمطار المتساقطة التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم مثلما حل بثانوية بوراوي.
كما أدى انسداد البالوعات إلى ما يشبه بالأودية، وببجاية تسببت الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 75 المؤدي إلى سطيف والطريق الوطني رقم 26 بفج شلاطة بالحدود مع تيزي وزو الذي شل هو الآخر وصل إلى الطريق رقم 106 باغيل في حدود مع برج بوعريريج مع تسجيل 4 حوادث مرور.
الثلوج تعزل قرى ومداشر
أما بالبويرة فقد عزلت قرى ومداشر بأكملها بفعل تراكم الثلوج التي وصل سمكها 40 سنتيمتر خاصة بالجهة الجنوبية والغربية للولاية لا سيما على مستوى الطريق الوطني رقم 33 و15 الرابطين بين البويرة وتيزي وزو مرورا بأعالي تيكجدة على مستوى منطقة تيزي قومان وإيفرحونن والطريق الوطني رقم 62 الرابط بين سور الغزلان والدشمية على مستوى منطقة مجانة، وكذا الطريق الوطني رقم 8 بين ديرة والمسيلة على مسافة 9 كلم. وبباتنة أدت الثلوج إلى غلق عدة طرقات استدعت استغلال الكاسحات.
كما سجل غلق الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين باتنة ومروانة عبر محور نافلة، والطريق الوطني رقم 31 الرابط بين باتنة وأريس في محور مرتفعات ثنية الرصاص، والطريق الوطني رقم 87 الرابط بين باتنة وثنية العابد عند مرتفعات عين الطين نتيجة البرد القارص الذي يجتاح المنطقة خفت حركة المرور وتنقلات المواطنين جراء عزلة عدة قرى، وأدت البرودة إلى اختناق عائلة بأكملها جراء استنشاقها غاز أول أكسيد الكربون للمدفئة.
طرقات مغلقة واختناق حركة المرور
أما بسطيف فقد تسببت الثلوج في عرقلة حركة المرور، خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي سطيف وبجاية، وتحديدا في منطقة أيت نوال مزادا وبوعنداس، ذات الأمر بالنسبة للطريق الوطني رقم 74 الرابط بين بني ورثيلان بوقاعة. وبالبليدة شلت حركة المرور على الطريق الوطني رقم 64 المسمى طريق العيساوية الرابط بين بوقرة شرق البليدة وتابلاط بولاية المدية بعدما غمرته مياه الأمطار.
وعاش سكان القصدير على مستوى خزرونة وغيرها أحلك أيامهم خوفا من الانهيارات، وببومرداس تحولت طرقاتها إلى أوحال جعلتها مادة دسمة بالفايسبوك.
وينتظر أن تستقر الأجواء مجددا اليوم عبر كامل التراب الوطني بعد يومين من التساقط، في انتظار عودة اضطراب جوي جديد نشيط الفعالية انطلاقا من يوم الجمعة يكون متبوعا بأمطار معتبرة وثلوج على المرتفعات حتى تلك القريبة من الساحل.